تيار المستقبل السوري يؤكد بمناسبة يوم الخدمة العامة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 حزيران/يونيو، على أهمية بناء مؤسسات قادرة وشفافة وفعالة في سورية ما بعد تحررها من نظام الاستبداد، باعتبار ذلك حجر الزاوية في مشروعنا الوطني للنهضة والتحول الديمقراطي.
تيار المستقبل السوري يرى في هذا اليوم الأممي مناسبة لتسليط الضوء على ضرورة إعادة بناء الإدارة العامة في سورية بما ينسجم مع معايير الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف 16 المتعلق بالمؤسسات العادلة والخاضعة للمساءلة، ففي مرحلة ما بعد التحرير، يتوجب علينا تأسيس نموذج إداري جديد يضع المواطن في قلب العملية التنموية، ويرتكز على النزاهة والكفاءة وتكافؤ الفرص.
تيار المستقبل السوري يؤمن بأن التحول الديمقراطي لا يكتمل دون إصلاحات شاملة في بنية الحوكمة، ولهذا، فإن ترسيخ مفاهيم الخدمة العامة كأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين معيشة المواطنين، يعد من أولويات المرحلة المقبلة، حيث نؤمن بأن سورية الحرة تحتاج إلى إدارة عامة تتسم بالمرونة والقدرة على الاستجابة لتطلعات الناس، وليس تكرار النموذج البيروقراطي الذي أعاق تطور البلاد لعقود.
تيار المستقبل السوري وإذ نستلهم من تجربة الأمم المتحدة في دعم الحكومات حول العالم على تعزيز قدراتها الإدارية عبر جوائز وبرامج بناء الكفاءات، ندعو إلى شراكات دولية حقيقية تساعد سورية على تطوير مؤسساتها على أسس العدالة والشفافية والمساءلة، إذ ارتباطنا بقيم الأمم المتحدة ليس فقط ضرورة سياسية، بل جسر عبور لسورية إلى مصاف الدول المتقدمة.
تيار المستقبل السوري وفي ضوء ما تشير إليه البيانات الدولية بأن الثقة بالحكومات ترتبط بقدرتها على تقديم خدمات عامة جيدة وعادلة، فإننا نؤكد أن بناء هذه الثقة في سورية المستقبل يتطلب إدارة تُحتَرم لأنها تخدم، وتُراقَب لأنها مسؤولة، وتُطوَّر لأنها تسعى للتحسين، لأن هي سورية التي نطمح لبنائها جميعًا.
