المكتب الإعلاميخبرٌ وتعليق

خبرٌ وتعليق: رئيس تيار المستقبل السوري يحضر ندوة حوارية نظمها مركز حرمون للدراسات


يوم الجمعة الماضي 23 شباط/ فبراير 2024، عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، ندوة حوارية بعنوان “السياسة الأميركية تجاه سورية وغزة والمنطقة”، شارك فيها الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن والخبير بالشأن الأمريكي “سمير التقي”، أدارت الندوة مديرة منتدى حرمون الثقافي “أسماء صائب أفندي”، وقد حضر تيار المستقبل السوري بشخص رئيسه الدكتور زاهر بعدراني الندوة.

ناقش الدكتور التقي قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد، وتأثيره على النظام السوري وحلفاءه، وسياسة أمريكا تجاه العالم والمنطقة وسورية، وتم تحليل سياسة أمريكا بعد 7 أكتوبر، حيث أكد التقي على أن قانون مناهضة التطبيع شمل كل ما يتعلق باقتصاد الظل لنظام الأسد، والذي انتقل له اقتصاد النظام السوري بغطاء إيراني، كما ويُظهر ميل أمريكا للضغط على النظام السوري وبداية مرحلة انتهاء الاتفاق الأمريكي الروسي لبسط يد الأخيرة على المنطقة، بدأ ذلك في حرب أوكرانيا، حيث اعتبر التقي أن رفض تعويم النظام السوري بات أمرا منتهياً بالنسبة إلى أمريكا، وفي معرض إجابته على سؤال حول تأثير العقوبات قال التقي أن العقوبات سلاح قوي ليس سهلاً، وقد أسقط الاتحاد السوفييتي سابقاً! كما أن العقوبات مهمتها وظيفية بالنسبة لأمريكا، حيث تعتبرها ضغطاً للتفاوض وتنفيذ مصالحها دون استخدام قواتها العسكرية.
ولفت في حديثه إلى اهتمام أمريكا بالتبدل الجذري في بنية التحالفات الاجتماعية في سورية وخصوصاً دمشق نتيجة العقوبات، الأمر الذي يعني تأثير العقوبات على جوهر البنية التحالفية للنظام السوري.
ثم أوضح د.التقي أن الإدارة الأمريكية تنتقل لليسار المهتم بحقوق الإنسان وغيرها من القضايا، كما تميل إلى عدم النزول على الأرض والإبقاء على الجمر مشتعلاً، ولكن بلهب خفيف حتى تنتهي الأمور باتجاه لا يضر بمصالحها، واعتبر أمريكا قد انتهجت خطوات لتفكيك العولمة مستشهداً بقرارات بايدن الاقتصادية، وشدد على إشاحة النظر الأمريكية عن الموارد والاهتمام بالممرات المائية والسيطرة عليها، ما يعني السيطرة على السوق، وانتهاء مرحلة القطب الأوحد، لتنشغل أمريكا بنفسها فقط وتدع العالم وحده إلا بما يمس أمنها القومي.
كما اعتبر التقي أن حرب غزة غيرت كافة التوازنات قبلها، فيما خص الصفقات مع إيران عبر روسيا، حيث أدركت واشنطن حسب وجهة نظره بالخطر الوجودي على اسرائيل وفشل سياسة خز العشب وإدارة فك الاشتباك في لبنان.
ورأى التقي أن التطبيع العربي مع النظام السوري لم ينجح وسيتم عرقلته أكثر بسبب العقوبات الأمريكية، الأمر الذي سيٌنتج سعياً لتحالفات تركية عربية بانت خطوطه بزيارة أردوغان إلى مصر، ورأى التقي أن تركيا ستكون العامود الأساسي في الإقليم والبديل عن الروس في إدارته، ما سيستتبع ذلك من توافقات في شرق الفرات بسبب انهيار اتفاق أستانة الذي بات مُلاحظاً.
وفيما خص التواجد الإيراني رأى الدكتور التقي أن اسرائيل لن تقبل بعد الآن التواجد الإيراني في لبنان، ويرى أن ملف لبنان على الطاولة لحسمه وسيكون بعد انتهاء ملف غزة، ما سيعني عدم بقاء الوضع القائم في سورية على حاله، على اعتبار أن سورية باحة خلفية لايران، ولهذا يرى التقي أن التموضع الايراني انتقل إلى مرحلة الدفاع اليوم.
وفي إجابته على إمكانية تطبيع تركيا مع النظام السوري، قلل التقي من قيمة العلاقات الدبلوماسية، واعتبرها غير مؤثرة بالمواقف الاستراتيجية من النظام السوري، على اعتبار أن حجم السيطرة على الأرض مرتبط بالاعتراف الدولي، ولهذا فلا يعتبر التقي أن تركيا ستصل لمرحلة التطبيع مع نظام الأسد بالمعنى الحقيقي، بل ضرورة التحالفات الجديدة في الاقليم هي من تفرض سبل تواصل جديدة ليس أكثر!
ورأى التقي أن هناك ثلاث سيناريوهات سوريّة: إما حكم عسكري، أو كانتونات تتفق لاحقا، أو توافق سوري سوري مبني على المصالحة الوطنية بين النظام والمعارضة، حيث لا يرى التقي أن العدالة الانتقالية ستكون متحققة بحسب رأيه، وهنا رجح التقي خيار المصالحة الوطنية.
وفي رده على سؤال عن سبب تواجد القوات الأمريكية وأن داعش قد انتهت، رفض التقي فكرة انتهاء داعش، وأكد على أنها ستعود مستقبلا!.
من جهته اكتفى السيد رئيس تيار المستقبل السوري الدكتور زاهر بعدراني بالحضور شخصياً، وكان له رأي مغايرٌ للدكتور سمير التقي حول قضية أن النظام السوري سيُكتب له الانهيار في حال تم تقليم أظافر إيران في الشرق الأوسط والمنطقة وخاصة في سورية ولبنان! حيث يرى الدكتور بعدراني أن المرحلة القادمة ستشهد تقوية النظام العالمي لسلطة ونظام بشار الأسد ليتمكن بالفعل من السيطرة على زمام الأمور في سورية (دون الحاجة لإيران ودعمها)، فإذا كانت دمشق تتذرع اليوم بأنها أضعف من أن تحافظ على أمنها واستقرار مؤسساتها دون التواجد الروسي والإيراني، فإن تلك الذريعة ستنتهي في حال تم اعتماد سياسة تقوية نظام الأسد من خلال إعادة تأهيله وربطه بمحاور معينة ومحددة بمحيطه، وكذلك وغض النظر عن فتح قنوات تصب في صالح دعمه اقتصادياً وسياسياً وحتى أمنياً.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى