يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ حادثة العقاب الجسدي التي تعرضت لها إحدى الطالبات في إحدى المدارس بداريا، وما تبعها من قرار وزارة التربية بإيقاف مديرة المدرسة عن العمل، وإذ نؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال العنف ضد الأطفال، فإننا نرى أن هذه الحادثة تكشف عن خلل عميق في المنظومة التربوية، يتطلب معالجة جذرية لا تقتصر على الإجراءات العقابية.
أولًا: في المبدأ التربوي
يرى تيار المستقبل السوري بأن العقاب الجسدي، مهما كانت دوافعه، يُعد انتهاكًا لكرامة الطفل وحقوقه، ويتعارض مع أبسط مبادئ التربية الحديثة، ونؤكد أن البيئة التعليمية يجب أن تكون مساحة آمنة ومحفزة، لا مكان فيها للعنف أو الإهانة.
ثانيًا: في البعد القانوني
نرى في تيار المستقبل السوري رغم تصريحات وزارة التربية بأن القانون السوري يمنع الضرب، بأن الواقع التشريعي لا يزال يفتقر إلى نصوص واضحة وصريحة تُجرّم العقاب الجسدي في المدارس، لهذا فإننا نطالب بتعديل قانون العقوبات السوري بما ينسجم مع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها سورية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل.
ثالثًا: في العدالة الإدارية
يُبدي تيار المستقبل السوري تحفظه على قرار إيقاف مديرة المدرسة عن العمل قبل انتهاء التحقيقات، خاصة إذا كان هذا الإيقاف يؤدي إلى حرمانها من راتبها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ العدالة تقتضي التدرج في الإجراءات، والتمييز بين الخطأ الفردي والسلوك الممنهج، وبين العقوبة والتأهيل.
وعليه، فإن تيار المستقبل السوري يدعو إلى:
- إدراج برامج تدريبية إلزامية للكوادر التعليمية حول التربية الإيجابية وأساليب الانضباط غير العنيفة.
- إنشاء آلية مستقلة لتلقي شكاوى الطلاب وأولياء الأمور، تضمن السرية والحماية.
- مراجعة المناهج التربوية بما يعزز ثقافة الحقوق والاحترام المتبادل داخل المدارس.
إن تيار المستقبل السوري يؤمن أن بناء سورية الحديثة يبدأ من المدرسة، وأن كرامة الطفل هي حجر الأساس لأي نهضة تربوية أو مجتمعية، ولن يكون هناك مستقبل دون بيئة تعليمية عادلة، آمنة، وإنسانية.