في ظل التطورات المؤسفة التي شهدتها جامعة دمشق، يعرب تيار المستقبل السوري عن بالغ القلق والاستنكار إزاء الحادثة الخطيرة التي وقعت يوم الأحد الموافق 12 تشرين الأول / أكتوبر 2025، والمتمثلة في اقتحام مسلح لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ومحاولة الاعتداء على عميد الكلية الدكتور علي اللحام داخل مكتبه، باستخدام أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، في انتهاك صارخ لحرمة الحرم الجامعي، وتهديد مباشر لأمن وسلامة الكوادر الأكاديمية والطلابية.
إن تيار المستقبل السوري يرى هذه الواقعة غير المسبوقة تمثل مساساً خطيراً باستقلالية المؤسسات التعليمية، وتعدياً على قدسية الحرم الجامعي، الذي لطالما كان فضاءً للعلم والمعرفة والحوار، لا ساحةً للعنف أو تصفية الحسابات.
وإذ يرحب تيار المستقبل السوري بالموقف المسؤول الذي عبّر عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، والذي أكد فيه رفضه القاطع لهذه التصرفات، وتعهده بمتابعة التحقيقات ومحاسبة الفاعلين، فإنه يرى في هذا التصريح خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، ويشدد على ضرورة أن تُترجم هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وعليه، يدعو تيار المستقبل السوري إلى ما يلي:
- فتح تحقيق شفاف ومستقل بإشراف لجنة تضم ممثلين عن وزارة التعليم العالي، مجلس التعليم العالي، والهيئات الأكاديمية، لضمان محاسبة جميع المتورطين.
- إقرار ميثاق وطني لحماية الحرم الجامعي، يمنع أي تدخل أمني أو مسلح دون إذن قضائي واضح، ويكرّس استقلالية المؤسسات التعليمية.
- تعزيز ثقافة الحوار المؤسسي داخل الجامعات، وتفعيل آليات حل النزاعات الأكاديمية والإدارية بطرق قانونية وسلمية.
- إطلاق برامج توعية وتدريب تستهدف الطلاب والعاملين في القطاع التعليمي، لترسيخ مفاهيم المواطنة، واحترام القانون، وحرمة المؤسسات العامة.
- مراجعة السياسات الأمنية والإدارية في الجامعات، بما يضمن بيئة تعليمية آمنة، وحرة، ومحفزة على الإبداع والتفكير النقدي.
إن تيار المستقبل السوري، إذ يؤكد تضامنه الكامل مع أسرة كلية الآداب بجامعة دمشق، ومع جميع الطلاب والكوادر التدريسية، فإنه يجدد التزامه بالدفاع عن استقلالية المؤسسات التعليمية، ويدعو جميع القوى الوطنية والمجتمعية إلى التكاتف من أجل صون كرامة الجامعات السورية، وضمان ألا تتكرر مثل هذه الحوادث التي تمس جوهر العملية التعليمية، وتسيء إلى صورة الوطن.