المكتب الإعلاميدرع التيارصور أرشيف المكتب الإعلاميقسم الأرشيف

المكرم رقم (11) ماري عجمي

“إلى الذين يؤمنون أنّ في نَفَس المرأة قوّة تميت جراثيم الفساد، وأنّ في يدها سلاحًا يمزّق غياهب الاستبداد، وأنّ في فمها عزاءً يخفّض وطأة الشقاء البشري، إلى الذين لهم الغيرة والحميّة، إلى الذين يمدّون أيديهم لإنقاذ بنات جنسهم من مهاوي هذا الوسط المشوّه، أقدّم مجلّتي”.
افتتاحية مجلة العروس بقلم: ماري عجمي.

ماري عبده عجمي، شخصية نسائية سورية ولدت في دمشق 1887م، من أسرة حموية الأصل، وكنية العجمي بسبب عمل جدها “يوسف” بتجارة الحُليِّ والمصوغات من دمشق لبلاد فارس، فقيل له “العجمي”.

درست في المدرسة الروسية والإيرلندية، ونالت شهادتها سنة 1903م، لتمارس التعليم عاماً واحداً قبل أن تلتحق بمدرسة التمريض في الكلية الأمريكية في بيروت.

كتبت في عدد من الصحف السورية باسم مستعار “ليلى”، ولما ذاع صيتها كتبت باسمها الصريح، وراسلت صحفاً متنوعة في لبنان ومصر، حيث غلب على كتابتها التوجه التربوي حول الآمال المعقودة على النهضة.

أطلقت أول مجلة نسائية في سورية عام 1910م، باسم (مجلة العروس)، حيث أحدثت تغييراً في نظرة المجتمع نحو المرأة.

أسست خلال أربع سنوات توقفت فيها مجلتها (1914 – 1918)، معهداً تعليمياً بنفسها يُعنى بالحس الوطني الصحيح للطالبات ومناهضة الاستعمار الفرنسي.

أسّست مع نازك العابد النادي النسائي الأدبي، ثمّ جمعيّة نور الفيحاء، ومدرسة بنات الشهداء، كما انتُخبت عضوًا في الرابطة الأدبية التي أسّسها خليل مردم بيك، وكانت المرأة الوحيدة فيها، لتنال ماري عجمي الجائزة الأولى من الإذاعة البريطانية عام 1947م

كانت ناشطة ضد مدارس الانتداب الفرنسي، وضد محو التاريخ والهوية الوطنية.

توفّيت ماري عجمي في دمشق عام 1965 عن عمر ناهز 77 عامًا بعد أن عاشت نهاية عمرها في عزلة بسبب المرض، ولم يرافقها إلى المقبرة سوى 16 شخصًا من أقاربها ليس بينهم أديب إلّا فؤاد الشايب.

إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر تاريخنا الوطني عبر شخصياته المؤثرة، نؤكد أن سورية تملك من الشخصيات خصوصاً النسائية منها ما حاول النظام السوري طمسهُ لإظهار رمزية سلطة الأسد وحده، والقضاء على نساء سورية الكبار، ولأجل تاريخها الثقافي والوطني من خلال قلمها وخطاباتها ومواقفها السياسية، ووعيها بأهمية المثقف ودوره في تأكيد قيم التحرر من الاستعمار عبر المحافظة على الهوية الوطنية التي نحملها في تيار المستقبل السوري، وعرفاناً منّا بالجميل لقامات سورية ورجالاتها العظماء، فإننا نقدّم درع تيار المستقبل السوري هذا الأسبوع لـِ العظيمة السورية “ماري عجمي”، درعاً سوريّاً رمزيَّاً يحمل رؤيتنا ومنهجنا الوطنيَّ الجامع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى