- ولد سنة 1877م في دمشق وهو سليل أسرة عريقة، ووالده محمّد علي الأيوبي من الأعيان.
- دَرس في مدارس دمشق وفي المعهد الملكي في اسطنبول، حيث تخرّج حاملاً الشهادة العليا في العلوم السياسية.
- التحق بعدها بالعمل الحكومي في الدولة العثمانية.
- عُين قائم مقام ثم متصرفاً على مدينة اللاذقية، ونقل بعدها إلى الكرك.
- لم ينتمي إلى الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز عام 1916 ولكنه بايع قائدها العام، الشريف حسين بن علي، عشية سقوط الحكم العثماني بدمشق في 26 أيلول 1918.
- عُيّن عضواً في مجلس الحكم الإنتقالي الذي شُكّل في دمشق يومها، بقيادة الأمير محمّد سعيد الجزائري، شقيق زوجة الأيوبي.
- كانت كريمة الأيوبي حفظة متزوجة من الأمير كاظم الجزائري، ابن أخ الأمير محمّد سعيد الجزائري وحفيد المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري.
- سقطت هذه الحكومة المؤقتة سريعاً بعد دخول قوات الحلفاء إلى مدينة دمشق في 3 تشرين الأول 1918 وتم استبدالها بحكومة وطنية ترأسها الفريق رضا باشا الركابي.
- قام الركابي بتعينه وزيراً للعدل، حيث حافظ على منصبه طوال فترة الحكم الهاشمية في سورية، وقد بايع الأمير فيصل بن الحسين ملكاً وعربياً على البلاد وكان شاهداً على حفل تتويجه في مبنى البلدية بدمشق يوم 8 أذار 1920.
- بعد خلع الملك فيصل الأول عن عرش سورية وقبل مغادرته دمشق، كلّف علاء الدين الدروبي بتشكيل حكومة جديدة، الذي قام بدوره بتعين عطا الأيوبي وزيراً للداخلية، خلفاً للوزير رضا الصلح (والد رئيس وزراء لبنان رياض الصلح).
- رفض أهالي سهل حوران الإعتراف بشرعية الإنتداب الفرنسي على سورية وحملوا السلاح في وجه الفرنسيين، مطالبين بعودة الملك فيصل الأول إلى العرش، كما أنهم رفضوا دفع الغرامة المالية التي فرضت عليهم حكومة الإنتداب عقاباً على دعمهم للجيش السوري في معركة ميسلون.
- شُكل وفد رفيع لمفاوضة أهالي حوران، برئاسة رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي وعضوية كلّ من وزير الداخلية عطا الأيوبي ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن باشا اليوسف، وتوجه الوفد الحكومي إلى حوران يوم 21 آب 1920 وعند توقف القطار في قرية خربة غزالة تمت مهاجمته من قبل الثوار الموالين للملك فيصل.
- قُتل علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن اليوسف ونجى عطا الأيوبي من الموت بأعجوبة، عندما تعرف عليه تاجر دمشقي من حي الميدان كان متواجداً في محطة القطار، فأخذه إلى مكان آمن، لكي لا تطاله يد الثوار.
- عاد إلى دمشق وكُلّف مجدداً بحقيبة العدلية في حكومة الرئيس جميل الأُلشي التي شُكلت يوم 6 أيلول 1920، وكان من ضمن مهامه ملاحقة الجناة في خربة غزالة وسيقهم إلى حبل المشنقة. ولكن حكومة الأُلشي قدمت استقالتها احتجاجاً على تقسيم سورية إلى دويلات واعطاء أربعة أقضية إستراتيجية إلى دولة لبنان الكبير، هم حاضبيا وراشيا وسهل البقاع وبعلبك.
- شُكلت بعدها حكومة مصغرة لدولة دمشق، برئاسة حاكم الدولة حقي العظم، الذي حافظ على عطا الأيوبي في حقيبة العدلية، حتى أن قدم الأخير استقالته احتجاجاً على سياسات فرنسا يوم 10 كانون الثاني 1921.
- سُمّي وزيراً للعدل مجدداً من قبل رئيس الدولة صبحي بركات عند دمج دولتي دمشق وحلب مع دولة جبل العلويين، فيما عُرف بالإتحاد السوري الفيدرالي، إضافة لتعينه عضواً في البرلمان الإتحادي المركزي، ممثلاً عن دمشق مع كلّ من فارس الخوري ومحمّد علي العابد.
- استطاع الأيوبي سن عدد من القوانين الهامة، بما فيها تعويض غلاء المعيشة ودفع رواتب شهرية للسجناء المتعلمين في حال قيامتهم بتعليم سجين أمي.
- حافظ على منصبه في دولة الاتحاد من 28 حزيران 1922 وحتى 31 آب 1925، عندما سقط حكومة الرئيس بركات بعد أسابيع قليلة من إندلاع الثورة السورية الكبرى في جبل الدروز، بقيادة سلطان باشا الأطرش. وقد عاد إلى الحكم وزيراً للعدلية مرة أخيرة في أذار عام 1934، في حكومة الرئيس تاج الدين الحسني التي شُكلت بعد إنتهاء الثورة ووصول محمّد على العابد إلى سدة رئاسة الجمهورية في سورية، وبقي وزيراً حتى 24 شباط 1936.
- رفض الإنتساب إلى أي حزب سياسي طوال حياته ولكنه كان مقرباً من الكتلة الوطنية التي ولدت عام 1927 ومن رئيسها هاشم الأتاسي، وهو صديق قديم للأيوبي منذ أيام الدراسة في اسطنبول.
- ساهم مع زعماء الكتلة الوطنية بتأسيس معمل الاسمنت في منطقة دمر، الذي خصص جزء من عائداته لتمويل الحركة الوطنية، وإنتخب عضواً في مجلس إدارته.
- في عام 1936، حصل صدام بين زعماء الكتلة الوطنية والحكومة الفرنسية، على أثر اعتقال سلطة الانتداب لنائب دمشق وزعيمها فخري البارودي، أطلقت الكتلة ما عرف يومها بالإضراب الستيني، والذي أدى إلى سقوط حكومة الشيخ تاج الدين الحسني المحسوبة على فرنسا. وافقت حكومة الإنتداب على وقف الإعتقالات وفتح أبواب السجون مع إفساح المجال للتفاوض، عارضة على قادة الكتلة الوطنية تسمية شخصية سياسية مستقلة لرئاسة الحكومة، يرضى عنها الشارع السوري، فوقع الخيار على عطا الأيوبي.
- شُكلت حكومة عطا الأيوبي الأولى في 24 شباط 1936، وتسلّم فيها الرئيس مهام وزارة الداخلية.
- توجه الرئيس عطا الأيوبي إلى بيروت لمفاوضة المندوب السامي الفرنسي هنري دي مارتل، وتمكّن من الوصول إلى تسوية سياسية، تؤدي إلى إنهاء الإضراب مقابل دعوة وفد رفيع من الكتلة الوطنية إلى فرنسا للتفاوض على مستقبل البلاد.
- نَزل إلى سوق الحميدية برفقة هاشم الأتاسي وقاما بقطع الشريط الأحمر الذي وضع على مدخله، معلنين عودة الحياة الإقتصادية إلى مدينة دمشق وإنهاء الإضراب الستيني.
- قلّده المفوض السامي وسام الشرف الفرنسي، اعترافاً بدوره في نزع فتيل الأزمة مع سورية التي أضرت كثيراً بسمعة فرنسا في المحافل الدولية.
- عند توجه وفد الكتلة الوطنية إلى باريس، برئاسة هاشم الأتاسي، أُرفق وزيران من حكومة الأيوبي إليه، وعادوا إلى سورية في أيلول 1936 ومعهم اتفاقية موقعة مع حكومة الرئيس ليون بلوم، تَعد السوريين بمنحكم الاستقلال التام والتدريجي خلال مدة خمسة وعشرون سنة، على الفور استقال رئيس الجمهورية محمد على العابد من منصبه، فاتحاً المجال أمام إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية مُبكرة، وتبعه في ذلك الرئيس عطا الأيوبي يوم 21 كانون الأول 1936.
- عَرض عليه الجنرال شارل ديغول تولى رئاسة الدولة السورية خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنه وضع سلسلة من الشروط الصارمة، بالتنسيق مع صديقه الرئيس هاشم الأتاسي، أدت إلى استبعاده على الفور، وكان من بينها شرط انضمام سورية إلى عصبة الأمم وإعادة ضمّ كل من جبل العلويين وجبل الدروز إلى الوطن الأم.
- في عام 1941 كُلّف الشيخ تاج الدين الحسني المحسوب على الفرنسيين برئاسة الجمهورية السورية، ولكنه توفي وهو في سدة الحكم وتسلّم رئاسة الدولة بالوكالة رئيس الحكومة جميل الأُلشي.
- واجه الأُلشي احتجاجات شعبية عارمة قادتها الكتلة الوطنية ضد ارتفاع سعر الخبز لتمويل المجهود الحربي الفرنسي في الحرب العالمية الثانية، كانت مدينة دمشق تستهلك 117 طن من الطحين شهرياً وعجز الأُلشي في تأمين حاجة الناس فتم الإستغناء عنه وتكليف عطا الأيوبي بتشكيل حكومة إنتقالية يوم 25 أذار 1943، هدفها إنهاء أزمة الخبز والتحضير لإنتخابات برلمانية ورئاسية في صيف العام 1943.
- تولى حقائب الداخلية والدفاع، إضافة لرئاسة الحكومة، وقام بمعالجة أزمة الخبز بالتعاون مع سلطان باشا الأطرش، الذي أرسل محصول جبل الدروز إلى دمشق بسعر منخفض وبالتقسيط المريح، تلبية لطلب رئيس الحكومة.
- خلال التحضير للانتخابات الرئاسية عام 1943، حاول خالد الأيوبي نجل عطا الأيوبي جمع أصوات عدد من النواب لترشيح والده للرئاسة الأولى، بدلاً من مرشح الكتلة الوطنية شكري القوتلي، حيث نجح خالد الأيوبي بجمع 72 توقيع لصالح والده فوصل الأمر لمسامع شكري القوتلي الذي اتصل بعطا الأيوبي معاتباً، عارضاً سحب ترشيحه في حال كان الأيوبي راغباً بالرئاسة الأولى.
اعتذر الأيوبي عن تصرف ابنه، الذي لم يكن له أي علم به وسحب ترشيحه. - توفي بدمشق عن عمر ناهز 76 عاماً سنة 1950 وقد سُمّي شارع كبير على اسمه في وسط العاصمة السورية، حيث مكان قصره القديم والفاخر في منطقة الجسرالأبيض.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، "عطا الأيوبي" ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاءَ أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.