تيار المستقبل السوري والوحدة
كان لنضال الشعوب في تحصيل استقلالها من الاحتلال الغربي، أن جعل الحدود الوطنية تُرسم حسب إرادتها وكفاحها، وهكذا حتى استقرت بالعرف الدولي على الشكل الذي هي عليه اليوم.
خرج مفهوم “الوحدة” في العالم العربي رداً هوياتياً على التقسيم الغربي للعالمين العربي والإسلامي عبر منهجين:
- منهج قومي، يدعو للوحدة العربية بين جميع البلاد العربية تحت قيادة واحدة، حتى استطاعت أخيراً أن تتمثل في منظمة الجامعة العربية، والتي سعى لها القوميون لتكون باكورة للوحدة الحقيقية، فتجعل الأوطان العربية وطناً واحداً.
- منهج الحركة الإسلامية المعاصرة، والتي سعت لتعود البلاد المسلمة جميعها تحت قيادة واحدة، على اعتبار مفهوم الخلافة التاريخي، ليتم تأسيس رابطة العالم الإسلامي، باكورةَ توحيدٍ للعالم الإسلامي كله!
كان الحكم العسكري لدى أغلب البلاد العربية والإسلامية سبباً في تمزيقهما، وخلق وبثّ الفتن بين الشعوب، لإشغالها عن مفهوم الوحدة بالكامل.
تيار المستقبل السوري يرى أن “الوحدة” مقصدٌ غائيٌّ مرتبطٌ بأبعاد متعددة، سواء أكانت اجتماعيةً، أو نفسيةً، أو روحيةً، أو حتّى فلسفية! وبذلك تُعتبر هدفاً أو حالةً يسعى الأفراد أو الجماعات لتحقيقها.
تيار المستقبل السوري يؤمن أن “الوحدة” مفهومٌ وطنيٌّ، لا يسمح بتفتيت المُفتّت، ولا تقسيم البلاد أكثر مما هي مقسمّةٌ عليه، وبالتالي فإننا ندعو لإقامة الدولة الوطنية الحديثة، على اعتبارها الحلَّ الواقعي الوحيد لإنهاء الاستبداد الوطني.
تيار المستقبل السوري يرى أنّ “الوحدة” بأيٍّ من صورها وتجلّياتها، حقٌّ طبيعيٌّ للشعوبِ نسعى لتعزيزه وتمتينه.
تيارالمستقبل السوري يؤمن بـِ المواطنة العالمية من خلال ترسيخ مفهوم الوحدة الإنسانية، على اعتبارها غايةً فُضلى لتحقيق مفهوم “الوحدة” بأسمى حالاته، عبر اتفاقٍ عالميٍّ، ترعاه قوانين تحفظ خصوصية المجتمعات والشعوب، وتعطيها حريتها الحقيقية ضمن إطار حقوق الإنسان الواحدة.
تيار المستقبل السوري يؤمن أن مفهوم “الوحدة” يتحقق من خلال تفعيل حرية التعبير والتعددية، بطريقةٍ مجتمعيةٍ تفاعلية، بحيث تُمثّل مقاربتها أساساً للتقدم والتنمية والحداثة في المجتمع السوري.
تيار المستقبل السوري يؤمن أن “الوحدة” تتعلق بالاتحاد الاختياري بين الشعوب التي تدرك ضرورة وحدتها، على اعتبارها مكسباً استراتيجياً تنموياً مستداماً، يعزز من إمكاناتها العالمية، ويزيد من مكتسباتها الاقتصادية والسياسية.
تيار المستقبل السوري يرى ضرورة الحفاظ على “الوحدة السورية” مجتمعياً وسياسياً، وحماية الدولة والمجتمع من الدعوات الانفصالية، الداخلية منها والخارجية.
تيار المستقبل السوري يؤمن أن العمل لتحقيق “الوحدة” يحتاج تكاتف المجتمع المدني كله صفاً واحداً، مهما اختلفت تصوراته، وأن أولى خطوات تحقيق الوحدة الوطنية يكمن في توحيد أهداف المجتمع المدني.
تيار المستقبل السوري يرى أن “الوحدة” مفهومٌ مساعدٌ لتقليص الفوارق الدينية والفروقات القومية وغيرها، ومصدر غنىً للمجتمع بأسره، وعاملٌ رئيسيٌّ في تقويته وتنميته.
تيار المستقبل السوري يرى أن البديل عن “الوحدة” هو التقوقع المستمر، وانفراط عقد الوطن والمجتمع ضمن كانتوناتٍ هشَّةٍ وضعيفةٍ، ما تلبث أن تنقسم على نفسها دون حد.
تيار المستقبل السوري يرى أن الاستبداد والفساد يستغلان شعار “الوحدة” لتحقيق مصالح ضيقة، وأنّ الحل يكمن بتعريتهما، وتسليط الضوء في المجتمع عليهما حتى لا يُقوّضا مشروع الشعوب في إحياء المواطنة العالمية من خلال ترسيخ مفهوم الوحدة الإنسانية بينها.