
اطّلع تيار المستقبل السوري على الصورة المرسلة له من قلب العاصمة دمشق والتي تُظهر بعض النساء المحجبات يقفن على باب أحد الفروع الأمنية لسبب مجهول، بينما يقف على مدخل المبنى عناصر أمن ملثّمون يخفون وجوههم بشكل كامل.
إن هذه الصورة تفتح الباب أمام أسئلة مشروعة حول طبيعة التغييرات التي يُفترض أنها تميّز المرحلة الجديدة في سورية، فوجود عناصر أمنية بوجوه مخفية أمام المواطنين، وخصوصًا أمام النساء، لا يبعث على الاطمئنان، بل يكرّس الخوف والريبة، ويعطي إيحاءً بغياب الشفافية والمساءلة.
إن تيار المستقبل السوري يذكّر بأن رجل الأمن هو ابن الوطن، وهو خادم وحارس لأبناء وبنات هذا الوطن، ومن واجبه أن يظهر بهويته الواضحة أمام الناس، لا أن يخفيها خلف لثام يثير الشكوك ويغذّي التوتر المجتمعي.
تيار المستقبل السوري يرى في المرحلة الجديدة التي تعيشها سورية بعد التحرير أنها تتطلب تعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع، لا إعادة إنتاج صور الخوف والرعب التي خبرها السوريون في عهد النظام السابق.
إننا في تيار المستقبل السوري نطالب وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية المعنية بوضع معايير واضحة تحافظ على هيبة المؤسسات من جهة، وعلى كرامة المواطن وشعوره بالأمان من جهة أخرى، بحيث لا يُسمح بإخفاء هوية عناصر الحراسة في الحالات الطبيعية، إلا في ظروف خاصة تُبررها مقتضيات العمل الأمني.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن بناء الدولة الجديدة في سورية لا يتم عبر تكرار الممارسات القديمة التي رسّخت القطيعة بين المواطن ومؤسسات الدولة، بل عبر الشفافية، والمساءلة، وإظهار أن رجل الأمن هو أولًا وأخيرًا حارس للكرامة الوطنية قبل أن يكون حارسًا لبوابات فروع الأمن على اختلافها.