المكتب العلميد. زاهر بعدرانيدراساتقسم البحوث و الدراساتمكتب الرئاسة

حماية مكتسبات التحرير بالتعددية الحزبية

مقدمة:

تاريخيًا، شهدت العديد من الدول ثورات ضد حكام مستبدين، حيث سعت هذه الثورات إلى تحقيق العدالة الانتقالية وإعادة بناء المجتمع على أسس ديمقراطية، فالعدالة الانتقالية إذاً هي مجموعة من التدابير والآليات التي تُستخدم لمعالجة إرث انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت في ظل الأنظمة الدكتاتورية أو خلال النزاعات المسلحة. تهدف هذه التدابير إلى تحقيق المحاسبة، جبر الضرر، وكشف الحقيقة، مما يسهم في بناء مجتمع قائم على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

ومن أبرز الأمثلة على نجاح العدالة الانتقالية هو تجربة جنوب أفريقيا بعد انتهاء نظام الفصل العنصري. حيث أنشأت جنوب أفريقيا لجنة الحقيقة والمصالحة التي ساعدت في كشف الحقائق حول الانتهاكات السابقة، محاسبة الجناة، وتعويض الضحايا.
وهذه العملية ساهمت في تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مجتمع أكثر عدالة واستقرارًا.
وفي أمريكا اللاتينية، شهدت دول مثل الأرجنتين وتشيلي تجارب ناجحة في العدالة الانتقالية بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية، ففي الأرجنتين، تم محاكمة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مما ساعد في تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

وتتطلب العدالة الانتقالية جهودًا متكاملة تشمل الإصلاحات القانونية والمؤسسية، تعزيز المجتمع المدني، وتخليد ذكرى الضحايا. وهذه الجهود تهدف إلى منع تكرار الانتهاكات، وبناء مستقبل مستدام قائم على العدالة والمساواة، وبالتالي فإننا نجد في تيار المستقبل السوري أن الطريق الأسلم لتحقيق العدالة الإنتقالية يكمن في مشاركة جميع السوريين بها، صوناً من الانتقام الثأري أو الاعوجاج السلوكي وخسارة مكتسبات التحرير، ولهذا فإننا نرى الطريق الأسلم هو في تمكين مبدأ التعددية السياسية والحزبية، طريقا صحيّاً يضمن التحقيق الأفضل للعدالة الانتقالية ثم بناء سورية الجديدة القوية والحرة.

حول التعددية الحزبية:

ترسيخ التعددية الحزبية بعد نجاح الثورات الشعبية ضد الأنظمة الديكتاتورية خطوة حاسمة لضمان عدم عودة الديكتاتورية وتحقيق استقرار سياسي دائم. والتعددية الحزبية تعني وجود عدة أحزاب سياسية تتنافس بشكل حر وعادل للوصول إلى السلطة، مما يعزز الديمقراطية ويضمن تمثيل مختلف الآراء والتوجهات في المجتمع.

وتبرز الحاجة إلى التعددية الحزبية من خلال:

  1. تعزيز الديمقراطية: التعددية الحزبية حيث تتيح للمواطنين اختيار ممثليهم بحرية، مما يعزز مبدأ السيادة الشعبية ويضمن أن الحكومة تعكس إرادة الشعب.
  2. منع الاحتكار السياسي: فوجود عدة أحزاب يمنع أي حزب واحد من احتكار السلطة، مما يقلل من خطر عودة الديكتاتورية.
  3. تشجيع الحوار والتوافق: فالتعددية الحزبية تشجع على الحوار بين مختلف القوى السياسية، مما يسهم في تحقيق توافق وطني حول القضايا الهامة.
  4. تعزيز الرقابة والمساءلة: فالأحزاب المعارضة تلعب دورًا مهمًا في مراقبة أداء الحكومة ومساءلتها، مما يعزز الشفافية ويقلل من الفساد.

ومن التجارب التي يهم تسليط الضوء عليها للاستفادة من تجاربها سواء بنجاحها أو فشلها تجربة الجزائر، إذ بعد أحداث أكتوبر 1988م، انتقلت الجزائر من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية بموجب دستور 1989م، مما ساهم في تعزيز الديمقراطية وتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية هام، وتجربة الجزائر بعد ذلك مهمة في الاستفادة من فشل ديمومتها.
ويمكن أيضا الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا، إذ بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، ساهمت التعددية الحزبية في بناء نظام ديمقراطي قوي، حيث لعبت الأحزاب المختلفة دورًا في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء المجتمع.

أهمية التعددية الحزبية:

التعددية الحزبية عنصر أساسي في بناء نظام ديمقراطي صحي ومستدام، ولها أهمية كبيرة من الناحية السياسية، الاجتماعية، الفلسفية، والمصلحية:

  • أ. الأهمية السياسية:
    • تعزيز الديمقراطية: فالتعددية الحزبية تتيح للمواطنين اختيار ممثليهم بحرية، مما يعزز مبدأ السيادة الشعبية ويضمن أن الحكومة تعكس إرادة الشعب، كما أنها تمنع احتكار السلطة من قبل حزب واحد، مما يقلل من خطر عودة الديكتاتورية.
    • تشجيع الحوار والتوافق: فوجود عدة أحزاب سياسية يشجع على الحوار بين مختلف القوى السياسية، مما يسهم في تحقيق توافق وطني حول القضايا الهامة، وهذا التوافق ضروري لتحقيق الاستقرار السياسي.
    • تعزيز الرقابة والمساءلة: الأحزاب فالمعارضة تلعب دورًا مهمًا في مراقبة أداء الحكومة ومساءلتها كما أسلفنا، مما يعزز الشفافية ويقلل من الفساد، وهذا الدور الرقابي يضمن أن الحكومة تعمل لصالح الشعب وليس لمصالحها الخاصة.
  • ب. الأهمية الاجتماعية:
    • تمثيل التنوع الاجتماعي: التعددية الحزبية تعكس التنوع الاجتماعي والثقافي في المجتمع، حيث تتيح للأفراد من خلفيات مختلفة التعبير عن آرائهم وتوجهاتهم السياسية، وهذا التمثيل يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة في الحياة العامة.
    • تعزيز المشاركة المدنية: فالأحزاب السياسية تعمل على تعبئة الجماهير وتشجيعهم على المشاركة في العملية السياسية، سواء من خلال التصويت أو الانخراط في الأنشطة الحزبية، وهذه المشاركة تعزز الوعي السياسي وتساهم في بناء مجتمع مدني قوي.
    • تحقيق العدالة الاجتماعية: من خلال التنافس بين الأحزاب، يتم طرح سياسات وبرامج تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف الحياة للمواطنين، وهذا التنافس يدفع الأحزاب إلى تقديم حلول فعالة للمشكلات الاجتماعية.
  • جـ. الأهمية الفلسفية:
    • تجسيد الحرية الفردية: التعددية الحزبية تعبر عن احترام حرية الفرد في اختيار توجهاته السياسية والتعبير عنها، وهذا الاحترام يعكس القيم الفلسفية للديمقراطية والحرية.
    • تعزيز الفكر النقدي: فالتعددية تتيح للأفراد الاطلاع على مختلف الآراء والأفكار، مما يعزز الفكر النقدي ويشجع على التفكير المستقل، وهذا التنوع الفكري ضروري لتطوير المجتمع وتقدمه.
    • تحقيق التوازن بين السلطة والحرية: التعددية الحزبية تساهم في تحقيق التوازن بين السلطة والحرية، حيث تضمن أن السلطة لا تتركز في يد واحدة وتتيح للأفراد ممارسة حرياتهم السياسية بشكل كامل.
  • د. الأهمية المصلحية:
    • تحقيق التنمية المستدامة: التعددية الحزبية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال طرح سياسات وبرامج تهدف إلى تحسين الاقتصاد وتعزيز العدالة الاجتماعية، وهذا التنافس بين الأحزاب يدفعها إلى تقديم حلول مبتكرة وفعالة.
    • تعزيز الاستقرار السياسي: وجود نظام تعددي يضمن استقرار النظام السياسي، حيث يتم تداول السلطة بشكل سلمي ومنظم. هذا الاستقرار ضروري لجذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي.
    • تحقيق المصلحة العامة: التعددية الحزبية تضمن أن السياسات الحكومية تعكس مصالح مختلف فئات المجتمع، مما يعزز الثقة بين المواطنين والحكومة ويحقق المصلحة العامة.

ومن هنا فإننا نُشدد على وجود مراجع كثيرة ناقشت قضية التعددية الحزبية مثل كتاب (الديمقراطية والتعددية الحزبية)، تأليف جون ستيوارت ميل، حيث يناقش هذا الكتاب أهمية التعددية الحزبية في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التوازن بين السلطة والحرية.
إضافة لكتاب (الاحزاب والأنظمة الحزبية) تأليف الايطالي جيوفاني سارتوري، حيث يقدم هذا الكتاب تحليلًا عميقًا لدور الأحزاب السياسية في النظام الديمقراطي وأهمية التعددية الحزبية في تحقيق الاستقرار السياسي.

تحديات التعددية السياسية في سورية:

بعد سقوط نظام الأسد، تواجه سورية العديد من التحديات في ترسيخ التعددية السياسية، وهذه التحديات تتنوع بين السياسية، الاجتماعية، الأمنية، والاقتصادية، وتتطلب جهودًا متكاملة للتغلب عليها:

  • أ. التحديات السياسية
    • إعادة بناء النظام السياسي: فبعد سنوات من الحكم الديكتاتوري، تحتاج سورية إلى إعادة بناء نظام سياسي ديمقراطي يشمل جميع الأطياف السياسية، وهذا يتطلب وضع دستور جديد يضمن حقوق الجميع ويعزز التعددية الحزبية.
    • التوافق الوطني: تحقيق توافق بين مختلف القوى السياسية والمكونات الاجتماعية أمر ضروري لتجنب الانقسامات والصراعات الداخلية، وهذا يتطلب حوارًا وطنيًا شاملًا يضم جميع الأطراف.
    • إدارة المرحلة الانتقالية: تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الفئات وتعمل على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة هو تحدٍ كبير، ويجب أن تكون هذه الحكومة قادرة على إدارة البلاد بشكل فعال خلال هذه الفترة الحساسة.
  • ب. التحديات الاجتماعية:
    • إعادة بناء الثقة: بعد سنوات من القمع والعنف، تحتاج سورية إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وهذا يتطلب جهودًا كبيرة في مجال العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.
    • التنوع الاجتماعي: فسورية مجتمع متنوع من حيث الديانات والمذاهب والعرقيات، وتحقيق التعايش السلمي بين هذه المكونات يتطلب سياسات شاملة تعزز الوحدة الوطنية وتحترم التنوع.
    • دعم المجتمع المدني: تعزيز دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في عملية إعادة البناء والمصالحة هو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
  • جـ. التحديات الأمنية:
    • ضبط الأمن: بعد سقوط النظام، قد تواجه سورية تحديات كبيرة في ضبط الأمن ومنع الفوضى، وهذا يتطلب إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والشرطية وضمان احتكار الدولة للسلاح.
    • مكافحة الإرهاب: القضاء على الجماعات الإرهابية التي استغلت الفوضى لتحقيق مكاسبها الخاصة هو تحدٍ أمني كبير، فأن تكون هناك استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الداخلي ضرورة كبيرة
    • إعادة هيكلة الجيش: إعادة بناء الجيش ليكون مؤسسة وطنية غير مسيسة، وقادراً على حماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية، وهو تحد كبير لتحقيق الاستقرار الأمني.
  • د. التحديات الاقتصادية:
    • إعادة الإعمار: فبعد سنوات من الحرب، تحتاج سورية إلى جهود ضخمة لإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة وتعاون دولي.
    • تحقيق التنمية المستدامة: إن وضع سياسات اقتصادية يعزز التنمية المستدامة ويوفر فرص العمل للمواطنين، وهو تحدٍ كبير، ويجب أن تكون هذه السياسات شاملة وتستهدف جميع المناطق والفئات.
    • مكافحة الفساد: إن القضاء على الفساد الذي استشرى خلال سنوات الحكم الديكتاتوري هو أمر حيوي لتحقيق التنمية الاقتصادية، ويجب أن تكون هناك آليات فعالة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة.
  • هـ. التحديات القانونية:
    • العدالة الانتقالية: تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات هو أمر ضروري وهام لبناء دولة القانون، ويجب أن تكون هناك آليات فعالة لتحقيق العدالة الانتقالية.
    • إصلاح النظام القضائي: إعادة بناء النظام القضائي ليكون مستقلًا ونزيهًا وقادرًا على تحقيق العدالة هو تحدٍ كبير أيضاً، ويجب أن تكون هناك إصلاحات شاملة في هذا المجال.
    • ضمان حقوق الإنسان: إن وضع سياسات وقوانين تضمن احترام حقوق الإنسان وحمايتها هو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار القانوني والسياسي.
  • و. التحديات الثقافية:
    • تعزيز الثقافة الديمقراطية: نشر الوعي بأهمية الديمقراطية والتعددية السياسية بين المواطنين أمرٌ ضروري لتحقيق الاستقرار السياسي، ويجب أن تكون هناك برامج تعليمية وتوعوية في هذا المجال.
    • احترام التنوع الثقافي: تعزيز احترام التنوع الثقافي والديني في المجتمع هو أمر حيوي لتحقيق التعايش السلمي، ولابد أن تكون هناك سياسات تعزز هذا الاحترام، وتمنع التمييز.
    • دعم الفنون والإبداع: دعم الفنون والإبداع كوسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية والتعبير عن الهوية الثقافية، أمر مهم لتحقيق الاستقرار الثقافي.

حلول منهجية:

لتحقيق تعددية سياسية صحية في سورية بعد سقوط النظام الديكتاتوري، يجب تبني مجموعة من الحلول المتكاملة التي تعالج التحديات السياسية، الاجتماعية، الأمنية، الاقتصادية، القانونية، والثقافية. أهم هذه الحلول برأينا ما يأتي:

  • أ. الحلول السياسية:
    • وضع دستور جديد: لابد من صياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع المواطنين ويعزز التعددية الحزبية، على أن يتضمن آليات واضحة لتنظيم الانتخابات وضمان نزاهتها.
    • تشكيل حكومة انتقالية شاملة: بعدما تم تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة (أو تصريف أعمال)، فإنه من الضروري التشاور مع ممثلين عن جميع الفئات السياسية والاجتماعية، لتمهيد العمل على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
    • تعزيز الحوار الوطني: يجب فتح قنوات للحوار الوطني، على أن تشمل جميع الأطراف السياسية والاجتماعية لتحقيق توافق حول القضايا الهامة وبناء مستقبل مشترك.
  • ب. الحلول الاجتماعية:
    • إعادة بناء الثقة: يجب تنفيذ برامج للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية لإعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
    • تعزيز دور المجتمع المدني: دعم منظمات المجتمع المدني وتشجيعها على المشاركة في عملية إعادة البناء والمصالحة.
    • التعليم والتوعية: نشر الوعي بأهمية الديمقراطية والتعددية السياسية من خلال برامج تعليمية وتوعوية.
  • جـ. الحلول الأمنية:
    • إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية: إعادة حل ثم هيكلة الأجهزة الأمنية لتكون مؤسسات وطنية غير مسيسة تعمل على حماية المواطنين وضمان الأمن الداخلي.
    • مكافحة الإرهاب: وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الداخلي، ووضع تعريف وطني سوري واضح للإرهاب.
    • ضبط السلاح: يجب جمع الأسلحة غير القانونية من يد الشعب، وضمان احتكار الدولة للسلاح ضمن مؤسساتها المختصة.
  • د. الحلول الاقتصادية:
    • إعادة الإعمار: تنفيذ برامج لإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة بالتعاون مع المجتمع الدولي.
    • تحقيق التنمية المستدامة: وضع سياسات اقتصادية تعزز التنمية المستدامة وتوفر فرص العمل للمواطنين.
    • مكافحة الفساد: تنفيذ آليات فعالة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة.
  • هـ. الحلول القانونية:
    • تحقيق العدالة الانتقالية: إنشاء آليات لتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن كافة الانتهاكات.
    • إصلاح النظام القضائي: إعادة بناء النظام القضائي ليكون مستقلًا ونزيهًا وقادرًا على تحقيق العدالة.
    • ضمان حقوق الإنسان: وضع سياسات وقوانين تضمن احترام حقوق الإنسان وحمايتها.
  • و. الحلول الثقافية:
    • تعزيز الثقافة الديمقراطية: نشر الوعي بأهمية الديمقراطية والتعددية السياسية من خلال برامج تعليمية وتوعوية.
    • احترام التنوع الثقافي: تعزيز احترام التنوع الثقافي والديني في المجتمع من خلال سياسات شاملة.
    • دعم الفنون والإبداع: دعم الفنون والإبداع كوسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية والتعبير عن الهوية الثقافية.

خاتمة:

تعد التعددية الحزبية عنصرًا أساسيًا لتحقيق النجاح الكامل للثورة السورية وبناء دولة جديدة قوية ومستدامة، وإن ترسيخ التعددية الحزبية يضمن تمثيل جميع الفئات والتوجهات في المجتمع، مما يعزز الديمقراطية ويمنع عودة الديكتاتورية، ويعزز الحوار الوطني، ويعيد بناء الثقة، ويدعم المجتمع المدني، وبذلك يمكن لسورية أن تتجاوز التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها.

كما أن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، ومكافحة الفساد، وضمان حقوق الإنسان هي خطوات حيوية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك جهود مستمرة لتعزيز الثقافة الديمقراطية واحترام التنوع الثقافي والديني في المجتمع.

وإننا في تيار المستقبل السوري نرى بتبني هذه التوصيات والحلول، فأن سورية يمكنها أن تبني مستقبلًا مشرقًا يعكس تطلعات شعبها في الحرية والعدالة والمساواة، ويحقق التنمية المستدامة التي تضمن رفاهية جميع المواطنين، فالتعددية الحزبية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي أساس لبناء مجتمع متماسك ومتقدم قادر على مواجهة التحديات وتحقيق طموحات أبنائه.

ولتمكين التعددية الحزبية الكاملة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، يجب على الإدارة الجديدة اتخاذ خطوات دستورية وقانونية محددة لضمان بيئة سياسية شاملة وديمقراطية.

وإننا في المكتب السياسي لـ تيار المستقبل السوري نوصي بالخطوات العملية التالية:

  • أ‌. الخطوات الدستورية:
    • صياغة دستور جديد: حيث يجب وضع دستور جديد أو إعلان دستوري مؤقت تأسيساً لمرحلة صياغة دستور دائم، يضمن حقوق جميع المواطنين ويعزز التعددية الحزبية.
    • فصل السلطات: ضمان استقلالية السلطات التشريعية، التنفيذية، والقضائية.
    • حقوق الإنسان: تضمين حقوق الإنسان الأساسية وحمايتها.
    • آليات الانتخابات: وضع آليات واضحة وشفافة لتنظيم الانتخابات وضمان نزاهتها.
    • استفتاء شعبي: إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد لضمان قبوله من قبل جميع فئات المجتمع.
    • ضمان حق جميع المواطنين في تأسيس الأحزاب السياسية وتسجيلها بحرية.
    • توفير فرص متساوية لجميع الأحزاب للمشاركة في الانتخابات.
  • ب‌. الخطوات القانونية:
    • إصدار قوانين الأحزاب: وضع قوانين تنظم تشكيل الأحزاب السياسية وتضمن حرية تأسيسها ونشاطها، مع وضع ضوابط لمنع التمييز والعنف.
    • قوانين الانتخابات: إصدار قوانين تنظم العملية الانتخابية، تشمل:
      • تحديد معايير الترشح: وضع معايير واضحة للترشح للمناصب الانتخابية.
      • ضمان الشفافية: وضع آليات لضمان شفافية العملية الانتخابية ومنع التزوير.
      • مراقبة الانتخابات: دعوة منظمات دولية ومحلية لمراقبة الانتخابات وضمان نزاهتها.
      • إصلاح النظام القضائي: إعادة بناء النظام القضائي ليكون مستقلًا ونزيهًا، قادرًا على حماية حقوق المواطنين وتنفيذ القوانين بعدالة.
  • جـ. الخطوات التنفيذية:
    • تشكيل هيئة مستقلة للانتخابات: إنشاء هيئة مستقلة تشرف على تنظيم الانتخابات وضمان نزاهتها.
    • تعزيز دور المجتمع المدني: دعم منظمات المجتمع المدني وتشجيعها على المشاركة في مراقبة العملية الانتخابية وتعزيز الوعي السياسي.
    • التوعية والتثقيف: تنفيذ برامج تعليمية وتوعوية لتعزيز الثقافة الديمقراطية والتعددية السياسية بين المواطنين.

مكتب الرئاسة
الدكتور زاهر بعدراني
قسم البحوث والدراسات
دراسات
تيار المستقبل السوري

المراجع:

  1. ما هي الحلول المقترحة لتحقيق التعددية السياسية في الدولة.
  2. تحدّيات سورية ما بعد الأسد – حرية برس Horrya press.
  3. سورية ما بعد الأسد: مهمة إقامة دولة جامعة وسط تحديات كبيرة.
  4. سوريا بعد سقوط الأسد: تحديات الداخل والخارج | مركز الجزيرة للدراسات.
  5. التعددية السياسية وعلاقتها بالتعددية الحزبية | ASJP.
  6. ما المقصود بالتعددية الحزبية كإحدى أصناف الأنظمة الحزبية التنافسية؟.
  7. قراءة في دور الأحزاب في تفعيل الديمقراطية.
  8. لمحة عن العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان | OHCHR.
  9. العدالة الانتقالية، المصطلح، الأهداف وآليات التطبيق.
  10. العدالة الإنتقالية والمصالحة الوطنية .. من ضرورات التحول الديمقراطي ….
  11. تجارب عدد من الدول في مجال العدالة الانتقالية.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى