تيار المستقبل السوري تابع وبأسف بالغ ما ورد في تصريحات لبعض الشخصيات السياسية التي تحدثت عمّا سُمِّي بـ"خيبة أمل عربية من انتصار الثورة السورية"، وذهبت إلى التلميح ــ بل والتصريح أحياناً ــ بإمكانية اعتماد "مقاربات غير عنيفة" و"سرديات ثقافية وحقوقية" في مواجهة المشروع الصهيوني، مع ترويج لفكرة أن الصراع مع الكيان الصهيوني لم يعد خياراً مجدياً، في تجاوز خطير للثوابت الوطنية والقومية والشرعية.
تيار المستقبل السوري يؤكد بوضوح أن أي حديث عن إمكانية "السلام" أو "التطبيع" مع الكيان الصهيوني الغاصب، هو مرفوض شكلاً ومضموناً، ويتناقض جذرياً مع وجدان الشعب السوري وتاريخ نضاله الممتد ضد الاحتلال والاستبداد.
تيار المستقبل السوري يدين بشدة هذا الخطاب الانحداري الذي يحاول التأسيس لتحولات فكرية وسياسية تتماهى مع مشروع تصفوي يُراد تمريره في المنطقة تحت عنوان "السلام البديل" أو "النضال الحقوقي"، في وقتٍ ما زالت فيه آلة القتل الصهيونية ترتكب المجازر في غزة، وتواصل مشاريع التهويد في القدس، وتهجير أهلنا في الضفة والداخل المحتل.
تيار المستقبل السوري يرى أن الحديث عن "جدوى النضال الحقوقي" في مواجهة كيان استيطاني دموي، في ظل الصمت على جرائمه وجرائم حلفائه، لا يخدم إلا سردية العدو ويمنحه شرعية زائفة، ونحن نرى في هذا التوجه انحرافاً فكرياً وسياسياً مرفوضاً، لا يُمثّل الشعب السوري ولا ثورته, ونؤكد على ما يلي:
- موقفنا من الكيان الصهيوني هو موقف مبدئي لا يخضع للمساومات السياسية، وأننا في تيار المستقبل السوري نرفض رفضاً قاطعاً ونهائياً أي سلام مع هذا الكيان، ونعتبر الصراع معه صراعاً وجودياً حضارياً.
- أن فلسطين ستظل قضيتنا المركزية، ولا تساهل مع من يروّج لفكر التفريط والرضوخ.
- أن الشعب السوري، في ثورته العظيمة، لم ولن يرضى يوماً بمهادنة المحتل، أياً كان شكله، وأن سورية الجديدة ستكون ظهيراً لأي مقاومة حقيقية، لا جسراً للصفقات.
- أننا ندعو كل القوى الثورية والوطنية إلى التبرؤ من هذا الخطاب المشبوه، والوقوف صفاً واحداً في وجه كل محاولات حرف البوصلة، أو زج الثورة السورية في مشاريع دولية مشبوهة.
تيار المستقبل السوري يُجدّد العهد بأن تظل سورية الحرة التعددية الديمقراطية في صف فلسطين، ضد المحتل، وضد من يزين له وجهه القبيح.