الفرصة الحاسمة: هل تتحرك الجيوش العربية في لحظة إسرائيل الحرجة؟

في لحظة فارقة من التاريخ الحديث، تقف إسرائيل عند مفترق طرق حرج، حيث تتوالى عليها الضربات من الداخل والخارج. سقوط "الحريديم" وتفكك الائتلاف الحاكم في الكنيست، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ القصوى، يضع الكيان في حالة من الهشاشة النفسية والاستراتيجية لم يشهدها منذ عقود.

رغم هذا الانهيار الظاهر، فإن الجيوش العربية، وعلى رأسها الجيش السوري الجديد، لم تُعلن بعد موقفًا واضحًا أو تتحرك عسكريًا، رغم أن التوقيت الآن يُعدّ من أدق وأخطر مراحل الصراع. وإذا لم يُستثمر هذا التوقيت الاستثنائي، فإن التحرك لاحقًا – مهما بدا مدروسًا – قد لا يكون ذا جدوى، لأن التوقيت بحد ذاته عنصر حاسم في الحروب، وقد يكون أهم من القوة العسكرية نفسها.

القيادة الحقيقية تُقاس بقدرتها على اختيار لحظة الفعل، وتحمّل نتائج هذا الفعل. فإضاعة فرصة كالتي نراها اليوم، تعني بشكل مباشر التفريط بفرصة نادرة في كسر المعادلات السياسية والعسكرية التي سادت منذ سنوات.

سوريا في قلب المفترق
أما سوريا، فهي أمام خيارين لا ثالث لهما:
فإما أن تكون في خضم هذه الحرب، وفي صدارة من يصوغون قواعد اشتباكها الإقليمية،

أو أن تكون عرضة لأجندات الخارج، وتعود إلى دوامة حرب الطوائف الخمسة والصراعات الاستخباراتية الدامية التي مزّقتها في العقد الماضي.

ورغم ظروفها الصعبة، إلا أن الواقع العسكري يشير إلى جاهزية الجيش السوري لخوض اجتياح بري ضمن تحالف إقليمي واسع. وبالمقارنة، فإن وضع سوريا اليوم – على صعوبته – أفضل بكثير من إسرائيل التي تخوض حربًا متعددة الجبهات مع أربع دول، في ظل تخلّي حليفها الأبرز (الولايات المتحدة) تدريجيًا عن دعمها المباشر على الأرض.

الفرصة لا تتكرر
إن الاستراتيجيات النفسية والعسكرية الإسرائيلية تمر بأسوأ مراحلها.
لم يعد "الردع" الإسرائيلي كما كان، ولم تعد عقيدة الحرب الخاطفة قابلة للتطبيق في ظل التآكل الداخلي والانكشاف الخارجي. وعليه، فإن خوض الحرب أو عدمه ليس مجرد قرار عسكري، بل هو خيار مصيري يرتبط به مستقبل المنطقة بأكملها.

في النهاية، إن لم تسقط إسرائيل في هذه اللحظة الحرجة، فإنها ستستعيد توازنها، وستفرض شروطها من جديد. والوقت، كما يقول العسكريون، لا ينتظر.

شاركها على:

اقرأ أيضا

التدخلات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة بتاريخ 11 تموز 2025

التدخلات الإسرائيلية وانعكاساتها على القوانين الدولية وحقوق الشعب السوري.

12 يوليو 2025

إدارة الموقع

العلاقات السورية اللبنانية وتصريحات الرئيس جوزيف عون

أهمية العلاقات السورية اللبنانية وآراء الرئيس جوزيف عون حول الشراكة الإقليمية واحترام السيادة.

12 يوليو 2025

إدارة الموقع