حول اجتماع مديري وكالتي الاستخبارات الأمريكية والبريطانية اليوم
في اجتماعٍ ضمَّ كلاً من مديري وكالتي الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور، والأمريكية ويليام بيرنز، اليوم السبت، قال مور: إن “حماس” حركةٌ وفكرة، ولا يمكن قتلها إلا بفكرةٍ أفضل منها.
ولعل استخدام مصطلح “فكرة” يعترف بأن حماس ليست مجرد تنظيم عسكري أو سياسي، بل هي حراك أيديولوجي يستند إلى أفكار ومعتقدات راسخة لدى جمهورها في الداخل والخارج على حدٍّ سواء، وهذا الاعتراف منه يشير إلى أن المواجهة العسكرية وحدها لن تكون كافية للتغلب على حماس!
وقوله أن التصدي لها يتطلب “فكرة أفضل منها” معناه أن الحل يكمن في تقديم بدائل سياسية واجتماعية واقتصادية جذابة للشعب بحيث تكفل تغيير ظروف الفلسطينيين ( خاصة الحاضنة الشعبية لحماس)، أو ربما الدخول هذه المرة بعملية سياسية شاملة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برمّته، ولا شكّ أن فيها ملامح ضغطٍ على اسرائيل أنّ الحلول العسكرية والتصعيد لن تكون فعالة على المدى البعيد، وأنه لابد من مراجعات شاملة للسياسات الإسرائيلية تجاه غزة وحماس.
ومما لاشك فيه أن لقاء مديري وكالتي الاستخبارات بمن فيهم (المطبخ والشّيف) يطرح سؤالاً عميقاً عن فعالية الأساليب الاستخباراتية التقليدية في مواجهة التنظيمات الأيديولوجية في الماضي (فكرة)! وإذا كان بالفعل لديهما من فكرةٍ بديلة أو خطّةٍ قيد الدراسة، خاصةً أن لقائهما يجري بعدما فقدت حماس خزانها الأكبر في هذه الحرب من عدّةٍ وعتادٍ ورجال.
ما معناه، إذا لم يتم تقديم “الفكرة الأفضل” التي أشار إليها مور، فإن هذا قد يعني استمرار نمو الأيديولوجيات المتطرفة، سواء من حماس أو من الجماعات الأخرى، ما قد يؤدي إلى تصعيد في العنف وعدم الاستقرار في المنطقة برمّتها.
د. زاهر إحسان بعدراني
مكتب الرئاسة
تصريح
تيار المستقبل السوري