المكتب السياسيد. زاهر إحسان بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

كلب حراسة، برتبة رئيس سورية

قبل أسبوع كان لنا تصريحٌ مبنيٌّ على معلوماتنا الخاصة حول الترتيبات داخل بنية النظام الإيراني، عبر حاملين، ذكرناهما في موقعنا الرسمي بـعنوان: “الأسد باقٍ ويتمدد (المعادلة المركبة).

ويأتي اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ضمن هذا الترتيب الجديد بالمنطقة، والذي بات واضحاً مكشوفاً حتى للحاضنة الشعبية لحزب الله، ناهيكم عن القيادات الأمنية والعسكرية المتبقية، والذين فهموا أخيراً بما لا يدع مجالاً للشك، أن إيران (الدولة العميقة) باعتهم، وجميعَ محور المقاومة، بل ومطلوبٌ منها تنظيف المنطقة بنفسِها كونها المسؤول المباشر عن خلق حالة عدم الاستقرار، وزعزعة كينونة المنطقة كما رُسم لها منذ عقود!

وهنا نقول: إذا كان لاغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة سرايفو عاصمة “البوسنة والهرسك”، الأثر الأكبر على مجرى التاريخ، فكانت السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م، والتى راح ضحيتها حوالي 37 مليون شخص ما بين قتيل ومصاب، فإن اغتيال حسن نصر الله سيكون مرحلة فاصلة في تاريخ منطقتنا يُعلَنُ معه انتهاء العهد الأول لحلف المقاومة والممانعة (عسكرياً)، مع الانتقال لمرحلة جديدة تكون فيها إيران الجديدة حاضرة في عمق الاحتواء الأمريكي (سياسياً)، كأحد أوراقها وبيادقها، وبما يسهّل عملية هضم الكيان الصهيوني لها شيئاً فشيئاً.

ونكرر القول، أن نظام الأسد (المُعتل) هو أحدُ أعمدة ذلك التغيير الكبير في المنطقة برمّتها، بل ورسم معالمها الحالية وربما المستقبلية، ولابد أنّ الأسد مطلوبٌ منه اليوم توظيف اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله (خارجياً) لكسب ثقة الأمريكي والإسرائيلي على حدٍّ سواء (بعد تماهيه المطلق خلال عقود مع ما يُطلق عليه محور الشر)، وهو ما يُعدُّ من جانبٍ آخر خدمةً مجانيةً لمصلحته (داخلياً)! كيف لا، وهو بات يكتوي بنار تغلغلهم وتمددهم بالعمق السوري، وتحكمهم بالعديد من المفاصل السيادية، والتي باتت تؤرق نزعته للتفرّد بالسلطة وامتلاك زمام الأمور دونما حسيبٍ أو رقيب، وهو ما نقرؤهُ مزيداً من عمليات الاغتيال التي ستحدث على أرض سورية في القادمات، ولتطال شخصياتٍ ارتبطت بمشاريع الحرس الثوري الإيراني (من لبنانيين وسوريين وعراقيين وإيرانيين) مقيمين على أرض سورية، بل وسيكون لسورية مشاركة في اغتيال وتصفية آخرين خارج إطار التراب الوطني.

مع الإشارة أن الأسد سيبقى ضعيفاً مُهدداً، (كما يُراد له عالمياً وإقليمياً) خلال هذه المرحلة بالذات، وبعدما سُلبت من يده ورقة دعم (حلف المقاومة والممانعة) لهُ كشخص، ولنظامه كحُضن!
بل وليجد نفسه من جديد في موقعه الطبيعي، كما أرادوه له منذ عهد الأسد الأب، (كلبَ حراسةٍ) لِ (حلف أمريكا) حمايةً لمصالح اسرائيل التوسعية (برتبة رئيس جمهورية).

د. زاهر إحسان بعدراني
مكتب الرئاسة
تصريح
المكتب السياسي
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى