يتابع المكتب العلمي في تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ التعميم الصادر عن وزارة التربية والتعليم بتاريخ 13 آب 2025، والذي يوجّه مديريات التربية في المحافظات السورية إلى تسهيل إجراءات تسجيل الطلاب في المدارس العامة، ومعالجة حالات الرفض غير المبرر التي واجهها عدد من أولياء الأمور.
إننا في المكتب العلمي، إذ نرحّب بهذه الخطوة، نؤكد على أن التعليم من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل طفل دون تمييز، وهو حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك، منتج، ومستنير.
إن أي إجراء يسهّل وصول الطالب إلى المدرسة يُسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية، ويعكس التزام الدولة بمسؤولياتها تجاه مواطنيها.
يدعو تيار المستقبل السوري لضرورة توسيع نطاق التسهيلات لتشمل الطلاب العائدين من الخارج، كما يدعو المكتب العلمي إلى مراجعة السياسات والقرارات التي تفرض شروطاً معقدة ورسومًا مرتفعة على الطلاب السوريين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج ويرغبون بالالتحاق بالمدارس أو الجامعات داخل سورية.
إن هذه الإجراءات تُعد عائقاً أمام دمج هؤلاء الطلاب في المنظومة التعليمية الوطنية، وتُضعف فرص الاستفادة من خبراتهم المكتسبة في بيئات تعليمية مختلفة.
يوصي تيار المستقبل السوري بإقرار آلية واضحة وعادلة تضمن:
- الاعتراف بالشهادات الدراسية الصادرة عن مؤسسات تعليمية خارج البلاد وفق معايير موضوعية.
- تخفيض الرسوم المفروضة على معادلة الشهادات أو إجراء الامتحانات التكميلية.
- تقديم دعم نفسي وتربوي للطلاب العائدين لضمان اندماجهم السلس في البيئة التعليمية المحلية.
يطالب تيار المستقبل السوري تفعيل دور الرقابة التربوية لضمان التزام الإدارات المدرسية بالتعميم الوزاري، ومنع أي تجاوزات أو ممارسات بيروقراطية تُعيق تسجيل الطلاب، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية الإدارية أو التعليمية.
يجدد المكتب العلمي دعوته إلى إطلاق استراتيجية وطنية لإصلاح التعليم، تشمل تطوير المناهج، تأهيل الكوادر، تحسين البنية التحتية، وتوسيع فرص التعليم المهني والتقني، بما يتماشى مع متطلبات العصر، ويُسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام.
يؤكد تيار المستقبل السوري على ضرورة إشراك المجتمع المدني، والخبراء التربويين، وأولياء الأمور في صياغة السياسات التعليمية، لضمان توافقها مع احتياجات المجتمع، وتحقيق أعلى درجات الفعالية والقبول المجتمعي.
إن المكتب العلمي في تيار المستقبل السوري يضع هذا البيان في إطار مساهمته العلمية والسياسية في تطوير قطاع التعليم، ويؤكد استعداده الكامل للتعاون مع الجهات المعنية في تقديم رؤى ومقترحات عملية تخدم مستقبل الأجيال السورية.
