المجتمعات الغربية والشرقية
الغرب آمن من اية مشكلة خطيرة بشكل عام…
الغرب لديه رصيد تكنولوجي هائل..
الغرب لديه أنظمة تحكم وسيطرة على مجتمعاته بشكل كبير.
الغرب يعيش وادعا آمنا مستقرا يبحث عن المزيد من الرخاء الاقتصادي.
الوضع السياسي لديهم هو المروحة الميكانيكية التي تغير الهواء يمينا ويسارا لكي يشعر المواطن الغربي بأن هناك حياة سياسية ذات أهمية، والواقع ان الحياة السياسية لديهم هي لتنشيط الناس والأحزاب لكي تمارس دورها السياسي بطريقة آمنة ومنضبطة دون أن تسبب ازعاجا لشعوبهم.
إذن.
هل المجتمع الغربي آمن إلى ما لا نهاية؟
علي ان اذكر بأن المجتمع الغربي يملك اداة السيطرة والتحكم والسطوة العسكرية بدون منافس حقيقي على العالم كله سوى الصين والى حد ما الروسي.
إذن نحن الآن في القرن الواحد والعشرين الذي يشير الى سيادة المجتمع الغربي على العالم كله تكنولوجيا وصناعيا وتجاريا وعسكريا وتنظيميا.
ولكن هل كل هذا يعني ان الغرب متفوق ثقافيا واجتماعيا واخلاقيا على غيره من العوالم؟
الجواب :لا.
الحقيقة ان الغرب أبدع باستغلال ما أوجده بين يديه من مقدرات ذاتية وأخرى مُستَلبة لكي يصنع منها معجزته التكنولوجية والصناعية والاقتصادية والعسكرية.
لقد تعلم الغرب ان الحروب على أرضه هي خسارة اكيدة لكل الأطراف المشاركة فيها مثل الحربين العالميتين، وأن الحرب على غير أرضه هي فرصة مشجعة جدا للكسب والانتصار والفائدة.
نأى الغرب بنفسه عن كل مسببات الضرر بالنسبة له، وراح يرسّخ ويمكّن ما حاز عليه من معجزات مبتعداً عن العوالم الأخرى جاعلا إياها خادمةً لمشاريعه الحالية والمستقبلية، وبأقل تقدير بعيدةً عنه لا تؤثر عليه بشيئ.
بقيت الشعوب غير الغربية في حالة دفاع عن الشخصية والذات والكرامة والمقدرات.
من منظور تاريخي نرى ان التطور والحضارة الماديتين سيبقيان لصالح الغرب بمقابل ان المجتمعات غير الغربية تحاول الركض خلف الغرب ماديا وعسكريا وتكنولوجيا وصناعيا لكي تدركه! ، وهي في نفس الوقت تملك رصيدا متصاعدا من القيم والأخلاق والمفاهيم الراقية التي من شأنها ان تشكل مجتمعات متحضرة انسانيا.
إن الأديان المنتشرة في منطقتنا والأعرف الاجتماعية المشكلة من الأخلاق والأدب والثقافة والقيم والمفاهيم تتحدى تلك المجتمعات الغربية من الناحية المعنوية.
فهل ستدرك المجتمعات غير الغربية الحضارة المادية والانسانية معا في احد الأيام؟ …
هذا سؤال كبير جدا.
د سعدالدين البزرة