المكتب العلميقسم البحوث و الدراساتكاتبوا التيارمقالاتمكتب شؤون الأسرةوهيبة المصري

أوجه من معاناة المرأة السورية في دول اللجوء

مقدمة:
في التاريخ النسائي المعاصر هناك العديد من النساء اللاجئات اللواتي أظهرن نجاحًا ملموسًا في دور المشاركة والقيادة، مثل:

  1. نادية مراد (Nadia Murad):
    • وهي ناجية من الاسترقاق الجنسي والعبودية الجنسية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق.
    • حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2018 لجهودها في التوعية بجرائم الاسترقاق الجنسي والعنف ضد النساء.
  2. ملالا يوسفزاي (Malala Yousafzai):
    • ناشطة باكستانية لحقوق التعليم.
    • أصبحت أصغر شخص يحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2014.
    • تعمل على تعزيز التعليم للفتيات في جميع أنحاء العالم.

الأمثلة كثيرة ونراها في واقعنا ولو لم يُظهرها الإعلام، فهناك العديد من النساء اللاجئات اللواتي يساهمن بإلهامهن ونشاطهن الإيجابي والبنّاء في مجتمعاتهن والعالم بأسره.

المرأة السورية واللجوء:
تعاني المرأة السورية في دول اللجوء من مجموعة من التحديات الاجتماعية، من هذه المعاناة:

  1. اللجوء غير الشرعي والتهريب: حيث اضطرت العديد من النساء السوريات للنزوح بطرق غير شرعية، مما عرضهن للمخاطر والاستغلال المادي والجنسي، إضافة إلى أن الأمهات المرافقات للأطفال يواجهن نفس المخاطر.
  2. العقبات الاجتماعية والدينية: ففي دول اللجوء، يواجهن قيودًا على حركاتهن بسبب القوانين والتقاليد الاجتماعية، حيث يُشترط في بعض الحالات وجود رجل مرافق (محرم) من أقارب الدرجة الأولى.
  3. التحديات في الاندماج والحصول على حياة كريمة: فاللجوء يعني تغيير نمط الحياة المعتاد، وهذا يؤثر على الاندماج والتكيف مع المجتمعات المضيفة، لهذا فإن النساء السوريات يواجهن صعوبات في الحصول على فرص للعمل والتعليم.
  4. التوتر العائلي والعنف المنزلي: وهذا يشمل النزوح الداخلي والعيش في المخيمات أيضا، والذي يزيد من التوتر العائلي والعنف المنزلي، فالأمان والحماية يشكلان تحديًا للنساء والأطفال على نفس السوية.

على الرغم من هذه التحديات، العديد من السوريات يعملن على تحقيق الاستقلالية وبناء قدراتهن، متحديات المعوقات المجتمعية والاقتصادية، وهدفنا في هذا المقال كما يجب أن يكون كل النشاط التوعوي مُنصباً على ضرورة أن يراعي الجميع المساواة الجندرية والعمل من أجل توفير الفرص وحقوق النساء في دول اللجوء.

منذ اندلاع النزاع المسلح بسبب عنف النظام السوري في سورية في عام 2011، اضطرت مئات الآلاف من النساء السوريات للنزوح قسرًا من بلادهن، هذا النزوح غالبًا ما يكون غير شرعي، مما يعرضهن للعديد من المشاكل والمخاطر.

خطوات تساعد المرأة السورية:
تلعب الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني دوراً حيويا في تحسين وضع المرأة اللاجئة، منها:

  1. الدعم النفسي والاجتماعي: حيث تقدم الجمعيات دعمًا نفسيًا للنساء اللاجئات اللواتي يعانين من صدمات نفسية نتيجة للنزوح والحروب، عبر تنظم جلسات توجيهية وورش عمل لتعزيز القوة النفسية والتكيف مع الظروف الجديدة.
  2. التوعية والتثقيف: لعل أهمية الجمعيات يكمن في توعية النساء اللاجئات بحقوقهن وفرصهن وتقديم معلومات حول الصحة والتعليم والعمل والعنف الأسري.
  3. الدعم المادي والاقتصادي: حيث تقدم بعض الجمعيات المساعدات المالية للنساء اللاجئات لتحسين ظروفهن المعيشية لمساعدتهن في تعزيز القدرات الاقتصادية من خلال تدريبات مهنية وبرامج تمويل للمشاريع الصغيرة.
  4. الدفاع عن حقوق النساء: تعمل بعض الجمعيات على تعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية للنساء اللاجئات، كما تسعى للضغط من أجل تطبيق القوانين والسياسات التي تحمي حقوق النساء.
  5. التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية: سواء من الحكومات أوالمنظمات الدولية وذلك لتحسين الخدمات المقدمة للنساء اللاجئات، كما تشارك في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين.

باختصار، دور الجمعيات يساهم في توفير الدعم الشامل والمستدام للنساء اللاجئات، ويسعى لتحقيق تحسين في حياتهن وتمكينهن من المشاركة الفعّالة في المجتمعات المضيفة.

هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تساعد النساء اللاجئات السوريات في مختلف البلدان، منها:
١- منظمة مساعدة اللاجئين في تركيا (UNHCR): تقدم دعمًا للنساء اللاجئات السوريات في تركيا.
٢- جمعية النجدة الاجتماعية: تعمل على دعم النساء اللاجئات الفلسطينيات في لبنان وأحيانا السوريات، حيث يعاني لبنان من ضعف نشاط الحركات النسوية السورية.
٣- تجمُّع سنا لدعم المرأة السورية، والذي يقدم دعمًا للنساء السوريات في تركيا.

هناك المزيد من الجمعيات والمنظمات التي تعمل على دعم النساء اللاجئات في مختلف البلدان، مثل الأردن والعراق، ولكن بشكل خجول.

خاتمة:
تحتاج النساء السوريات لمساعدة أكبر في كافة المجالات، وكما الحال في دول اللجوء فهناك معاناة واضحة وجلية في مناطق النزوح الداخلي في سورية، والتي تفتقر للتمويل والدعم مثل دعم الحالات المنتشرة بسبب اللجوء الخارجي.
للأسف، ففي ظل الواقع النسوي المُتقاعس، وابتعاد النسويات السوريات من التأثير الإيجابي لمصلحة المستضعفات من أبناء بلدهن، تظهر الحاجة الماسة لتضافر مختلف الجهود في حماية المرأة، كونها الحلقة الأضعف في مجتمعنا، لهذا فإننا نوصي في مكتب شؤون الأسرة بمايلي:

  • الاهتمام بالسوريات اللواتي يعانين من صعوبات اللجوء خارج سورية بشكل أكبر.
  • ربط تلك الجهود بالداخل السوري واعتبار النزوح الداخلي مشكلة مثل اللجوء الخارجي، ونحن في تيار المستقبل السوري متعاونون جدا في مقرينا بمدينتي اعزاز وعفرين ومنفتحون على أي تواصل وتنسيق لدعم المرأة السورية في الداخل.
  • الاستفادة من المجتمع الدولي في زيادة نشاط الجمعيات النسوية التي تهتم بمعالجة قضايا المرأة السورية وهمومها وتخفيف معاناتها.

وهيبة المصري
مكتب شؤون الأسرة
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى