المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سوريةمنوعات

رموز وأعلام الدّولة في سورية (13) أديب الشيشكلي

  • ولد عام 1909م في حماة، من عائلة حموية كبيرة ومعروفة ذات أصول تركية.
  • تخرج من المدرسة الزراعية في سلمية، ثم من المدرسة الحربية في دمشق.
  • تطوع في جيش المشرق الفرنسي، ثم انتقل مع غيره من الضباط إلى الجيش السوري.
  • شارك في معركة تحرير سورية من الفرنسيين سنة 1945م، ثم كان على رأس لواء اليرموك الثاني في جيش الإنقاذ في فلسطين سنة 1948م.
  • اشترك مع حسني الزعيم في الانقلاب الأول في 30 مارس 1949م، لكنهما اختلفا فصرفه الزعيم من الخدمة.
  • لم يلبث أن عاد قائداً للواء الأول برتبة عقيد في عهد سامي الحناوي.
  • اشترك مع الحناوي في الانقلاب الثاني في 14 مايو 1949م.
  • لم يحقق في الانقلابين طموحه الشخصي.
  • له شقيق هو النقيب صلاح الشيشكلي عضو في الحزب القومي السوري الاجتماعي، كما وتأثر خلالها بأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي.
  • بحكم هذا الواقع ارتبطش بصلات قريبة مع العقيد أمين أبو عساف والنقيب فضل الله أبو منصور الذين ساهما في اعتقال سامي الحناوي.
  • انتقض على الحناوي أواخر 1949م، فاستولى على الحكم.
  • تولّى رئاسة الأركان العامة 1951م.
  • نازع رئيس الدولة هاشم الأتاسي على السلطة، حيث أصدر الشيشكلي في صباح (19 كانون الأول/1949م) بلاغاً بتوقيعه، أكد فيه إقصاء سامي الحناوي وأسعد طلس عن القيادة، لتآمرهم على سلامة الجيش وكيان البلاد ونظامها الجمهوري.
  • عُرف عهد الانقلاب الثالث بعهد الحكم المزدوج (أديب الشيشكلي وهاشم الأتاسي).
  • كان الشيشكلي عضواً في مجلس العقداء ومسيطراً عليه حيث حل هذا المجلس وألّف بديلاً عنه مجلساً أسماه المجلس العسكري الأعلى.
  • دخلت البلاد في عهده الانقلاب الرابع. ففي ليل 31 تشرين الثاني/1951م تمت خطوة الشيشكلي الحاسمة في الطريق إلى الحكم إذ اعتقل رئيس الوزراء معروف الدواليبي وزجّ به وبمعظم أعضاء وزارته في السجن، واعتقل رئيس مجلس النواب وبعض النواب.
  • عمد من رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي إلى تقديم استقالته.
  • بعد ذلك أذيع البلاغ العسكرية رقم (1) بتاريخ (2 كانون الأول/1951م).
  • انصب اهتمام الشيشكلي نحو ترسيخ جذور الانقلاب الرابع في البلاد عبر حكم عسكري مباشر واجهته الزعيم فوزي السلو بعد تعيينه رئيساً للدولة وحقيقته العقيد أديب الشيشكلي رئيس الأركان.
  • أصدر مرسوماً بحل البرلمان، وآخر بتولي الأمناء العامين في الوزارات صلاحية الوزراء، ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة.
  • أصدر مرسوماً بتاريخ 15 كانون الثاني 1952م بحلّ معظم الأحزاب السياسية في سورية (الشعب، الوطني، الإخوان المسلمين، التعاوني الاشتراكي) وأبقى على البعث والعربي الاشتراكي فقط، (تم حل جميع الأحزاب بلا استثناء في 6 نيسان)، ومرسوم آخر بتوحيد الصحف وجعلها أربعة صحف تصدر في دمشق وحمص وحلب والجزيرة.
  • استمر الحكم العسكري المباشر بقيادة العقيد أديب الشيشكلي مدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة أراد الشيشكلي الرد على الحملات العربية، ومعارضة الأحزاب والسياسيين لانقلابه بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد.
  • أصدر (257) مرسوماً، تناولت تنظيم الحياة الداخلية في البلاد، فبدأت هذه المراسيم بقانون إلغاء الأحزاب وقانون جمع الصحف، وقانون منع انتماء الطلاب والمعلمين والموظفين والعمال إلى الأحزاب السياسية أو الاشتغال بالسياسة، وصدر قانون لتنظيم الشؤون المالية اعتمد على مبدأ فرض الضرائب التصاعدية والتخفيف قدر الإمكان من الضرائب غير المباشرة التي تقع على كاهل ذوي الدخل المحدود، وأُلغيت الرقابة على النقد الأجنبي فسمح باستيراده بينما منع خروج النقد المحلي.
  • أصدر قانون الإصلاح العقاري لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، وآخر للإصلاح الزراعي يقضي بتوزيع أملاك الدولة على الفلاحين ممن لا أرض لهم، وباشرت الدولة بتوزيع 5 ملايين هكتار على 50 ألف أسرة فلاحية بهدف توطين ربع مليون نسمة.
  • بدأت الدولة في عهده خططاً لتنفيذ مشاريع الري الكبيرة في البلاد، وأبرزها مشروع تجفيف الغاب، ومشروع اليرموك، وبدأت مفاوضات مع مصرف الإنشاء والتعمير الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة لتمويل خطة الدولة لري 120 ألف دونم، وتوطين 25 ألف أسرة، وقطعت الدولة شوطاً في تنفيذ مشروع مرفأ اللاذقية لتفريغ 800 ألف طن من البضائع سنوياً، ووضعت خطة خمسية لإنجازه، بالإضافة إلى مشاريع الكهرباء وإنارة الريف.
  • أولت الدولة بعهده اهتماماً خاصاً بالجيش لزيادة قدراته وتزويده بالأسلحة الحديثة، فاشترت ثلاث سفن حربية فرنسية، وعقدت صفقة لشراء طائرات نفاثة مقاتلة بريطانية، وأجرت اتصالات مع الولايات المتحدة للحصول على الدبابات والمدفعية، وشجعت أجهزة الإعلام التي تنادي بتجنيد النساء في صفوف القوات المسلحة.
  • على الصعيد الأمني، شهدت البلاد حالة من الهدوء والطمأنينة. انخفضت نسبة الجرائم وحوادث السرقة والسطو، بينما سارت أمور وزارات الدولة بإشراف الأمناء العامين سيراً حسناُ.
  • أعلم الشيشكلي مندوبي الدول العربية والأجنبية أن لا حاجة لحصول انقلابه على اعتراف جديد وأنه يكتفي بالاعتراف القائم.
  • أصدر مرسوم تشكيل وزارة في 6 حزيران 1952م، وأعلن بعد تشكيل الوزارة بأن الجيش سيدعم مشاريع الحكومة دون التدخل في شؤونها، وأكد بأن هذه الحكومة مؤقتة مهمتها إيصال البلاد إلى الانتخابات النيابية في إطار قانون جديد للانتخابات يفتح السبيل أمام تمثيل حقيقي للشعب.
  • اعتمد على أنصاره من الحزب القومي السوري، ودعا إلى تأسيس حزب جديد باسم (حركة التحرير العربي) حتى يكون الحزب الوحيد في البلاد استعداداً لخوض الانتخابات، وبعد الإعلان عن تأسيسه.
  • التفت لتنظيم جهاز القمع، وبدأت حملة الاعتقالات والتعذيب ضد كل من يعارضه.
  • وعندما شعر الشيشكلي بأن الساحة خلت له ولحزبه دعا إلى إجراء الانتخابات النيابية في (10 تموز/1953م)، وفاز حزب التحرير العربي بـ 83 مقعداً.
  • عُرف بسياسات قريبة من سياسات الرئيس عبد الناصر الذي ارتبط معه بعلاقات قوية، فقد احتكر العمل السياسي بهيئة سياسية مركزية (حركة التحرر العربية) كما اهتم بالإصلاح الزراعي، وتوسيع الضرائب على البرجوازية، وتجنيد النساء في الجيش وأفكار أخرى ليست بعيدة عن أفكار الحزب القومي السوري.
  • قام باعتقال كثير من الأشخاص المعارضين له من كافة الأحزاب ووضعهم بالسجون. واستخدم الطائرات لقصف أهداف في منطقة السويداء راح ضحيتها الكثير من المدنيين.
  • قام بإرسال الجيش إلى الجبل للتنكيل بأهله وكان تبريره لذلك هو اكتشاف كميات كبرى من الأسلحة كان يشرف عليها نوري السعيد ورجال المخابرات البريطانية في المنطقة في إطار التحضير للحلف البريطاني – الأمريكي المعروف بحلف بغداد.
  • برز عنفه في قمع ثورة الجبل (1954م). وقد تسببت الإجراءات الدموية التي اتخذها الشيشكلي ضد المعارضة وخصوصا ضد الثوار بتحالف واسع ضده، فضل بعده الاستقالة على الاستمرار في المواجهة.
  • له قول مشهور “أعدائي كالأفعى رأسها في الجبل وبطنها في حمص وتمتد إلى حلب.
  • في 5 سبتمبر 1950م تم نشر دستور جديد طُبّق حتى تاريخ انقلاب أديب الشيشكلي الثاني في 29 ديسمبر 1951م، الاّ أنه أعيد العمل بهذا الدستور اعتباراً من 25 فبراير 1954م وحتى تاريخ قيام الجمهورية العربية المتحدة في 22 فبراير 1958م.
  • رسخ هذا الدستور الطابع العربي للدولة حيث ينص على أن «الشعب هو جزء من الأمة العربية بتاريخه وحاضره ومستقبله» وأن «دين الرئيس هو الإسلام».
  • بسبب أزمة سياسية داخلية، استقال رئيس الدولة (الأتاسي) في 2 كانون الأول 1951م.
  • في اليوم الثاني نصب أديب الشيشكلي فوزي سلو رئيساً للدولة، وبقي رئيساً شكلياً حتى نصّب الشيشكلي نفسه رئيساً في 10 آب 1953 بموجب «استفتاء» ونشر دستوراً جديداً.
  • ألّفت جبهة شعبية معارضة تصدت لسياسة الشيشكلي عبر المظاهرات الطلابية والعمالية والفلاحية، وبدأت معركة المعارضة في دمشق بإلقاء المتفجرات، وأًعلن العصيان في جبل الدروز، فقاومه الشيشكلي بالدبابات والطائرات، فزاد من النقمة على النظام.
  • تنادى السياسيون إلى عقد مؤتمرٍ في حمص في منزل هاشم الأتاسي لإقرار (ميثاق وطني) فيما بينهم قرر (الدعوة إلى الديمقراطية والحريات العامة، وشجب الحكم الفردي والنظام البوليسي)، ووجهوا إنذار إلى الشيشكلي لإعادة الأوضاع الدستورية والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الحرب الأهلية في جبل العرب.
  • رد على الإنذار باعتقال كل من وقع عليه، واعتقاله كبار الساسة السوريين بتاريخ 24 كانون الثاني 1953م، وشملت الاعتقالات «رشدي الكيخيا، صبري العسلي، فيضي الأتاسي، عدنان الأتاسي، حسن الأطرش، منصور الأطرش، علي بوظو، عبد الوهاب حومد، منير العجلاني، أكرم الحوراني، ميشيل عفلق، صلاح البيطار، شاكر العاص، ورزق الله الأنطاكي».
  • شهدت البلاد حالة من الاضطراب والمظاهرات الطلابية، قاومها رجال الأمن بالعنف والقنابل المسيلّة للدموع، وعطلت الدراسة في المدارس، وعمت المظاهرات المدن السورية وهي تنادي بسقوط الديكتاتورية وإلغاء البرلمان، وعودة الحياة الدستورية إلى البلاد، فكانت التمهيد الشعبي لإسقاط الشيشكلي.
  • قام الجنرال فيصل الأتاسي مع الفرق العسكرية في حلب باعتقال الجنرال محمد تامر خان القائد العسكري للمنطقة الشمالية، وسيطر الجيش أيضًا على مباني هامة مثل مبنى الاتصالات ودار البلدية وإذاعة حلب، التي أذيع منها بيان باسم «إذاعة سوريا الحرة»، يدعو في جميع الفرق العسكرية في الجيش «للالتحاق بالثورة».
  • قبل انتصاف الظهر كانت الوحدات العسكرية في اللاذقية ودير الزور وحمص ودرعا قد انضمّت للانقلاب ولم يبق في حوزة الشيشكلي سوى الفرق العسكرية في دمشق وريفها.
  • نتيجة المشاورات المكثفة التي عقدها الشيشكلي، ورغم إمكانية صموده ودفاعه عن العاصمة، إلا أنه في مساء 26 فبراير 1954م قدم استقالته حفاظًا «على الدم السوري، ووحدة الجيش السوري، ولمنع دخول البلاد في حرب أهلية» كما صرح.
  • غادر دمشق برًا نحو بيروت بغطاء من قادة الانقلاب، ومنها انتقل إلى المنفى في الرياض أولاً ثم البرازيل.
  • اغتيل في البرازيل عام 1964 على يد شاب درزي هو نواف غزالة. حيث فاجأه في شارع ببلدة سيريس في البرازيل وأطلق عليه النار فقتله انتقاما من ممارسات الشيشكلي العسكرية ضد الدروز في منطقة جبل العرب.

إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، العقيد أديب الشيشكلي ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى