من يسقط أولاً الأسد أم الجولاني!
حدثان يُعبران عن الواقع السوري المأزوم:
الأول وهو الأهم، ما رشح عن طلب السعودية باجتماع ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان مع بشار الأسد بشأن قبول ثلاثية (الحكومة الانتقالية) و (التطبيع مع اسرائيل) و (قطع العلاقات مع ايران).
وبما أن لكل شيء عصا، فالعصا الغليظة هي مصادرة أملاك بشار في الإمارات بالتحديد، ورفع اليد عن عرقلة قانون منع التطبيع الأمريكي، ورفع اليد عن حمايته من الاغتيال الاسرائيلي، وبدأ ذلك بإيقاف اللجنة الوزارية وإعلان الأردن عن استمرار تهديد سورية بالكبتاغون لبلاده.
إذاً ثلاثية بثلاثية جعلت الأسد بين فكي كماشة (اللهملالي)، فلا هو يستطيع الرفض وبالتالي يُنيب عنه بمجلس الجامعة العربية أو يعتذر حتى، ليُعلن انتمائه وارتماؤه بالحضن الايراني.
ولا هو يستطيع القبول فيخسر سلطته، ويُعرّض نفسه للغضب الإيراني.
أمام الأسد شهور قليلة ليأتي رده، ونحن بالتالي ننتظر باقي أوراقه المُخبأة إن بقي لديه أوراق، والتي سيلعب بها وتُطيل عمره!
وأما في إدلب، فتخرج مظاهرات شعبية، وبكل تأكيد هناك أيادٍ حزبية أو عدائية لهيئة تحرير الشام، وتنادي المظاهرات بإقالة أبو محمد الجولاني.
تستنفر القوات العسكرية والأمنية، وتوضع المصفحات أمام المتظاهرين، ليسقط جرحى ومصابون، ولو كان بينهم شهداء لدخلت ادلب في صراع دموي يصعب أن ينتهي سريعاً.
ومع همهمات المصفحات يخرج علينا موفق زيدان وأيمن هاروش ليديروا حملة إعلامية افتراضية تمثلت بمساحة عبر برنامج إكس، وتنتشر بعدها مقاطعهم كالنار بالهشيم خلاصتها:
- يجب الحفاظ على بيضة أهل السنة.
- الجولاني وضعته هيئة تحرير الشام ولم يضعه الشعب وبالتالي الهيئة وحدها من تملك حق إقالته.
- لايجوز الخروج على قيادة المحرر لأنه سيؤدي لسفك الدماء.
وغيرها من سرديات ذكرتنا بسرديات ٢٠١١.
وجعلت المُحبط من هذا المشهد السوداوي يقول: يا ليتنا لم نخرج عن بشار الذي حاصرته سياسته القمعية اليوم بين خياري القتل أو القتل، ولم نصل لمرحلة قيادة حسين الشرع أبو محمد الجولاني!!
فالجولاني ربط مكانته وكرسيه بمكانة وبقاء بيضة أهل السنة والجماعة.
أما الوطن، سورية، الشعب السوري، فهذه مصطلحات ساذجة لا تستحق الرد حتى كما لم يرد هاروش على مفهوم الديمقراطية الذي انتقده!!
أخيرا، ربما ننتظر ورقة بيد بشار الأسد لم يستخدمها قد تُنجيه من الكماشة التي أحاطت به، والتي جعلته يسكت على بيان الجامعة العربية باستكمال تطبيق مقررات الأمم المتحدة ٢٢٥٤ أي أن كل أحاديث الأسد ونظامه أنه طبق القرار باتت ممسحة أقدام.
ونخشى أن ما يجري في معسكرات الجولاني أن يكون بأياد خفية من الأسد ونظامه نفسه لإعادة إحياء بعبع الجماعات المسلحة والفوضى من جديد، على أمل أن يتمدد بدل أن يتقلص!! وأن يبدو أنه حامي الحمى وخيار الاستقرار الأوحد !!
تُرى هل نشهد رحيل الأسد أولا أم رحيل الجولاني أم كليهما …
فأبو محمد الجولاني ربط بقائه بالحفاظ على بيضة أهل السنة، والأسد يقول للعالم إما أنا أو الفوضى اللامتناهية
ولعلنا نشهد سقوط الأسد فيسقط معه متلازمة الجولاني اللعينة.
د. سامح عيسى
الباحثون المستقلون
تيار المستقبل السوري