رسائل التيار (11) بعنوان: الاستقامة.

إخوتي وأخواتي …
الحياة قصيرة، والزمان يدور، والناس من حولكم شهود! فاجعلوا استقامتكم فيها قاعدة، وصلاحكم بها سبيلاً، فالفساد مهلكة وموبقة.
كونوا مستقيمينَ كالنخل شامخين، ولا تميلوا مع الرياح مهما كانت قوية! فإن كان الفساد آفةً تنخر جسد البلاد، كنتم أنتم الدواء والشفاء له.
إياكم وأن تكونوا من الذين تغريهم الدنيا، فيغدون أداة للفساد في وطن يستحق منا كل عطاء. فالحياة قصيرة، وما نزرعه في صفحات أيامنا يحصده أبناؤنا غداً ولاريب.
كونوا كالأشجار المثمرة في أرضها، تعطي دون انتظار مقابل، وكونوا كالأنهار العذبة، تروي ظمأ الأرض دون توقف أو تردد، ولا تكونوا كالسيل العرم، يأتي على حين غفلة فيهدم ويدمر.
ولا تنسوا يا أبنائي أن الاستقامة سبيل النجاة، وبها تُبنى الأمم وترتقي، وتذكروا دوماً أن الأرض التي تحتضنكم اليوم ستشهد يوماً لكم أو عليكم، فلتكن شاهدة على عزمكم وصلاحكم، لا تفريطكم وفسادكم!

ورحم الله القائل:
أنا أهوى الصراط المستقيما
ضياء الحقِّ لا أخشى ظلوما
مصابيحي سأوقدها لأمضي
إلى وطنٍ سأشهدهُ عظيماً