سن ذهب في فم لص
هكذا تبدو الصورة إنه تخادم تكاملي بين منظومتين مختلفتين في الاتجاه من الناحية الشاملة لكنك ترى في كل لحظة
أنه يوجد جزء من الكل الأول متفق مع جزء من الكل الثاني المختلف , إنه توظيف اللحظة في خدمة الفترة , أو استثمار الجزء في خدمة الكل.
وهذا ما أود الحديث عنه فعلى مستوى الجزء سأتكلم عن ضرس ذهبي وعلى مستوى الكل أتكلم عن لص ذكي ,
ثمة خصوصية للجزء وشمولية للكل , فالجزء على مستوى البنية قد يكون ذهبا خالصا والكل مادة عضوية ,
و في المهمة يتفقان على مستوى اللحظة ويختلفان على مستوى الفترة , فعلى مستوى اللحظة فالجزء يمضغ و الكل يبلع ما ليس له في عملية تخادم متبادلة, وعلى مستوى الفترة فإن سن الذهب يتعرض للاحتكاك والذوبان بسبب الحركة والعمل , بينما يسمن اللص وينمو .
والسؤال متى يكون المرء النفيس المعدن ضحية اللص ويحوله إلى سن ذهبي في فمه , ويمضغ به المسروق؟
أرى أن ذلك يكون عندما يتربى على القيم ولا يفهم كيف يفكر غيره , و يكون عندما يتلقى الأدب ولا يتدرب على المواجهة , و يكون عندما لا يستطيع التمييز بين ما هو تكتيكي وما هو استراتيجي ,و يكون عندما ينظر حوله من زاوية واحدة ويعتمد تفسيرات تستند إلى بعد معرفي واحد , و يكون عندما يثق بصلاح نفسه ويهمل الوعي الجمعي , وهكذا ….
كتبه جعفر الصادق طحان
اظنها بداية لسلسلة رائعة من المقالات
ارجو التوسع في هذا الجانب قدر الامكان
بوركتكم دكتور زاهر