المكتب السياسيالمكتب العلميقسم البحوث و الدراساتمقالات

قراءة مقارنية بين الحراك الفرنسي والسوري

أحزن كل الأحرار في العالم ما جرى في عاصمة النور فرنسا من ردود أفعال غاضبة على قتل الشاب المهاجر من أصول جزائرية بوعزيزي فرنسا ” نائل” رحمه الله وصبر قلب أهله, حيث قد توسعت رقعة التحركات لتشمل كثيراً من الضواحي الفقيرة المهمشة, اضافة لتحركات في العاصمة الفرنسية.

ونحن في تيار المستقبل السوري إذ نراقب مايجري في فرنسا هالنا بيان وزارة خارجية النظام السوري المزاود بالحكم والسياسة وحقوق الانسان على فرنسا, ولهذا قررنا عمل قراءة سريعة مقارنية بين الحراك الفرنسي والحراك السوري بالعموم, وبين ردود السلطة الفرنسية والسورية.

الحراك الفرنسيالحراك السوري
1- حالة تاريخية متكررة بسبب سياسة التهميش الحكومي للضواحي, اضافة لفشل ادماج المهاجرين بالثقافة الفرنسية رغم وجود أجيال متعددة, وهذه التحركات مالبثت أن انتهت دون المساس بالدولة الفرنسية ومكانتها, ودون مجازر.1- الحراك السوري هو الثالث بعد مرحلة الثمانينات, وحراك الكورد 2004م, ثم كان حراك 2011م, والذي استمر حتى هذه السنة, مع انهيار للدولة, وتشتت للشعب, ودمار للمؤسسات السورية وللعلاقات الشعبية, بسبب استبداد آل الأسد بالسلطة وعدم قبولهم القيام بأي اصلاحات سياسية, ومع استغراق المجازر في كل هذه الأحداث التاريخية.
2- شهد العالم كله حالات مخيفة ومخيبة لآمال الأحرار بسبب الأعمال التدميرية للممتلكات الخاصة والعامة من قبل الحراك الفرنسي.2- – لقد أثبتت كاميرات التصوير, وشهادتنا كسوريين جميعاً على سلمية حراك 2011م, وأنه لم يجري تدمير مؤسسة عامة أو خاصة, بل كان المتظاهرون يقومون بحماية الممتلكات العامة والخاصة, في مشهد تاريخي يُظهر حقيقة الوعي السوري الأصيل, وكيف تم تدميره خلال سنوات القهر والحرب اللاحقة. 
3- العداء والصدام السلبي بين قوات مكافحة الشغب من جهة, والمتظاهرين الفرنسيين من جهة ثانية.3- كان المتظاهرون يحملون الورود ويحيُّون الجيش وقوات الشرطة قبل أن تتدخل القوى الأمنية المخابراتية وتستخدم الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
4- رغم كل حالات الشغب والتخريب, فإن السلطة الفرنسية لم تتجاوز باستخدام القوى العسكرية, بل لازالت تكتفي باستدعاء قوات اضافية لقوى الشرطة المدنية ومكافحة الشغب.4- منذ الأيام الأولى استخدم النظام القنص والقتل والقبضة الأمنية الاستخباراتية والرصاص الحي, الذي أزكى نار التظاهرات السلمية لتشمل كامل الخريطة السورية.
5- كل المعتقلين الفرنسيين لايشعرون بالتهديد على حياتهم, بل يعلمون أنهم سيخضعون للقضاء المدني مع حرية تقديم محامي دفاع عنهم.5- أي معتقل سوري هو مشروع ضحية تعذيب كشفت بعضها صور قيصر, لدى الأفرع الأمنية المرعبة, حيث تعتبر أي تهمة ولو هتافا سلميا واحداً كافياً للتعذيب حتى الموت, ودون حق العرض على قضاء مدني وتوكيل محامي دفاع.
6- كان توجه الرئيس ماكرون منذ البداية معتمداً على احترام القانون وضرورة محاسبة المجرم مهما كان سواء من الشرطة أو المحتجين, وتطبيق العدالة دون محاباة أو تسييس.6- اتهم بشار الأسد المتظاهرين بأنهم مندسين وجراثيم منذ تصريحه الأول, بالاضافة لعدم محاسبة أي عنصر أمني فضلا عن المتسبب بالثورة العميد المجرم عاطف نجيب وكل من أجرم بحق الشعب.
7- رفض كل أشكال العنصرية والتبرؤ منها من قبل المؤسسة الشرطية.7- التغاضي عن السياسة العنصرية الطائفية من قبل الأجهزة الأمنية, والسماح للأصوات الطائفية بالتغول حتى اغتالت كل شيء في سورية.
8- الاعتماد على سلطة القانون وفرض هيبة واحترام الدولة.8- الاعتماد على الميليشيات الطائفية اللبنانية وغيرها منذ الأيام الأولى, وهدم مؤسسات الدولة, خصوصا المؤسسة العسكرية.
اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. الفرق الوحيد ان قطر و السعودية و امريكا ليست مهتمة بتمويل المتظاهرين والمخربين في فرنسا كما كانت في سوريا وكفى نفاقاً، نحن ضد بشار الاسد ولكن هذه المقاربة نفاق وغير صحيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى