حول تَسليم السِّلاح الكِيمَاوي السُّوري
تيار المستقبل السوري …
مُنذ الأياَّم الأولى للثَّورة السُّورية استَطَاعَ النِّظامُ وحُلفاؤُهُ استِغلالَ عَامِلِ الزَّمنِ لصَالِحِهِ مِن خِلالِ المُبَادَرَاتِ المُتَتَالِيَةِ والتي كَانَ النِّظامُ يَصْحَبُها بِمُسَلسَلاتِ الإِجرامِ مِن قَتلٍ وتَدميرٍ وَتَهجيرٍ ، فَصَدَقَ فيهِ وَفينا القَولُ العربيُّ : “الوَقتُ كالسَّيفِ إِنْ لَمْ تَقطَعهُ قَطَعَكَ” ، حتَّى بَلغنَا الاتفَاقَ الرُّوسيَّ الأمريكيَّ اليَومَ بتاريخ 2013/9/14 م والمُتَضَمِّن بَدءَ تَسليمِ النِّظامِ السُّوريّ الأَسلحَةَ الكيماويَّةَ حتَّى مُنتصَفِ 2014 ميلادي ، أي زَمَنَ استحقاق الانتخَابَات الرِّئاسيَّة في سُورية .
تيار المستقبل السوري …
كُنَّا وبفضل اللَّه مِن أوائلِ مَن دَعَا إلى تَسليطِ الضَّوءِ على جَرائمِ النِّظامِ ، حتَّى حين صَارَ بعضُ أقطابِ المُجتَمَع الدُّوليِّ يَتَحَدَّثونَ عن احتِمالِ تَوجيهِ ضّربّةٍ تَأديبيَّةٍ للنِّظامِ ، فإنَّنَا دَعَونا العَالمَ إلى الالتِفاتِ إلى جُرمِ القَتل دُونَ النَّظر إلى أداةِ الجَريمةِ ، فما تَقتُلُهُ طَائراتُ النِّظامِ ، وسَكَاكينُ الشَبيحَةِ ، والبُيوتُ المُهدَّمةُ على رُؤوسِ أَصحابها ، يُوازي في الجُرمِ القَتلَ باستخدامِ السِّلاح الكِيماويِّ .
تيار المستقبل السوري …
إنَّنا مَعَ هذا الاتفاق الدُّوليَِ وما تَوَصَّلَ إليه الوَزيران لافرورف وكيري بِشَأنِ تَسليمِ جَميعِ الأَسلحَةِ الكِيماويَّةِ المَوجودَةِ في قَبضَةِ النِّظام السُّوري ، وبذلك نُخالفُ اللِّواءَ سليم إدريس قَائدُ أركانِ الجَيشِ السُوريّ الحُرِّ والذي أَعلَنَ اليَومَ من اسطنبول رَفضَهُ لهذا الاتّفاقِ وَمَا يَتَرتَّبُ عليه .
تيار المستقبل السوري …
مَعَ عِلمِنَا المُسبَقٍ أنَّ النِّظامَ يُحاولُ كَسبَ الوَقتِ ، واللَّعبَ بجميعِ الأوراقِ المُتاحةِ بينَ يَدَيهِ ، فإنَّنا نَرى أنَّهُ إنْ تَحقَّقَ هذا الاتفاقُ عاجلاً أم آجلاً فهو إِيجابيٌّ ومُفيدٌ لسوريَّةَ المُستقبل ، فَنَحنُ نطمَحُ أنْ نَكونَ دولةً سَالمةً ومُسالمةً ، وآمنةً ومُحقِّقةً لأمن دُولِ الجوارِ ، ولنْ يكونَ ذلكَ إلاّ بنزعِ أسلحةِ الدَّّمَارِ الشَّاملِ والانضمِامِ إلى المُعاهداتِ الدُّوليَّةِ المُرتبطةِ بهذا الشَّأنِ.