تمكين المرأة في شمال سورية: استراتيجيات تعزيز دورها المدني
يعد تمكين المرأة في شمال سورية قضية حاسمة تتطلب اهتماماً فورياً، حيث تواجه المرأة في هذه المنطقة تحديات عديدة بسبب المعايير الثقافية والتقليدية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والصراع المستمر، والفرص الاقتصادية المحدودة.
ومع ذلك، يمكن تنفيذ استراتيجيات لتعزيز دور المرأة المدني وضمان حقوقهن ومشاركتهن في المجتمع، سوف يستكشف هذا المقال ثلاث استراتيجيات رئيسية لتمكين المرأة في شمال سورية:
١- توفير التعليم للفتيات والنساء.
٢- ضمان وصول المرأة إلى الفرص الاقتصادية.
٣- تشجيع مشاركة المرأة في السياسة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تقديم الحجج المضادة لتقديم تحليل شامل لهذه القضية.
- يعد توفير التعليم للفتيات والنساء أمرًا بالغ الأهمية لتمكينهن في شمال سورية، يمكن للتعليم أن يحسن فرص العمل للنساء، وتمكينهن من المساهمة في الاقتصاد والحد من الفقر.
علاوة على ذلك، يمكن للتعليم أن يحسن النتائج الصحية للنساء وأُسرهنّ من خلال تزويدهن بالمعرفة حول الصحة والنظافة، كما يمكن لتعليم المرأة أن يمكّنها من المشاركة في الحياة المدنية، حيث من المرجح أن تكون المرأة المتعلمة ناشطة سياسياً وتشارك في المنظمات المجتمعية. ولتحقيق ذلك، لا بد من إنشاء المدارس وإتاحتها لجميع الفتيات والنساء في شمال سورية. - يعد ضمان وصول المرأة إلى الفرص الاقتصادية بمثابة استراتيجية أخرى يمكنها تمكين المرأة في شمال سورية.
ومن شأن التمكين الاقتصادي أن يزيد من مشاركة المرأة في صنع القرار، حيث سيكون لديها المزيد من الموارد الاقتصادية والاستقلال.
علاوة على ذلك، يمكن للتمكين الاقتصادي أن يقلل من العنف القائم على النوع الاجتماعي حيث تصبح المرأة أقل اعتماداً على الرجل للحصول على الدعم المالي، ومن الممكن أن يؤدي التمكين الاقتصادي للمرأة أيضًا إلى تحسين استقلالها المالي، مما يسمح لها باتخاذ قرارات تعود بالنفع عليها وعلى أسرتها.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال تزويد النساء بإمكانية الوصول إلى الائتمان والتدريب والموارد اللازمة لبدء أعمالهن التجارية. - يعد تشجيع مشاركة المرأة في السياسة أمرًا بالغ الأهمية أيضًا لتمكين المرأة في شمال سورية، يمكن أن تؤدي المشاركة السياسية للمرأة إلى سياسات أكثر شمولاً تعالج احتياجات المرأة واهتماماتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاركة السياسية للمرأة أن تتحدى الأدوار التقليدية للجنسين، مما يؤدي إلى تحول في الأعراف الاجتماعية التي تحد من مشاركة المرأة في المجتمع. كما يمكن للمشاركة السياسية للمرأة أن تشجع الفتيات الصغيرات على القيام بأدوار قيادية، مما يلهم الجيل القادم من القيادات النسائية. ولتحقيق ذلك، تحتاج المرأة إلى تشجيعها على المشاركة في السياسة وتزويدها بالدعم والموارد اللازمة للترشح للمناصب.
ومع ذلك، هناك العديد من الحجج المضادة التي يجب أخذها في الاعتبار عند مناقشة استراتيجيات تمكين المرأة في شمال سورية، قد تحد الأدوار التقليدية للجنسين من مشاركة المرأة في السياسة، حيث قد يتم تثبيط النساء من المشاركة بسبب الأعراف الاجتماعية. وقد تفتقر النساء أيضًا إلى الثقة اللازمة للمشاركة في السياسة وقد يواجهن رد فعل عنيفًا بسبب مشاركتهن. ولذلك، لا بد من تنفيذ استراتيجيات لتغيير الأعراف الاجتماعية وتوفير الدعم والموارد للنساء الراغبات في المشاركة في السياسة.
قد تكون الفرص الاقتصادية محدودة في شمال سورية بسبب الصراع المستمر. وقد يحد الصراع من فرص العمل للنساء، وقد تفتقر النساء إلى إمكانية الوصول إلى الائتمان والموارد الأخرى اللازمة لبدء الأعمال التجارية. بالإضافة إلى ذلك، قد تتأثر النساء بشكل غير متناسب بالعقوبات الاقتصادية، مما يحد من فرصهن الاقتصادية. لذلك، يجب تنفيذ الاستراتيجيات لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها المرأة في شمال سورية، مثل توفير التدريب والموارد لبدء الأعمال التجارية ودعم المبادرات التي تقودها النساء.
قد يكون التعليم محدودًا أيضًا في شمال سورية بسبب الصراع المستمر والحواجز الثقافية. فتدمير المدارس وتعذر الوصول إليها بسبب النزاع، وعدم تمكنهن من السفر للالتحاق بالمدرسة، كل ذلك يعد عقبات رئيسية وحقيقية! علاوة على ذلك، قد تحدُّ الحواجز الثقافية من حصول المرأة على التعليم، حيث أن بعض الأسر قد لا تعطي الأولوية لتعليم الفتيات. ولذلك، يجب تنفيذ استراتيجيات لتوفير التعليم للفتيات والنساء في شمال سورية، مثل بناء المدارس وتوفير وسائل النقل والموارد للفتيات والنساء اللاتي يرغبن في الالتحاق بالمدرسة.
إن تيار المستقبل السوري يعتبر أن تمكين المرأة في شمال سورية أمرٌ بالغ الأهمية لنيل حقوقها، ومشاركتها الفاعلة والمؤثرة في المجتمع.
ويمكن تنفيذ استراتيجيات مثل توفير التعليم للفتيات والنساء، وضمان وصول المرأة إلى الفرص الاقتصادية، وتشجيع مشاركة المرأة في السياسة لتحقيق ذلك. ومع ذلك، يجب أخذ الحجج المضادة مثل الأدوار التقليدية للجنسين، والفرص الاقتصادية المحدودة، والتعليم المحدود بعين الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات.
لذا، فإن هناك حاجة إلى بناء منهاج شامل ومتعدد الأوجه لتمكين المرأة في شمال سورية وضمان مشاركتها الكاملة في المجتمع، ربما نحتاج إلى ربع قرن كامل للبدء بالشعور بنتيجة هذه الاستراتيجيات إذا نجحنا بتجاوز الصعوبات أولاً!.
وهيبة المصري
مكتب شؤون الاسرة
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري