مشعل الحرية “مشعل تمو”
“مشعل تمو” ابن مدينة الدّرباسية بمحافظة الحسكة عام 1957م
متزوجٌ وله 6 أولاد، حاز بعد دراسة المرحلة الثانوية على إجازة في الهندسة الزراعية، ودخل عالم السياسة عند التحاقه بحزب “الاتحاد الشعبي الكوردي” وبقي يمارس عمله السّياسي لأكثر من عشرين عاماً في الهيئة السياسية، ثم ليترك الحزب في نهاية عام 1999 ويؤسس مع بعض النشطاء السوريين أمثال “علي العبد الله وميشيل كيلو” لجانَ إحياء المجتمع المدني في سورية.
أسس مع مجموعة من رفاقه تيار المستقبل الكوردي في سورية عام 2005، وكان نتاج انتفاضة 12 آذار 2004 وصار رئيساً له، وما زال يحمل فكره ورؤيته السياسية.
وفي فجر يوم الجمعة 15 آب 2008 وأثناء توجه “مشعل تمو” من مدينة “عين العرب” كوباني، إلى حلب تم توقيفه من قبل دورية تابعة للأمن الجوي التابع للنّظام وتم اعتقاله.
ووُجّهت له العديد من التهم أبرزها “النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي”، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف وخرج من السجن في بداية حزيران 2011 عقب ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد.
أعلن “تمو” موقفاً رافضاً لسياسة الأحزاب الكردية وموقفها من الثورة والنظام آنذاك، وكان أحد قياديي الثورة في منطقته وعموم الجزيرة السورية، وانخرط في قيادة وتنظيم الحراك الثوري في مناطق شمال شرق سورية.
انضم “تمو” إلى فعاليات مؤتمر “الإنقاذ الوطني السوري” في مدينة إسطنبول في تموز 2011، ثم ما لبث أن أصبح عضواً في “المجلس الوطني السوري” لدى تأسيسه في الثاني من تشرين الأول من العام ذاته.
وظهر في مقدمة المتظاهرين وهتف بإسقاط النظام، كما صرخ في وجه بعض السياسيين الذين اتخذوا موقفًا سلبيًا من الثورة، وكان “مشعل تمو” من الدّاعين لعدم فتح باب للمصالحة والحوار مع نظام بشار الأسد، كونه نظاماً لايمكن التّعايش معه أبداً، ومخالفاً بذلك رغبة بعض قادة الأحزاب الكرديّة الأخرى في فتح باب الحوار مع الأسد! حيث قال لهم: “لا للحوار مع نظامٍ يسفك الدّم، لا للحوار مع نظامٍ فقد شرعيّته، لن نتحاور معه أبداً، نرفض الحوار مع الأجهزة الأمنيّة، نرفض الحوار مع الدّبابة، نرفض الحوار مع الرّصاص”.
في السابع من تشرين الأول عام 2011، دخل أربعة ملثمين إلى مكان إقامة “مشعل تمو” في مدينة القامشلي، وأطلقوا 18 رصاصة معظمها موجّهة عليه، وعلى ابنه “مارسيل” والناشطة المدنية “زاهدة رشكيلو” ما أودى بحياته على الفور، في حين نجا ابنه وزاهدة من الموت رغم إصابتهما.
وعقب وفاته، خرج آلاف المواطنين في مظاهراتٍ عمّت مدن وبلدات الحسكة، وحطّم المتظاهرون حينها تمثال رأس النظام السابق “حافظ الأسد” في مدينتي القامشلي وعامودا، كما طالبوا بإسقاط نظام الأسد.
دفن الشهيد “مشعل تمو” في قرية “الجنازة” بريف “الدرباسية” مسقط رأسه.
كشفت الوثائق السريّة المسرّبة والخاصة بسورية، والتي بثتها قناة “العربية” في 10 تشرين الأول عام 2012، السّتار عن أن أوامر صدرت يومها عن “بشار الأسد” مباشرةً بشأن اغتيال الشهيد “ مشعل تمو” كونه كان رجلاً وطنياً وسياسياً استثنائياً، وصاحب عقيدةٍ ومبادئ لا تقبل المساومة على حقوق الوطن والمواطن، وأنه صاحبُ نظرةٍ ثاقبةٍ في رفض فتح باب الحوار مع نظامٍ فقد شرعيّته.
ولا يزال قاتل “ مشعل تمو” مجهولاً حتى يومنا هذا! ولم تُشكّل لجنةٌ قانونيةٌ للبتِّ في ملابسات هذه الجريمة السياسيّة لقامةٍ وطنيّةٍ بحجمه واسمه الكبيرين.
إننا في تيار المستقبل السوري وعرفاناً منّا بالجميل، نقدّم وسام تيار المستقبل السوري هذا الأسبوع لِلمعارض السوري الكردي “مشعل تمّو” وساماً سوريّاً رمزياً يحمل رؤيتنا ومنهجنا الوطنيَّ الجامع