حول مطالب الشارع الثوري في الشمال السوري
تغيرت المعاملة التركية للسوريين في المرحلة السابقة، وحصلت أمور كثيرة تراكمية ساهمت في تغيير المزاج السوري في الشمال لينفجر حراكاً غير منضبط، أدى لتجاوزات سلبية بعد أحداث قيصري في تركيا.
منذ عمليات الترحيل القسرية للسوريين والتضييق عليهم قانونياً واجتماعياً، وإلى لحظة اعلان رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب اردوغان عن إمكانية التطبيع ودعوة بشار الأسد، مع ما حف ذلك من حملة إعلامية موجهة ومدروسة من قبل إعلام النظام السوري بأن لحظة تسليم المعارضين وتسليم المناطق للنظام السوري اقتربت، وأخيرا سقوط شهداء ومصابيين بالشمال بعد الحراك الأخير، مع تربص آخر لهيئة تحرير الشام ولقوات سورية الديمقراطية، كل ذلك وغيره أوجب قراءة جديدة وتعاملاً مختلفا بدأنا نلمح ارهاصاته في محاولة تجميع الشارع الثوري ضمن تجمع “اعتصام الكرامة” مستخدمين وصف أحرار السويداء لساحة الكرامة في إشارة لامتداد شعبي ثوري واحد.
ليصدر أخيرا ماسُمي (مطالب الشارع الثوري الثائر) في الشمال السوري، وعليه فإننا نعلن موقفنا من هذه المطالب لشعبنا وللتاريخ:
تيار المستقبل السوري يدعم حراك شعبنا السوري في الشمال ويؤيد “اعتصام الكرامة” ومحاولة تنظيم الصفوف واعادة الكلمة لشرعية الداخل.
تيار المستقبل السوري يتبنى مطالب الشارع الثوري الثائر فيما خص فتح تحقيق قضائي بحوادث اطلاق النار ومحاسبة الفاعلين وتعويض المتضررين.
تيار المستقبل يقف مع مطلب رفض التطبيع التركي مع النظام السوري ويعتبره شأنا تركيا داخليا لايخصنا، وعليه فإننا نطالب بفتح مقرات للمعارضة في مكان ثان خارج تركيا مع بقاء علاقات التحالف والصداقة، وضرورة استمراره مع تركيا على قاعدة المصالح المشتركة ووحدة المصير والتاريخ، مع تنظيم عمل القواعد العسكرية التركية بالشمال السوري بصما لا يجعلها تتدخل وتتحكم بادارة المنطقة، ولهذا فإننا نرفض إلحاق الشمال السورية للوالي التركي، بل يجب أن تتبع للحكومة المؤقتة التي تتعامل مع وزارة الخارجية التركية ومن يلزم التعامل معه معاملة ندية.
تيار المستقبل السوري يدعم تحرك الأتراك سياسيين ومجتمعا مدنياً لحماية السوريين من العنصريين الأتراك، ويسعى لمزيد تمتين للعلاقة فيما بيننا، لأن العنصرية والمعاملة السلبية مع اللاجئين السوريين ستكون عاملا سيئاً على الأتراك قبل السوريين.
تيار المستقبل السوري يرفض مطالبة الشارع الثوري إلغاءَ مؤسسات المعارضة من ائتلاف وحكومة مؤقتة وغيرها لإيمان التيار بضرورة ترك منهجية “الهدم” التي عُرف بها العقل السوري، بل ندعو إلى إصلاح هذه المؤسسات واعتبارها ملكاً للشعب السوري وإحدى مفرزات تضحياته، مما يوجب حماية هذه المؤسسات وصيانتها عن الخروج من الاحتضان الشعبي والتمثيل الثوري الحقيقي، وعليه فإننا ندعم فكرة تشكيل هيئة عليا لقيادة الثورة ولكن لتقوم باصلاح سير مؤسسات المعارضة وليس لهدمها والبدء من جديد.
تيار المستقبل السوري ينظر بتفاؤل كبير لاعتصام الكرامة في الشمال السوري ويُحذّر من اختطافه، ويُنبه على ضرورة التيقظ الشديد من كل عملية التفاف على مطالب شعبنا ومصالحه.