إيمان المحمدالمكتب العلميقسم البحوث و الدراساتكاتبوا التيارمقالاتمكتب شؤون الأسرة

الطفولة واستخدام الهواتف

أضحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبات تأثيرها على الأطفال، لا البالغين فحسب! وامتد إلى أن بلغ مرحلة الطفولة.
يكشف هذا المقال بعض الجوانب المهمة لتأثير الهواتف على الأطفال!
فاستخدامها بشكل مفرط يمكن أن يؤثر على تطور العقل لديهم بحسب بعض الدراسات العلمية الطبية والنفسية، ما يقلل من قدرتهم على التفكير النقدي والتفاعل الاجتماعي، كما بات استخدامهم الهواتف الذكية على حساب الوقت الذي من المفروض أن يقضوه متفاعلين مع أقرانهم، والتعلم من تجاربهم.
ومما ثبت أثره السلبي، أن الاستخدام المفرط للهواتف قبل النوم يمكن أن يؤثر على نوعية النوم لدى الأطفال، وقد يؤدي الجلوس المطول أمام الشاشات إلى نقص النشاط البدني وزيادة مشاكل الظهر وآلام الرقبة.
كما ويؤدي الاعتماد الزائد على الهواتف إلى انفصال الأطفال عن العالم الحقيقي وتفاعلهم مع الشاشات فقط، ما يعني تغيير سلوكهم تدريجياً، وجعلهم أكثر انطوائية وانعزالاً.

سلبيات الاستخدام غير المدروس للهاتف على الأطفال:
كثير من الدراسات تحدثت عن سلبيات متعددة لاستخدام الهواتف الحديثة للأطفال بشكل غير مدروس، من تلك السلبيات:

  1. ضعفهم في أداء المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب.
  2. تقديم معلومات مضلِّلة، فمن الصعب على الأطفال تمييز المعلومات الصحيحة من المعلومات الخاطئة، وبسبب حساسية عمرهم فإنهم سيكتسبون معارف مُضللة، وقد يعتبرونها صحيحة، وتكمن الخطورة هنا في أن تكون تلك المعلومات مؤذية للطفل بشكل ما، ما يؤثر على الطفل في مشوار حياته ككل.
  3. تقليص دور المعلم كمصدر رئيسي للمعرفة والتعلم.
  4. التأثير على الصحة، كآلام الظهر وتقليل النشاط البدني.
  5. الإطلاع على إعلانات لا تليق بعمرهم، ما قد يصدمهم نفسياً.
  6. ضجرهم بعمر صغير من عائلاتهم، ومقارنتها بمن يرونه ويتابعونه من مشاهير السوشيال ميديا.

الحالة العمرية:
إن تأثير استخدام الأطفال للهواتف الحديثة والإنترنت قد يختلف بناءً على العمر والتطور النفسي للفرد، ويمكن تبسيط ذلك بالآتي:
• الأطفال الصغار (تحت سن 2 سنة) لا يُفضل تعريضهم للشاشات الرقمية بشكل مباشر، ويُفضل تفاعلهم مع العالم الحقيقي واللعب الإبداعي.
• الأطفال الصغار (من 2 إلى 5 سنوات) حيث يُفضل تقديم محتوى رقمي ملائم لهم، وتحت إشراف مباشر، دونما إهمالهم، مع الحد من الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات وتوجيههم نحو الأنشطة البدنية والاجتماعية.
• الأطفال الأكبر سنًا (من 6 سنوات فما فوق) في هذا العمر يُراعى التوازن بين استخدام الأجهزة الذكية والأنشطة الأخرى، إذ يُفضل تحديد قيود لاستخدام الأجهزة مع توعيتهم بشكل تدريجي على القضايا التي يتابعونها، وتشجيعهم على القراءة واللعب في الهواء الطلق.

نصائح تربوية:
يقول الشافعي: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر، وبالتالي يجب على الأهل ملئ وقت أطفالهم بالألعاب والأعمال المفيدة، نضع بعضها هنا، مع ضرورة البحث عما يملئ وقت الطفل بما لايترك فراغاً لديه:

  1. ألعاب الألغاز:
    قِطَع الصور وتجميعها مرة أخرى لحل الألغاز.
    لعبة البزل لجمع صور ما تحمل محتوى معين.
    لعبة التجميد: تشغيل موسيقى أو فيديو وتوقيفه فجأة، بحيث يُطلب من الأطفال التجميد في مكانهم مع توقف الموسيقى أو الفيديو.
  2. القراءة:
  • تشجيع القراءة لكتب ملائمة لعمرهم.
  • وضع محتوى قراءة ممتع في مختلف أنحاء المنزل.
  • تحفيظهم للقرآن والأحاديث والأشعار والمتون والأرجوزات التي تقوّي ملكة الحفظ لديهم، وتنمي مداركهم بشكل تدريجي.
  1. الأنشطة اليدوية:
  • صنع الأساور أو اللوجات باستخدام الخرز.
  • الرسم على الرمال أو الخشب.
  • استخدام الطلاء لتزيين القمصان والملابس مثلا.
  • صنع أشكال ممتعة باستخدام المعجون وتلوينها.
  1. الألعاب الجماعية:
  • لعبة الغميضة: تغطية عيني الطفل والبحث عن أصدقائه المختبئين.
  • ألعاب الرياضيات والذكاء.
  • ألعاب شد الحبال والقفز فوقها وما شابه.
  1. الأجهزة الذكية:
    استخدام الأجهزة الذكية للتعلم المبكر من خلال برامج تعليمية مناسبة لكل عمر مع ضرورة مراقبة المحتوى المشاهد على تلك الأجهزة.

أخيراً، لابد أن يكون هدفنا هو تحقيق توازن صحيّ بين استخدام التكنولوجيا والأنشطة الأخرى، ضماناً لصحة نفسية جيدة لدى أطفالنا في جميع الفئات العمرية، ونوصي أن يكون استخدام الهواتف بشكل متوازن ومسؤول، وأن يكون للأهل دور فعّال في توجيه استخدام الأطفال للهواتف، وتقديم بدائل صحية وتفاعلية لتعزيز تطورهم العقلي والاجتماعي.

إيمان المحمد
مكتب شؤون الأسرة
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى