المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سورية
رموز وأعلام الدّولة في سورية (9) عبد الرحمن الشهبندر
- ولد في حي القيمرية في مدينة دمشق عام 1879م، من أسرة دمشقية متوسطة الدخل، والده السيد صالح الشهبندر.
- تلقى علومه الابتدائية والثانوية في دمشق، وسافر إلى لبنان لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرّج فيها عام 1906م.
- تزوج عام 1910م من سارة المؤيّد العظم ابنة تقي الدين بك مؤيد العظم.
- انضم إلى الحلقة الإصلاحية المناهضة للحكم العثماني والتي كان يرأسها الشيخ طاهر الجزائري في سن مبكرة،
- قُدِّم إلى المحاكمة بتهمة الاشتراك في تأليف رسالة موضوعها (الفقه والتصوف) وكاد أن يسجن بسبب مقال في صحيفة المقطّم المصرية حول خلافة السلطان عبد الحميد الثاني، غير أن صغر سنه آنذاك أنقذه من السجن.
- سافر إلى لبنان لدراسة الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1902م، وبعد تخرجه اختارته الجامعة أستاذًا فيها وطبيبًا لطلابها.
- في عام 1908م عاد إلى دمشق واتّصل ببعض معارضي الحكم العثمانيّ مثل عبد الحميد الزهراوي وبأحرار العرب إثر حدوث الانقلاب العثماني في تموز من تلك السنة.
- شارك في تأسيس الجمعيات العربية.
- لجأ الاتحاديون إلى سياسة البطش والتنكيل بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، مما دفع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر للفرار إلى العراق هرباً من ملاحقة الاتحاديين له.
- ثم ذهب من العراق إلى الهند ومن بعدها إلى مصر.
- تولّى في مصر رئاسة تحرير جريدة الكوكب ليتركها بعد أن تبيّنت له تبعيّتها للسياسة الإنكليزيّة.
- سعى مع ستة من إخوانه السوريين بأخذ عهد من بريطانيا أطلق عليه (عهد السبعة) وهو يقضي بأن كل بلاد عربية يفتحها الجيش العربي تبقى عربية مستقلة.
- بسبب ذلك جاهر بالدعوة إلى التعاون مع الإنجليز في الحرب العالمية الأولى.
- لاحقا ساند ثورة الشريف حسين ضد الاتحاديين ودعا إلى التطوع في جيشه من أجل مواجهة الأتراك والانفصال عنهم.
- عاد إلى دمشق عام 1919م بعد استقلال سورية عن الحكم التركي.
- ساهم ورفاقه الوطنيين أمام اللجنة الاستفتائية الأمريكية (لجنة كنغ – كراين) بإثبات قدرة سورية على الاستقلال وذلك أثناء انعقاد مؤتمر الصلح في باريس عام 1919م للوقوف على آراء أبناء سورية وفلسطين في مستقبل بلادهم.
- في الحكومة السورية التي ترأسها هاشم الأتاسي في أيار عام 1920م تسلّم الشهبندر وزارة الخارجيّة السورية.
- سقطت الحكومة بدخول الفرنسيّين وفرضهم الانتداب على سورية إثر معركة ميسلون.
- غادر سورية إلى القاهرة، ولكنه ما لبث أن عاد إليها بعد عام وأخذ يعمل في تنظيم الأعمال السياسية لمقاومة الاحتلال الفرنسي.
- نتيجة لنشاطه السياسي والوطني هذا، وعلى إثر قدوم المستر (كراين) إلى دمشق عام 1922م، واستقباله بمطالبة الجماهير بالحرية والاستقلال، والوفاء بوعد الحلفاء عامة ووعد الأمريكيين خاصة، ولمناداة السوريين بسقوط الانتداب، ألقى الفرنسيون القبض على كثير من البيروتيين والدمشقيين ومنهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وقد حكم عليه بالسجن عشرين عاماً، والنفي إلى بيت الدين في لبنان، ثم إلى جزيرة أرواد السورية.
- بعد تسعة عشر شهراً صدر العفو عنه فسافر إلى أوروبا وأميركا للدعاية لقضية الوطن والعروبة حيث كان من أوائل الزعماء السوريين في تلك البلاد الذين يقومون بطرح القضية الوطنية أمام المحافل الدولية.
- في تموز عام 1924م عاد الشهبندر إلى دمشق حيث ألّف حزباً سياسياً سماه حزب الشعب وتولى رئاسته، وأطلق على نفسه لقب الزعيم، وأخذ يعمل من جديد في تنظيم العمل السياسي ويدعو إلى الوحدة العربية ويطالب بإلغاء الانتداب، وإقامة جمهورية سورية في نطاق الاتحاد مع جميع البلدان العربية المستقلة، ولتحقيق ذلك بدأ الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الاتصال بزعماء ووجهاء المدن السورية يحثهم على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ويشحن هممهم ويعزز شعورهم الوطني ويطلب منهم بدء الكفاح المسلح لنيل الاستقلال وتحقيق الحلم الوطني بإقامة دولة سورية مستقلة.
- كانت أكبر خطوات الدكتور عبد الرحمن الشهبندر تأسيسه حزب الشعب في يوليو 1924م.
- تواصل مع الزعيم إبراهيم هنانو في المنطقة الشمالية، كما اجتمع مع الوجيه محمد بك العيّاش في دمشق واتفق معه على مد الثورة إلى المنطقة الشرقية، وكان على تواصل مع القائد فوزي القاوقجي الذي كان يتحضر لإضرام الثورة في مدينة حماة على الرغم من أنه كان معروفاً بولائه الشديد للفرنسيين ونال في جيشهم رتبة عالية ومركزاً (قيادة الجيش الوطني في حماة) قلما يناله غيره من السوريين، ولكن القاوقجي حسبما ورد في مذكرات الشهبندر كان مستاءً من إلقاء وجهاء وعلماء مدينة حماة في السجون وإهانتهم، وتقسيم البلاد إلى حكومات، واستخدام الأسافل في الوظائف، ورفع الضرائب على المكلفين وإذكاء النعرات الطائفية بين أفراد الشعب السوري.
- دعم الشهبندر الثورة السورية بكل إمكانياته وطاقاته ولكن الثورة بعد سنة من قيامها بدأت تضعف فانسحب الشهبندر مع سلطان الأطرش ورفاقهما إلى الأزرق في الأردن ومن هنالك سافر إلى العراق ومن ثم إلى مصر وذلك بعد صدور حكم فرنسي بإعدامه.
- اضطر للبقاء في القاهرة قرابة العشر سنوات، وكان خلالها يعمل للقضية العربية بالتعاون مع اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني بالإضافة إلى عمله في الطب.
- بعد إلغاء حكم الإعدام، عاد إلى دمشق في الحادي عشر من أيار عام 1937م، فاستقبلته الجماهير استقبالاً حافلاً وأخذ رفاقه وإخوانه وأنصاره ينظمون له احتفالات جماهيرية كل يوم، يحضرها ألوف من رجال الأحياء والوجهاء ومختلف الطبقات.
- هاجم في خطاباته معاهدة عام 1936م مع فرنسا، وفند بنودها، وعدّد مساوئها، الأمر الذي أدى إلى ضجة في البلاد، وانقسم الشعب على إثرها إلى فئتين، قسم أيد المعاهدة والكتلة الوطنية بقيادة هاشم الأتاسي، وقسم التفَّ حول الدكتور الشهبندر واقتنع بوجهة نظره في تعداد مساوئ المعاهدة وعيوبها وضرورة الكفاح من أجل تحقيق الاستقلال الكامل والسيادة المطلقة.
- ألقى أربعين خطاباً في واحد وعشرين يوماً متتابعة، فلم يُحصَ عليه فيها كلِّها أي خطأ لغوي واحد، ولم يجدوا فكرة واحدة معادة، ولا رأياً مكرراً.
- في صبيحة يوم السادس من تموز عام 1940م قامت مجموعة باغتيال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في عيادته بدمشق في حي الشعلان.
- ألصقت التهمة بثلاثة من زعماء الكتلة الوطنيّة وهم: سعد الله الجابري وجميل مردم بك ولطفي الحفار مما اضطرهم إلى الهرب خارج البلاد بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم من قبل السلطات الفرنسية ليلة 15/ 16 تشرين الأول عام 1940م.
- كان لهذا الحادث وقع كبير في نفوس السوريين، الذين خرجوا بمظاهرات كبيرة ينددون باغتياله ويطالبون الحكومة والسلطات الفرنسية بالكشف عن قتلته.
- خرجت جنازة كبيرة للدكتور الشهبندر ودفن إلى جوار قبر صلاح الدين الأيوبي، قرب الجامع الأموي الكبير.
- لاحقًا ألقي القبضُ على الفاعلين واعترفوا بفعلتهم، وأن الدافع إليها كان دافعًا دينيًا وسياسيًّا، وزعموا أن الشهبندر تعرَّض للإسلام في إحدى خطبه، وأنه عميل للإنكليز، وأنهم فعلوا فعلتهم انتقاماً وثأرًا للدين الحنيف وللوطنية.
- كان الشهبندر عقل الثورة السورية الكبرى والمجتمع السوري، واصل عمله بلا توقّف منذ بدايات القرن، ولم يترك مجالاً لمحاولة التنوير والتأثير ولم يطرق بابه، فقد عمل في الطب والسياسة والصحافة والتدريس والترجمة وجمع مقالاته في كتاب نشر بعنوان “القضايا العربية الكبرى”، وكتاب “مذكرات الشهبندر”.
- تم تسمية ساحة في قلب دمشق باسم ساحة الشهبندر.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، الدكتور الوطني “عبد الرحمن الشهبندر” ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.