المكتب السياسيبيانات / تصريحات المكتب السياسي

توصية تيار المستقبل السوري للحكومة التركية حلول ومخارجَ ممكنةٍ لأزمة ترحيل اللاجئين السوريين

مقدمة:
في تصريح لرئيس الحكومة المؤقتة بتاريخ 14-3-2023 قال فيه: “الشّمال السوري قادرٌ على استيعاب المزيد من السوريين بسبب الاستقرار”! الأمر الذي لا يعكس الواقع بشكل مسؤول، ولعلنا نجد أنّ هذا التّصريح وأضرابَهُ من التصريحات ذات الصّلة، فيه تضليلٌ صريحٌ وواضحٌ للرأي العام بشكلٍ عام، وللحكومة التّركية بشكلٍ خاص عن ظروف الواقع الحاليِّ للشمال السوري! .
ومع أنّ القوانين الدّولية تمنع ترحيل أيَّ لاجئٍ إلى مناطق غير آمنة، وغير التي هُجّر منها، فإنّ قرار الحكومة التّركية ماضٍ بترحيل السورييّن المخالفين وتقليص أعدادهم باتجاهِ مناطق لم يتم الاعتراف بها من أي جهة على أنها آمنة أو مستقرّة.
تيار المستقبل السوري عَمِلَ على استبيانٍ سريعٍ (70 حالة من السوريّين) المتواجدين في تركيا، وعن أسباب تخوّفهم من التّرحيل من تركيا إلى الشّمال السوري، وكانت النتيجة كالتّالي:
%20 بسبب الوضع الأمني، وعدم وجود قضاءٍ مستقلٍ وقوانينَ ناظمةٍ في الشمال السوري.
%80 بسبب الواقع الاقتصاديِّ المتردّي، وعدم وجود فرص عمل كافية، ممّا يساهم في ارتفاع مستوى البطالة.
تيار المستقبل السوري، وانطلاقاً من هذا الاستبيان، فإنه مستعدٌّ لعقد لقاءاتٍ رسميةٍ مع كلٍّ من الحكومة والمعارضة في تركيا توضيحاً لخطورة المشهد الحالي، ويُقدّم توصيةً للحكومة التركية مفادها:
تيار المستقبل السوري يرى أنّ الحكومة التركية (باعتبارها الدّولة الوصيّة على مناطق الشّمال الغربيّ في سورية) فإنه يتوجَّبُ عليها قانونياً وأخلاقياً مساعدة السوريين في الوصول إلى حوكمةٍ حقيقيةٍ وشفافةٍ تخضع للمعايير الدوليّة، خصوصاً فيما يخصُّ تنظيم الفصائل العسكريّة، واستقلاليّة القضاء، وتمكين الجهات المختصّة بتطبيق وإنفاذ القوانين المرعيّة، ودعم قطّاعي التّعليم والصحة، كحلٍّ مؤقتٍ مع غياب التّسوية السوريّة الشّاملة.
تيار المستقبل السوري يوصي الحكومة التّركية (وحتّى الوصول للتّسوية الشّاملة) خلقَ بيئةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيَّةٍ آمنةٍ ومستقرّة في المناطق التي تخضع لوصايتها عبر مايلي:
1- استجلاب استثماراتٍ حقيقيّة وتنمويّةٍ للقضاء على البطالة المتوحّشة في الشمال السوري.
2- ضخِّ الأموالِ عبر تأسيس بنوكٍ تنمويّة في الشّمال السوري.
3- منح تسهيلات مالية أو قروضٍ متوسّطة وطويلةِ الأجل للشّركات والمؤسّسات التي تودّ الاستثمار في الشمال السوري
4- تسريع عملية البناء من جهة، والعمل على خطط سريعة تضمن استيعاب قطاعيّ التعليم والصحة أعدادَ الوافدين الجدد.
5- ضرورة إدراج أسماء المُرحّلين ضمن قواعد البيانات الرسميّة المعمول بها في الشمال السوري ضبطاً للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
6- إتاحة المجال للراغبين بالعودة الطوعية لخوض التجربة بمفردهم أولاً دون اصطحاب أسرهم، ولمدة زمنية تتيح لهم تأمين العمل و المسكن والحياة الكريمة.
7- التمكين الاقتصادي للشباب من خلال تحفيز الاقتصاد الرقمي، والذي تعتمد على تدريب الشباب على أدوات العمل عن بُعدٍ في تطوير وتنفيذ المنتجات والخدمات الالكترونية.
8- تسهيل ومنح الوثائق اللازمة لمرور المنتجات الزراعية والحيوانية الخام والنصف مصنعة بشكل مستمرٍ ومنضبطٍ وآمنٍ عبر الأراضي التركية، سواءٌ للاستخدام داخل تركيا، أوعلى شكل ترانزيت، مما له من دورٍ كبيرٍ في نمو هذا القطاع في الشمال السوري كونه المنتج الملائم لطبيعة الأرض ومهارات السكان.
9- دعم المدن الصناعية الحدودية الآمنة، والتي تُسهِّل عمل السوريين داخل تلك المناطق دونَ اضرارهم إلى دخول الأراضي التركية، ممّا سيحقق أهدافاً ربحيةً وتنمويةً كبيرةً للصّناعيين والعمّال السوريين في الشمال السوري.
تيار المستقبل السوري يرى أنّه في عدم وجود إصلاحاتٍ حقيقية في الشمال السوري فإنّ حالات الهجرة العكسية (غير الشرعية) باتجاه الأراضي التركية ومنها إلى أوروبا ستزداد، خصوصاً لفئة الشّباب الذين يفقدون الأمل بمستقبلٍ لهم داخل الوطن.
تيار المستقبل السوري يُحذّر من وجود نوايا بتعمّد تفقير الشّمال السوري، ممّا يجعل عمليات التّرحيل بمثابة حكم إعدامٍ مع وقف التَّنفيذ، كما أنه يفتح باب الارتزاق عن طريق التجنيد والعسكرة.
تيار المستقبل السوري يلفت عناية الحكومة التركية مِن خطورة استغلال التّهجير القسريّ من قِبَلِ المنظّمات الإرهابيّة و منها ”قسد“ وما ينتجُ عنه من ردّات فعلٍ سلبيّة لضمِّ أعدادَ منهم إلى صفوفها، واستغلال سوء أوضاعهم لضربِ استقرار تركيا في المستقبل!
تيار المستقبل السوري يرى أنَّ ترحيل السورييّن في هذه المرحلة الاستثنائية التي يخوض بها العالم أجمع معركته ضد تجارة المخدرات، و”زعيم الكبتاجون” يجعل من المُرحَّلين وجُلُّهم من فئة الشّباب (العاطل عن العمل) سوقاً لاقتناء المخدّرات وترويجه والمتاجرة به.
تيار المستقبل السوري يرى أن توسيع دور منظمات المجتمع المدني المحلية سيرمم الفجوة ويحقق الأثر المطلوب لتحقيق الاستقرارأولاً، والتنمية في العديد من المجالات ثانياً، وخاصة التّعليم والصحّة و التّمكين الاقتصادي، وذلك من خلال دعم برامج التعليم، ودعم المشاريع الصغيرة، وبرامج التّوعية من مخاطر المخدرات ومعالجتها، وبرامج الدعم النفسي للمحافظة على تكوين الأسرة والمجتمع والحدّ من ظاهرة الانتحار.
تيار المستقبل السوري يرى ضرورة العمل المستمر مع الحكومة التركيّة لتوحيد جهود المجتمع المُضيف في تركيا مع منظمات المجتمع المدنيِّ المحليّة، والجهات المعتمدة الممثِّلة للسّوريين اللاجئين وتجمّعاتهم، ووضع خطط مستدامة لوقف موجات التّحريض من المُغرضين (من الطرفين) وأدوات النّظام السوري من عملاء وجهاتٍ إعلامية، هو الطريق الأمثل والأسرع للوصول إلى الأهداف التي تنشدها الحكومة التركية في إيجاد حلول لأزمة اللاجئين السوريين في تركيا.
تيار المستقبل السوري يشدّد على ضرورة أنّ الحلّ الوحيد لعودة السورييّن بشكلٍ طوعيٍ وآمنٍ هو الاسراع في الوصول إلى تسويةٍ شاملةٍ، وتطبيق مقررات جنيف 2254.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى