الشيخ الدكتور إحسان بعدرانيالمكتب الدينيحاجتنا إلى فقهٍ جديدسلسلة القراءة المطلوبة (6)مقالات دينية

1- حاجتنا إلى فقهٍ جديد (1): د. إحسان بعدراني

مدخل:
الفقهُ هو فهمُ المعاني والدّلالات والمقاصدِ في النّصوصِ أياً كانـت تلك النصوص، مكتوبةً أو مقروءةً أو مسـموعةً أو مقولـةً أو غير ذلك، كما هو واضح في قوله تعالى على لسان نبي الله موسى: {واحلل عُقدةً من لساني يفقهوا قولي}.

والفقه يعني “الفتح والشق للمغلق والمصرور” للكشف عن حقيقة أيِّ شيءٍ والوصول إلى جوهره.

أما التّجديد فإنّه يعني “عدم التقليد”، لمن أراد أن يكون مُفتياً، قال المعرّي:
قلّدتني الفُتيا فقلِّدني غداً
تاجاً بإعفائي من التّقليد

ونتسائل بعدها: أليسَ مِن الفقه الجديد أن نُحيل الضّرورة بأوسع معانيها لفقهِ (الوسيلة) التي تحمينا من نظامٍ عالميٍّ جديدٍ يكوينا بنارهِ ولا يُعطينا من نوره، ولفقه (العافية) الذي يشفينا مِن دائه ووبائه؟؟
إنّ إعفاء أنفسِنا من التّجديد (إذا قامت فينا أسبابه)، لا يعني إلاّ أننا خُلقنا عبثاً، أو أننا أمواتٌ في أجساد أحياء.
وإذا كنا نعرف أن للفقه معنى وهو “الشق والفتح”، وبُعداً لغوياً أصلياً هو “الفهم”، وهو المعنى والبعدُ الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين)، فقد تحوّل هذا اللفظ بعد العصر النبوي إلى مصطلحٍ يعني التشريع، فرُحنا نستفتي المعاجم وأصحابها فيه، وأدهشنا ألاّ نجد معنى الشقّ والفتحِ عند بعضهم كالزّمخشري في كتابه أساس البلاغة، إلى أن وجدنا ابن منظور في كتابه لسان العرب يقول: ” ف ق ه : الفقهُ العلمُ بالشّيء والفهمُ له، وغلبَ على علمِ الدِّين لسيادتهِ وشرفه.
قال ابن الأثير: “اشتقاقه من الشقّ والفتح، قد جعلهُ العرفُ خاصاً بعلم الشّريعة”.

سلسلة القراءة المطلوبة
تأليف: الشيخ الدكتور إحسان بعدراني
من كتاب “حاجتنا إلى فقهٍ جديد في الشريعة الإسلامية”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى