المكتب الإعلاميالمكتب العلميقسم البحوث و الدراساتمقالات

الصحافة السورية الواقع والحلول

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام ليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.

تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة يعود إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991، وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة، يُعتبر يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، كما يساعد الإعلاميين للنقاش حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة وتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها

تتأثر الصحافة والتي هي من الإعلام المعاصرة بشكل مباشر ومستمر بالتحولات التي تشهدها البيئات التكنولوجية والسياسية والثقافية، حيث تتطور الصحافة في سياقات التحولات التكنولوجية وما يُسمَّى الاضطراب المعلوماتي، كما أن الصحافة المعاصرة تتزاوج فيها بشكل متآلف المعايير المثلى للصحافة بالتكنولوجيا، وهي تتأثر بالتحولات التي تشهدها البيئات التكنولوجية والسياسية والثقافية.
ظهر الإعلام المعاصر بسبب تطور وازدهار الوسائل الإعلامية التقليدية، وبالتالي كان لها تأثير على كافة الشرائح المجتمعية، حيث ساهم الإعلام المعاصر بإحداث تأثير عميق في حياة المجتمعات مع ظهور الصحف، الفضائيات، شبكات الهاتف بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية.

أهمية الصحافة:
تلعب الصحافة دوراً هاماً في الإعلام المعاصر، وتتمثل أهميتها في النقاط التالية:

  • تُعتبر الصحافة أداة رئيسية لحرية التعبير، حيث تمنح الناس الحق في إبداء الرأي وتُعبّر عن مختلف الآراء في المجتمع.
  • تحتل الصحافة دوراً مهماً في المجتمع الديمقراطي، حيث تُؤثر بشكل كبير بصنع الرأي العام.
  • تُعد الصحافة حلقة وصل بين السلطات والناس، وتضم الصحيفة مواهب عدّة من الصحفيين.
  • تهدف الصحافة بشكل أساسي إلى مساعدة الناس على إدراك حقوقهم.
  • تُعد خدمة المواطنين هدفاً أساسياً لوجود الصحافة.
  • تلعب الصحافة دوراً رئيسياً في تنمية الأمم والشعوب.
  • تعد أهداف الصحافة غير محددة بالتكنولوجيا ولا بالصحفيين أو التقنيات التي يستخدمونها، وإنما يتمّ تحديد مبادئ الصحافة والغرض منها من خلال أمر أكثر أهمية وهو الوظيفة التي تلعبها الأخبار في حياة الناس.

واقع الصحافة في سورية:
يتأثر واقع الصحافة في سورية بشكل كبير بالظروف السياسية والأمنية في البلاد، فهناك تقارير تشير إلى تعرض الصحفيين والإعلاميين لانتهاكات متعددة، ففي السنوات الأخيرة، تم توثيق 68 حالة انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين في سورية خلال عام 2021، الانتهاكات تشمل حالات الاحتجاز والاعتقال، وقد تم توثيق العديد من هذه الحالات.
ومع ذلك، يستمر الإعلاميون في سورية بممارسة مهنتهم رغم التحديات الكبيرة، حيث يتطلب هذا العمل شجاعة كبيرة والتزامًا بالحقيقة والمهنية الصحفية.
وأما واقع الصحافة في المناطق السورية المحررة، فيتأثر بشكل كبير بالظروف السياسية والأمنية في البلاد، فالصحافة في هذه المناطق تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الرقابة الصارمة والتهديدات الأمنية، في السنوات الأخيرة، تم توثيق العديد من الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين في المناطق المحررة، هذه الانتهاكات تشمل حالات الاحتجاز والاعتقال.
وأما واقع الصحافة السورية خارج سورية، فإنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الرقابة الصارمة والتهديدات الأمنية، ففي السنوات الأخيرة، تم توثيق العديد من الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين السوريين في الخارج، هذه الانتهاكات تشمل حالات الاحتجاز والاعتقال أيضا.
وفي الحديث عن واقع الصحافة الرقمية المعاصرة في سورية، يجدر القول أنها أيضا تتأثر بشكل كبير بالظروف السياسية والأمنية في البلاد،
وفي دراسة سابقة لمكتبنا الاعلامي في تيار المستقبل والتي كانت بعنوان: (الواقع الاعلامي السوري خارج سيطرة النظام السوري)، تم التفصيل في واقع الاعلام عموما، حيث تحدثت الدراسة عن أنواع مختلفة من الإعلام، تختلف حسب الشكل والمحتوى والجمهور، ولعل بعض الأنواع الشائعة من الإعلام السوري:

  • الإعلام المطبوع: وهو الذي يستخدم الورق والحبر والطابعة لعرض المعلومات، مثل الصحف والمجلات والكتب والمنشورات.
    هذا النوع من الإعلام يعتبر قديماً وتقليدياً، لكنه لا يزال ذا أهمية ومصداقية في المجتمعات، ومنها: صحيفة “عنب بلدي” الأسبوعية التي انطلقت من مدينة داريا بريف دمشق، ومجلة “أوكسجين” في الزبداني بريف دمشق الغربي، و”حبر” و”زيتون”، و”سوريتنا” و”طلعنا عالحرية” التي تتبع لجان التنسيق المحلية، وصحيفة “عين المدينة”، “صدى الشام”، و”كلنا سوريون”، و”رؤية سورية”، و”الغربال”، و”حنطة”، و”طيارة ورق”.، ووصلت أعداد صحف ومجلات الإعلام البديل التي صدرت خلال الفترة ما بين أيار 2011، ومطلع 2020، في الداخل السوري ودول اللجوء، خصوصاً تركيا، إلى أكثر من 360 صحيفة ومجلة مطبوعة ورقياً، وإلكترونية مصممة بقالب طباعي، ويحتفظ موقع “أرشيف المطبوعات السورية”، بأعداد لـ 304 صحيفة ومجلة، ولكن للأسف لم يبق منها سوى 12 ما تزال نشطة حتى اليوم، بعضها بصورة متقطّعة.

حلول للمشكلات:
هناك العديد من الحلول المقترحة لمشاكل الصحافة في سورية، بعض هذه الحلول تشمل:

  1. ضمان حرية الصحافة وحماية الصحفيين من الانتهاكات.
  2. توفير التدريب والتعليم للصحفيين لتعزيز مهاراتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات.
  3. تعزيز الشفافية والمساءلة في الصحافة، وتشجيع الصحفيين على الإبلاغ عن الفساد والانتهاكات.
  4. تعزيز الصحافة المستقلة وتوفير الدعم للصحفيين الذين يعملون بشكل مستقل.
  5. توفير الدعم المادي والمعنوي للصحفيين، بما في ذلك الدعم النفسي للصحفيين الذين يعملون في ظروف صعبة.
    وأخيرا، فإننا في تيار المستقبل ندعو لمزيد دعم للصحافة السورية، باعتبارها رافعة حضارية للبلد، وسببا من أسباب رفع الوعي للشعب السوري ومحاصرة السلطة وتسليط الضوء على سياساتها لمكاشفة السوريين بها.

ابراهيم مصطفى
المكتب الإعلامي
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى