المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سوريةمنوعات

رموز وأعلام الدّولة في سورية (10) سلطان باشا الأطرش

  • ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريا في محافظة السويداء منطقة صلخد في بلاد الشام عام 1888م، وتوفي في 26 مارس 1982م.
  • من عائلة الأطرش الدرزية الشهيرة، والده ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل الثاني مؤسس المشيخة الطرشانية 1869، ووالدته شيخة بنت إسماعيل الثاني.
  • كبير إخوته علي ومصطفى وزيد، وله أختان سمّية ونعايم
  • تزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه فايز غازية لكنها توفيت بعد فترة قصيرة دون أن يرزق منها أطفالاً.
  • بعد عودته من الخدمة الإجبارية تزوج من ابنة الشيخ إبراهيم أبو فخر من بلدة نجران بسورية واسمها تركية ورزق منها جميع أولاده الذكور: طلال وفواز ويوسف وجهاد توفوا جميعاً ومنصور وناصر وطلال والإناث: غازية وبتلاء وزمرد وتركية ونايفة وعائدة ومنتهى.
  • التحق بالعسكر العثماني وأدى الخدمة العسكرية للدولة العثمانية في الأناضول ليُمنح لقب باشا تقديرا له من السلطات العثمانية على خدماته في دول أوروبا الشرقية (البلقان).
  • بعد انتهاء خدمته عاد إلى الشام وابتدأ ينشط بالاتصال بالحركات العربية.
  • بفضل علاقته الدائمة بدمشق، صارت القرياّ ملجأ ومعقلاً للمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة.
  • كان أول من رفع علم الثورة العربية على أرض الشام (سورية) قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على داره في القرياّ، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918م.
  • بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق دار الحكومة بدمشق، منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (باشا) عام 1918م، في الجيش العربي.
  • بعد تقسيم الشرق الأوسط وبلاد الشام إلى خمس فيدراليات طرح عليه الفرنسيون حكم جبل الدروز في محافظة السويداء بصفته الزعيم الدرزي الأبرز يومها، لكنه رفض رفضاً قاطعاً.
  • كان مع التيار الإسلامي العربي الذي سعى دؤوباً لإلغاء دولة لبنان الكبير لإنشاء فكرة دولة عربية سورية بديلة يحمله على ذلك فكر الوحدة والرفض للتجزئة والاستعمار.
  • في تموز 1920م، جهز قوات كبيرة لنجدة يوسف العظمة في ميسلون ووصل مع فرسانه إلى براق جنوب دمشق، إلا أنه سمع هناك نبأ حسم المعركة وانكسار الجيش العربي واستشهاد القائد يوسف العظمة وزير الدفاع.
  • عارض إنشاء الدولة الدرزية عام 1921م وقبل ذلك وبعده عارض بشدة الانتداب الفرنسي.
  • أرسل رفاقه للحاق بالملك فيصل الأول مع رسالة مفادها، دعوة الملك إلى السويداء- جبل العرب لإقامة الدولة العربية هناك والاستمرار بالمقاومة، إلا أن جواب الملك فيصل كان: «قل لسلطان، فات الأوان».
  • سعى الكولونيل كاترو الذي أوفده الجنرال غورو إلى جبل العرب إلى عزل الدروز عن الحركة الوطنية السورية، وأبرم في 4 آذار عام 1921م معاهدة مع العشائر الدرزية نصت على أن يؤلف جبل الدروز وحدة ادارية خاصة مستقلة عن دولة دمشق لها حاكم محلي ومجلس تمثيلي منتخبان، مقابل اعتراف الدروز بالانتداب الفرنسي، ونتيجة المعاهدة عين سليم الأطرش كأول حاكم درزي للجبل.
  • لم يرتح سكان الجبل للإدارة الفرنسية الجديدة، وحدث أول صدام معها في تموز من عام 1922م باعتقال أدهم خنجر الذي كان قادماً إلى سلطان الأطرش حاملاً رسالة إليه، وقد اعتقله الفرنسيون بتهمة اشتراكه في الاعتداء على الجنرال غورو في حوران.
  • طلب سلطان الأطرش من القائد الفرنسي في السويداء تسليمه أدهم خنجر فأعلمه بأنه في طريقه إلى دمشق، فكلف الأطرش مجموعة من أنصاره بمهاجمة القافلة المسلحة المرافقة للمعتقل، ولكن الفرنسيين تمكنوا من نقله إلى لبنان وفي 30 أيّار عام 1923م أعدموه في بيروت.
  • أقدم الفرنسيون على تدمير منزل سلطان باشا الأطرش في القريا في أواخر آب عام 1922م رداً على هجومه على قواتهم.
  • قاد بعدها الثوار الدروز طيلة عام في حرب عصابات ضد القوات الفرنسية، واستقدمت فرنسا قوات كبيرة للقضاء على الثوار مما اضطر الأطرش إلى اللجوء إلى الأردن في أواخر الصيف من عام 1922م.
  • تحت الضغط البريطاني سلم نفسه للفرنسيين في نيسان عام 1923م بعد أن اتفق معهم على عقد هدنة.
  • توفي سليم الأطرش مسموماً في دمشق عام 1924م، وعين الفرنسيون الكابتن كاربييه Carbillet حاكماً على الجبل خلافاً للاتفاق المبرم مع الدروز.
  • وبسبب سياسة كاربييه الظالمة عمد أهالي مدينة السويداء إلى الخروج في مظاهرة عارمة احتجاجاً على ممارسات السلطات الفرنسية، الأمر الذي سرع موعد اندلاع الثورة.
  • أرسل وفد من السويداء إلى بيروت في 6 حزيران من العام 1925م لتقديم وثيقة تطالب المفوض السامي موريس بول ساراي بتعيين حاكم درزي على الجبل بدلاً من الكابتن كاربييه Carbillet.
  • طرد المفوض السامي ساراي وفد الجبل ورفض مقابلتهم وأخطرهم بوجوب سرعة مغادرتهم بيروت والعودة إلى بلادهم وإلا نفاهم إلى تدمر، فكان ذلك السبب المباشر لاندلاع الثورة السورية.
  • دعا سلطان باشا الأطرش إلى عقد اجتماع في السويداء وطافت المظاهرات أنحاء الجبل وجرى الاتصال مع عدد من الزعماء السياسيين في دمشق وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر رئيس حزب الشعب للتشاور وتنسيق المواقف.
  • اتفق الطرفان على التعاون من أجل طرد الفرنسيين من سورية وتحقيق الاستقلال والوحدة.
  • أعلن سلطان الأطرش أنه يسعى لتحقيق مبادئه وبرنامجه بالطرق القانونية المشروعة.
  • في 11 تموز عام 1925م، أرسل المفوض السامي الفرنسي موريس بول ساراي رسالة سرية إلى مندوبه في دمشق يطلب منه أن يستدعي بعضاً من زعماء الجبل بحجة التباحث معهم بشأن مطالبهم ليقوم بالقبض عليهم وإرسالهم منفيين إلى تدمر والحسكة.
  • نتيجةً للسياسات والممارسات الفرنسية أقدم سلطان باشا الأطرش على إعلان الثورة في 21 تموز عام 1925م، من خلال إذاعة بيان سياسي وعسكري يدعو الشعب السوري إلى الثورة على الانتداب الفرنسي.
  • جاء في البيان:
    (أيها العرب السوريون تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي، تذكروا أن يد الله مع الجماعة، وان إرادة الشعب من إرادة الله، وأن الأمم المتمدنة الناهضة لن تنالها يد البغي، لقد نهب المستعمرون أموالنا واستأثروا بمنافع بلادنا، وأقاموا الحواجز الضارة بين وطننا الواحد، وقسمونا إلى شعوب وطوائف ودويلات، وحالوا بيننا وبين حرية الدين والفكر والضمير وحرية التجارة والسفر حتى في بلادنا وأقاليمنا، إلى السلاح ايها الوطنيون إلى السلاح تحقيقاً لأماني البلاد، إلى السلاح تأييداً لسيادة الشعب وحرية الأمة، إلى السلاح بعدما سلب الأجنبي حقوقكم واستعبد بلادكم ونقض عهودكم، ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية، وتناسى الاماني القومية).
  • بدء الأطرش بشن الهجمات العسكرية على القوات الفرنسية وأقدم على حرق دار المفوضية الفرنسية في صلخد ثاني أكبر مدينة في الجبل بعد السويداء واحتلها.
  • في أوائل أيلول من عام 1925م هاجم الأطرش قوة فرنسية في بلدة الكفر بقيادة الكابتن نورمان وفتك رجاله بها ولم يفلت من الفرنسيين إلا بضعة أفراد، ولم يزد عدد الثوار عن مئتين بينما تجاوز عدد الجنود المائتين والستين بينهم عدد كبير من الضباط الفرنسيين.
  • جن جنون ساراي للهزيمة التي وقعت بقواته، وأمر بتجهيز حملة كبيرة لتأديب الثوار يتجاوز عددها الخمسة آلاف جندي.
  • أبيدت القوات الفرنسية ولم يسلم منها إلا زهاء الألف ومائتي جندي فروا إلى السكة الحديدية في قرية أزرع ليستقلوا القطار الذاهب إلى العاصمة دمشق.
  • قتل في المعركة المجاهد حمد البربور من قرية أم الرمان وكان اليد اليمنى لسلطان باشا الأطرش.
  • في 20 آب عام 1925م أرسل حزب الشعب وفداً للاجتماع بسلطان باشا الأطرش ومناقشة انضمام دمشق للثورة وضم الوفد توفيق الحلبي وأسعد البكري وزكي الدروبي، وتصادف وجود الوفد مع وجود الكابتن رينو مندوب ساراي الذي كان يفاوض الثوار باسم السلطات الفرنسية لعقد معاهدة سلام واستطاع وفد حزب الشعب اقناع الثوار بعدم التوقيع على المعاهدة.
  • في أواخر آب عام 1925م اجتمعت قيادات حزب الشعب ومنهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر مع سلطان باشا الأطرش في قرية كفر اللحف واتفقوا على حشد خمسمائة مجاهد للهجوم على دمشق من ثلاث محاور ولكن هذا العدد لم يجتمع لدى سلطان باشا كما أن القوات العسكرية التي بدء الجنرال غملان بحشدها على طول السكة الحديدية في حوران جعلت قيادات الثوار تُعرض عن خطة مهاجمة دمشق وتتفرغ للتصدي للحملة الفرنسية.
  • اتفق الثوار على الزحف باتجاه قرية المسيفرة للتصدي للحملة الفرنسية الجديدة، وفي 17 أيلول عام 1925م، شنّوا هجوماً ليلياً على القوات الفرنسية المتحصنة فيها وكاد أن يكون النصر حليفهم لولا تدخل الطائرات الفرنسية التي أجبرتهم على الانسحاب.
  • دخل الثوار السوريون مرحلة الاستنزاف مع امتداد أمد الثورة، وعانوا من نقص الذخيرة والمؤن، وهو ما ساعد القوات الفرنسية على تشديد الخناق عليهم بجلب المزيد من القوات والنجدات المساندة، مما أضطر الثوار للنزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ولم يمكنهم الإنكليز من المكوث طويلاً، فنزح سلطان الأطرش وجماعته إلى وادي السرحان والنبك في شمال المملكة العربية السعودية، ثم إلى الكرك في الأردن، وقد رفض تسليم سلاحه إلى المستعمِر وحكم عليه بالإعدام.
  • عاد سلطان الأطرش ورفاقه إلى الوطن بعد أن أصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن كل السوريين إثر توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936م.
  • استقبل سلطان ورفاقه في دمشق في 18 أيار عام 1937م باحتفالات شعبية كبيرة.
  • لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الاحتجاجات السورية 1945م وكان جبل العرب بتوجيه منه أسبق المحافظات السورية في طرد الفرنسيين إذ طوق أبناؤه مراكزهم وأخرجوهم، وذلك كان بقيادة الأمير حسن الأطرش محافظ الجبل آنذاك.
  • انتقمت فرنسا لنفسها من انقلاب الجبل هذا وتحرير السويداء بقصف دمشق والسويداء وأنحاء من سورية في 1945/05/29. فكان ذلك بداية خروجهم من سورية.
  • دعا الأطرش في العام 1948م إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من الشباب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948م، واستشهد هناك حوالى 80 شاباً من الجبل.
  • أثناء حكم الشيشكلي، تعرض سلطان باشا الأطرش لمضايقات كثيرة نتيجة اعتراضه على سياسة الحكم الديكتاتوري، فغادر الجبل إلى الأردن في كانون ثاني 1954م.
  • عاد إلى بلده بعد سقوط الشيشكلي.
  • أيد الانتفاضة الوطنية التي قادها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في لبنان عام 1958م، ضد سياسة كميل شمعون.
  • بارك الوحدة العربية التي قامت بين مصر وسورية عام 1958م، ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961م.
  • تفرغ سلطان في أواخر حياته للنشاطات الاجتماعية والتنمية في الجبل.
  • رفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال.
  • زار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سلطان باشا الأطرش في عهد الوحدة في السويداء.
  • في كانون الأول 1966م بعد الانقلاب العسكري الذي قاده حافظ الأسد وصلاح جديد، وعلى إثر أعتقال عدد كبير من الضباط والسياسيين الدروز، أرسل سلطان باشا الأطرش برقية إلى قيادة الأركان الجديدة بقيادة حافظ الأسد وصلاح شديد فيها تهديد مبطن بالثورة إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين وإذا استمرت الاعتقالات والتصفيات الطائفية، وهذا نص البرقية : «أولادنا في السجون مضربين نحملكم مسؤولية النتائج لقد اعتاد الجبل وما يزال أن يقوم بالثورات لطرد الخائن والمستعمر، ولكن شهامته تأبى عليه أن يوجه سلاحه ضد أخيه ويغدر ببني قومه. هذا هو الرادع الوحيد، نقتصر مبدئياً على التفاوض.»
  • بقيت العلاقة فاترة بين النظام السوري الحاكم وسلطان الأطرش طيلة فترة حافظ الأسد في الحكم، ولم يزر حافظ الأسد جبل الدروز إلا بعد وفاة سلطان باشا الأطرش لتأدية واجب التعزية.
  • توفي سلطان باشا الأطرش 26 آذار عام 1982م وحضر جنازته في 1982/03/28م، أكثر من نصف مليون شخص.
  • أصدر حافظ الأسد رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، بعدما أحس بفراغ الساحة بموته، كما وأطلق اسمه على ساحة في السويداء، وأيضا أصدر أمراً بإنشاء صرح يخلد شهداء الثورة السورية الكبرى ويضم رفات قائدها العام في بلدة القريا مقابل دار سلطان باشا الأطرش، حيث تم تدشينه بمناسبة عيد الجلاء في 17 نيسان 2010م.
  • يوم تشييعه، منحه رئيس لبنان آنذاك وسام الأرز اللبناني.
  • دشن ياسر عرفات نصبًا تذكاريًا في مدينة رام الله تحية وفاء إلى شهداء الحامية الدرزية التي أرسلها سلطان باشا الأطرش للدفاع عن فلسطين والذين سقطوا قرب نابلس.

إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، سلطان جبل العرب “سلطان باشا الأطرش” ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى