د. زاهر بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

الفنّانون، دورٌ وأهميّة

استهلال:

الفن مفهوم واسع يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية التي تهدف إلى خلق أعمال بصرية أو سمعية أو أدائية للتعبير عن الأفكار والمشاعر أو لتقدير الجمال، هذا ويشمل الفن العديد من المجالات مثل:

  1. الرسوم: من الرسم التقليدي إلى الفن الرقمي، حيث يعد الرسم أحد أقدم وأكثر أشكال الفن شيوعًا.
  2. النحت: وهو فن تشكيل الأشكال ثلاثية الأبعاد من مواد مختلفة مثل الحجر والخشب والمعادن.
  3. الموسيقى: خلق وتأليف الألحان والأصوات.
  4. الرقص: التعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الحركة.
  5. الأدب: كتابة القصص والقصائد والمسرحيات.
  6. السينما: فن سرد القصص باستخدام الصور المتحركة والصوت.
  7. العمارة: تصميم وبناء المباني والهياكل.

والفنانون هم الأشخاص الذين يمارسون الفن ويخلقون الأعمال الفنية، وقد يكون الفنانون محترفين أو هواة، وقد يتخصصون في مجال فني واحد أو أكثر، لكن ما يميز الفنان:

  1. الإبداع: والقدرة على خلق أفكار جديدة وأصلية.
  2. الموهبة: وهي القدرة الطبيعية على التعبير عن النفس من خلال الفن.
  3. المعرفة: عبر فهم الأساليب والتقنيات الفنية المختلفة.
  4. الشغف: أو الحب الشديد للفن والرغبة في التعبير عنه.

هذا وقد تختلف التفسيرات باختلاف الثقافات والأفراد، كما وهناك العديد من الأنواع الفرعية للفن، مثل الفن التجريدي، الفن السريالي، الفن الواقعي، وغيرها.
كما أن الفن يتطور باستمرار، وتظهر أشكال فنية جديدة كل يوم.

تعريفات:

في العلوم المعاصرة، لا يوجد تعريف ثابت ومحدد للفنان، حيث أن مفهوم الفن نفسه يتطور باستمرار ويتأثر بالتغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، ومع ذلك يمكننا أن نستخلص بعض السمات المشتركة التي تميز الفنان في العصر الحالي:

  1. المبدع المستكشف: الفنان المعاصر هو شخص يبحث باستمرار عن طرق جديدة للتعبير عن نفسه وعن العالم من حوله، فهو لا يقتصر على الوسائل التقليدية للفن، بل يستخدم أي أدوات أو مواد متاحة للتعبير عن أفكاره ومشاعره.
  2. المحلل النقدي: الفنان المعاصر لا يكتفي بتقديم عمل جمالي، بل يسعى إلى طرح أسئلة وتحليل القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.
  3. المتفاعل مع المجتمع: الفن المعاصر غالباً ما يكون تفاعلياً، حيث يشجع الفنان الجمهور على المشاركة في تجربته الفنية والتعبير عن آرائه.
  4. المستفيد من التكنولوجيا: التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً في الفن المعاصر، حيث يستخدم الفنانون برامج الكمبيوتر والواقع الافتراضي والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقنيات لخلق أعمال فنية مبتكرة.

باختصار، الفنان المعاصر هو مبتكر، يخلق أعمالاً جديدة وفريدة وناقد يحلل المجتمع والثقافة، ومتفاعل يشجع التفاعل مع الجمهور. ومستكشف يستخدم تقنيات جديدة.

ويعود تعقيد تعريف (الفنان) إلى تطور المجتمع، حيث تتغير المجتمعات، وبالتالي يتغير الفن أيضاً ليعكس هذه التغيرات.
كما أن التكنولوجيا توفر أدوات جديدة للفنانين للتعبير عن أنفسهم.

وهذا وقد توسع مفهوم الفن، فلم يعد مقصوراً على الرسم والنحت والموسيقى، بل يشمل العديد من المجالات الأخرى مثل التصميم، الأداء، الفن الرقمي، وغيرها.
ولطالما حظي مفهوم (الفنان) باهتمام الفلاسفة عبر العصور، حيث حاول كل فيلسوف أن يقدم تعريفًا خاصًا به بناءً على رؤيته الفلسفية للعالم والوجود، وعلى الرغم من تعدد هذه التعريفات، إلا أنها تتفق جميعًا على أن (الفنان) هو أكثر من مجرد شخص يصنع أعمالًا فنية، بل هو شخصية معقدة تتسم بصفات وخصائص تميزه عن غيره.

أبرز الجوانب الفلسفية في تعريف الفنان:

  1. الصانع والمبدع: يعتبر الفنان صانعاً للعوالم الجديدة، فهو لا يكتفي بنقل الواقع كما هو، بل يعيد تشكيله ويبتكر أشكالًا جديدة للحياة.
  2. الكاشف عن الحقيقة: يرى بعض الفلاسفة أن الفن هو وسيلة لكشف الحقيقة الكامنة وراء الظواهر، وأن الفنان هو الذي يستطيع أن يكشف لنا عن أعماق النفس البشرية وجوهر الوجود.
  3. المعبّر عن المشاعر: يعتبر الفن لغة عالمية للتعبير عن المشاعر والأحاسيس التي يصعب التعبير عنها بالكلمات، والفنان هو الذي يتقن هذه اللغة.
  4. المؤثر في المجتمع: لا يقتصر دور الفنان على الإبداع الفني، بل يتعداه إلى التأثير في المجتمع وتغيير الأفكار والقيم كما وضحنا في السمات سابقا.
  5. الحر المستقل: يرى البعض أن الفنان هو شخص حر مستقل لا يخضع لأي قيود أو سلطات، فهو يسعى دائمًا إلى التعبير عن رؤيته الخاصة للعالم دون خوف أو تردد.

من هنا نرى أرسطو وهو يعتبر أن الفن تقليد للطبيعة، والفنان هو الذي يقلد الطبيعة بطريقة مثالية، ليعتبر إيمانويل كانت أن الفن هو نتاج إرادة حرة، والفنان هو الذي يستخدم خياله لإنتاج أعمال فنية تعكس جمال العالم.
ويرى فريدريك نيتشه أن الفن هو وسيلة لإعادة تأكيد الحياة والقيم، والفنان هو الذي يخلق قيمًا جديدة ويتحدى القيم التقليدية.

إن تعريف (الفنان) أمر معقد ومتشعب، ولا يمكن حصر (الفنان) في تعريف واحد جامع مانع، فالفنان هو شخصية متعددة الأوجه، تتفاعل مع العالم من حولها بطرق فريدة ومبتكرة.

هذا وتُعتبر مسألة تعريف الفنان ومكانته في المجتمع من القضايا الفلسفية التي حظيت باهتمام كبير عبر العصور، ولا شك أن الفلسفة الإسلامية قدمت رؤى عميقة وشاملة لهذا المفهوم. في هذا السياق، نجد أن (الفنان) في الفلسفة الإسلامية القديمة يعني:

  1. الفنان والحرفي: في الفلسفة الإسلامية القديمة، غالبًا ما كان الفنان يُعتبر حرفيًا ماهرًا، يتمتع بمهارات عالية في صناعة الأشياء الجميلة. وقد ركز الفلاسفة على الجانب التقني والإتقان الحرفي في العمل الفني، دون التركيز بشكل كبير على الجانب الإبداعي والتعبيري.
  2. الفن والتعبير عن الحقيقة: في الوقت نفسه، كانت هناك رؤية أخرى تؤكد على أن الفن هو وسيلة للتعبير عن الحقيقة الكونية والجمال الإلهي. فالفنان، وفقًا لهذه الرؤية، كان يُعتبر كاشفًا عن أسرار الكون، ويعكس في أعماله جمال الخالق.
  3. الحدود الأخلاقية: فرضت الشريعة الإسلامية حدودًا أخلاقية على الفن، حيث حُرمت بعض الصور والأشكال التي اعتبرت مخالفة للشريعة أو تشجيعًا على الفساد.

وأما مانراه من تعريف للـ (الفنان) في الفلسفة الإسلامية المعاصرة:

التوسع في مفهوم الفن: في العصر الحديث، شهد مفهوم الفن توسعًا كبيرًا، وشمل أشكالًا فنية جديدة لم تكن معروفة في الماضي. وقد أدى ذلك إلى إعادة النظر في دور الفنان ومكانته في المجتمع.
الفنان والمجتمع: يرى الفلاسفة المسلمون المعاصرون أن الفنان يلعب دورًا هامًا في بناء المجتمع وتشكيل الهوية الثقافية، فهم يعتبرون أن الفن هو وسيلة للتعبير عن القيم والمبادئ الإسلامية، وتحقيق التلاحم الاجتماعي.
التحديات المعاصرة: تواجه الفلسفة الإسلامية المعاصرة تحديات في التعامل مع المفاهيم الفنية الحديثة، مثل الفن التجريدي والفن المعاصر، كما تواجه تحديات في التوفيق بين القيم الإسلامية والتطورات التكنولوجية في مجال الفن.

وبرأينا يكمن الفرق بين الرؤيتين فيما يأتي:

  • التركيز على الجانب التقني مقابل الجانب الإبداعي: كانت الفلسفة الإسلامية القديمة تركز بشكل أكبر على الجانب التقني والإتقان الحرفي في العمل الفني، بينما تهتم الفلسفة المعاصرة بالجانب الإبداعي والتعبيري.
  • الحدود الأخلاقية: كانت الحدود الأخلاقية أكثر صرامة في الفلسفة الإسلامية القديمة، بينما أصبحت أكثر مرونة في الفلسفة المعاصرة.
  • دور الفنان في المجتمع: كان دور الفنان في المجتمع أكثر تحديدًا في الفلسفة القديمة، بينما أصبح أكثر تنوعًا وأوسع نطاقًا في الفلسفة المعاصرة.

إن مفهوم (الفنان) في الفلسفة الإسلامية هو مفهوم متطور يتأثر بالتغيرات الاجتماعية والثقافية، وعلى الرغم من وجود اختلافات بين الرؤى القديمة والمعاصرة، إلا أنهما تتفقان على أن الفن هو وسيلة للتعبير عن الذات والإنسانية، وأن الفنان يلعب دورًا هامًا في بناء المجتمع.

سلبيات دور الفنانين
لطالما حظي الفنان بدور بارز في المجتمع، فهو صانع الجمال والمعبر عن الأفكار والمشاعر، ومع ذلك، لا يخلو دور الفنان من سلبيات قد تؤثر على المجتمع أو على الفنان نفسه. في هذا السياق، سنتناول بعض السلبيات المحتملة لدور الفنانين.

سلبيات محتملة لدور الفنانين:

  1. نشر الأفكار السلبية: قد يستغل بعض الفنانين موهبتهم لنشر أفكار سلبية أو مضادة للقيم الأخلاقية أو الدينية، مما يؤثر سلبًا على المجتمع وخاصة الشباب.
  2. الترويج للسلوكيات غير الأخلاقية: قد يصور بعض الفنانين سلوكيات غير أخلاقية بطريقة جذابة، مما يشجع الآخرين على تقليدها.
  3. التحريض على العنف والكراهية: قد يستخدم بعض الفنانين أعمالهم للتحريض على العنف والكراهية بين مختلف الفئات الاجتماعية.
  4. التلاعب بمشاعر الجمهور: قد يستغل بعض الفنانين شعبيتهم للتلاعب بمشاعر الجمهور وتحقيق مكاسب شخصية.
  5. الانعزال عن الواقع: قد ينعزل بعض الفنانين عن الواقع المعاش، ويختلقون عوالم خيالية بعيدة عن هموم الناس ومشاكلهم.
  6. التأثير السلبي على الشباب: قد يؤثر الفن الذي يركز على العنف والجنس والمخدرات سلبًا على سلوكيات الشباب وتوجهاتهم.
  7. تضخيم الذات: قد يؤدي النجاح الفني إلى تضخم الأنا لدى بعض الفنانين، مما يؤثر على علاقاتهم بالآخرين.
  8. الابتعاد عن المسؤولية الاجتماعية: قد يركز بعض الفنانين على الجانب التجاري من الفن، ويتجاهلون دورهم في خدمة المجتمع ونشر الوعي.

وأما أسباب هذه السلبيات، فإننا نرى أنها تعود إلى الحرية الفنية المطلقة حيث يساء استخدامها الحرية في نشر أفكار ضارة أو مسيئة.
كما يتأثر الفنان بالظروف الاجتماعية والسياسية التي يعيش فيها، مما يدفعه إلى إنتاج أعمال سلبية.
وقد يدفع الطمع وراء الشهرة والمال بعض الفنانين إلى تقديم أعمال تجارية خالية من القيمة الفنية.
هذا عدا عن غياب الضمير المهني مما يدفع بعض الفنانيين إلى استغلال موهبتهم لأغراض شخصية.

وعلى الرغم من أهمية دور الفنان في المجتمع، إلا أنه من الضروري الانتباه إلى السلبيات التي قد تنجم عن ممارسة هذا الدور. ولهذا يجب على الفنان أن يكون مسؤولاً عن أعماله، وأن يدرك تأثيرها على المجتمع، كما يجب على المجتمع أن يكون واعيًا للرسائل التي يحملها الفن، وأن ينتقد الأعمال الفنية التي تروج للأفكار السلبية.
على أنه لا ينبغي تعميم هذه السلبيات على جميع الفنانين، فهناك فنانون كثر يسعون إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال أعمالهم.

إيجابيات دور الفنانين:

يلعب الفنانون دورًا حيويًا في تشكيل وتطوير المجتمعات، فبإبداعاتهم الفنية يعكسون الواقع، ويستكشفون الجمال، ويحفزون التفكير، ويثرون الحوار، ويقترحون رؤى جديدة.

بعض الإيجابيات الرئيسية لدور الفنانين التي نراها بعد نقاشات وحوارات واستقراء الواقع:

  1. عكس الواقع وتسليط الضوء على القضايا:
    • أ. كشف الحقائق: يستخدم الفنانون فنهم كمرآة تعكس الواقع بكل تفاصيله، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مما يساعد المجتمع على فهم نفسه بشكل أفضل.
    • ب. تثقيف المجتمع: يساهم الفن في توعية المجتمع بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويشجع على الحوار والنقاش حول هذه القضايا.
    • جـ. كسر الحواجز: يستخدم الفنانون فنهم لكسر الحواجز بين الثقافات والأديان، وتعزيز التسامح والتفاهم.
  2. الإلهام والإبداع:
    • أ. تحفيز الخيال: يعمل الفن على تحفيز الخيال والإبداع لدى الأفراد، مما يساهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
    • ب. توسيع الآفاق: يفتح الفن آفاقًا جديدة للتفكير، ويحفز الأفراد على استكشاف جوانب جديدة من أنفسهم ومن العالم من حولهم.
    • جـ. تطوير الذوق الفني: يساهم الفن في تطوير الذوق الفني لدى الأفراد، مما يجعلهم أكثر قدرة على تقدير الجمال في مختلف أشكاله.
  3. التعبير عن الذات:
    • أ. منصة للتعبير: يوفر الفن منصة للأفراد للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق مختلفة، مما يساعدهم على فهم أنفسهم بشكل أفضل.
    • ب. التواصل مع الآخرين: يساعد الفن على بناء جسور التواصل بين الأفراد، وتقريب المسافات بينهم.
    • جـ. التغلب على الصعوبات: يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها الأفراد، مما يساعدهم على التغلب عليها.
  4. التراث الثقافي:
    • أ. الحفاظ على التراث: يساهم الفن في الحفاظ على التراث الثقافي للمجتمعات، ونقله للأجيال القادمة.
    • ب. بناء الهوية: يساعد الفن في بناء الهوية الثقافية للمجتمعات، وتعزيز الانتماء إليها.
    • جـ. جذب السياحة: يجذب الفن السياح إلى المناطق التي تتميز بتراث فني غني، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد.
  5. التأثير الاجتماعي والسياسي:
    • أ. التغيير الاجتماعي: يمكن للفن أن يكون قوة دافعة للتغيير الاجتماعي، حيث يمكنه أن يكشف الظلم والفساد، ويحفز الناس على المطالبة بحقوقهم.
    • ب. التأثير على السياسة: يمكن للفن أن يؤثر على الرأي العام، ويشكل وجهات نظر الناس تجاه القضايا السياسية.

باختصار، فإن الفنانين يلعبون دورًا حاسمًا في تشكيل وتطوير المجتمعات. فبإبداعاتهم، يثرون حياتنا، ويوسعون آفاقنا، ويحفزوننا على التفكير والتغيير.

الصعوبات والتحديات:

يواجه الفنانون في جميع أنحاء العالم مجموعة من التحديات والصعوبات التي تعيق مسيرتهم الإبداعية وتحول دون تحقيق أهدافهم، وفي حالة الفنانين السوريين، تتفاقم هذه التحديات بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

الصعوبات والتحديات العامة التي تواجه الفنانين:

  1. الاعتراف المهني: غالبًا ما يواجه الفنانون صعوبة في الحصول على اعتراف مهني مناسب، مما يؤثر على فرصهم في تحقيق دخل مستقر.
  2. التسويق والترويج: يعتبر التسويق والترويج للأعمال الفنية أمرًا صعبًا ومكلفًا، خاصة للفنانين المستقلين.
  3. التمويل: الحصول على تمويل كافٍ للمشاريع الفنية يعد تحديًا كبيرًا، حيث يعتمد العديد من الفنانين على مصادر تمويل شخصية أو منح صغيرة.
  4. الانتقاد: يتعرض الفنانون للكثير من الانتقاد، سواء من النقاد الفنيين أو من الجمهور العام، مما قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وإبداعهم.
  5. التنافس: يشهد عالم الفن تنافسًا شديدًا، مما يجعل من الصعب على الفنانين التميز والظهور.

وبالإضافة إلى التحديات العامة، يواجه الفنانون السوريون تحديات إضافية بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد:

  1. الأزمة الاقتصادية: أدت الأزمة الاقتصادية في سورية إلى تدهور الأوضاع المعيشية للفنانين، مما أجبر الكثير منهم على ترك الفن والبحث عن مصادر دخل أخرى.
  2. النزوح واللجوء: اضطر العديد من الفنانين السوريين إلى النزوح أو اللجوء إلى دول أخرى، مما قطع صلتهم ببيئتهم الإبداعية وأثر على إنتاجهم الفني.
  3. الدمار والبنية التحتية: تعرضت العديد من المعارض الفنية والمراكز الثقافية في سورية للتدمير، مما قلل من فرص عرض الأعمال الفنية والتفاعل مع الجمهور.
  4. الرقابة: تخضع الأعمال الفنية في سورية للرقابة الحكومية لدى سلطات الأمر الواقع، مما يحد من حرية التعبير والإبداع.
  5. صعوبة الحصول على المواد: يعاني الفنانون السوريون من صعوبة الحصول على المواد الفنية اللازمة لإنتاج أعمالهم، بسبب الحصار والعقوبات.

ومن خلال نظرتنا فإنه يمكن التغلب على هذه التحديات عبر دعم حكومي أكبر، من خلال توفير المنح والمسابقات الفنية، وإقامة المعارض والمراكز الثقافية، وهذا مرهون بانتقال سورية لنظام سياسي جديد.
كما يمكن للفنانين السوريين الاستفادة من التعاون الدولي، من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات الفنية الدولية.
إضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية لعرض أعمال الفنانيين والتواصل مع الجمهور.
كما يمكن للفنانين تأسيس جمعيات ومنظمات لدعم بعضهم البعض وتنظيم فعاليات فنية.
إضافة إلى تطوير مهاراتهم في مجال التسويق والترويج لأعمالهم.

إذا، يواجه الفنانون السوريون تحديات كبيرة، ولكنهم بحسب مانرى يتمتعون بإرادة قوية وإبداع لا يضاهى. ومن خلال العمل الجماعي والدعم المستمر، يمكن للفنانين السوريين التغلب على هذه التحديات والمساهمة في إثراء المشهد الفني الوطني و العالمي.

خاتمة:

من خلال السرد السابق، نستطيع أن نجعلها أرضية للبناء عليها قراءة للواقع ومحاولة إصلاحه، لهذا نعتبر التوصيات التالية خطوة نحو تمكين دور الفنانين في سورية والاستفادة من إبداعاتهم في بناء مجتمع أكثر إبداعًا وتسامحًا:
فعلى المستوى السياسي:

  • توفير بيئة آمنة ومناسبة للإبداع الفني، من خلال حماية حرية التعبير وتوفير الحماية القانونية للفنانين.
  • دعم المؤسسات الثقافية والمراكز الفنية، وتوفير الميزانيات اللازمة لتطوير البنية التحتية الثقافية.
  • تشجيع التبادل الثقافي مع الدول الأخرى، وتسهيل مشاركة الفنانين السوريين في الفعاليات والمؤتمرات الدولية.
  • دمج الفن في السياسات العامة، والاستفادة من إبداعات الفنانين في حملات التوعية والتغيير الاجتماعي.

وعلى المستوى المجتمعي:

  • دعم الجمعيات الفنية والمبادرات الثقافية التي تعمل على تمكين الفنانين.
  • العمل على توسيع جمهور الفن، وتشجيع الناس على زيارة المعارض الفنية والمشاركة في الفعاليات الثقافية.
  • بناء شراكات بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لدعم المشاريع الفنية.
  • التوعية بأهمية الفن ودوره في المجتمع.

وعلى المستوى الثقافي:

  • تطوير التعليم الفني في المدارس والجامعات، وتشجيع الطلاب على ممارسة الفنون المختلفة.
  • إنشاء منصات لعرض الأعمال الفنية، مثل المعارض والمهرجانات الفنية.
  • تطوير النقد الفني، وتشجيع الحوار حول الأعمال الفنية.
  • الحفاظ على التراث الثقافي السوري، وتشجيع الفنانين على الاستلهام منه.

هذا ونشدد على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في عرض الأعمال الفنية والتواصل مع الجمهور، وتسهيل الوصول إلى الفن.
إضافة إلى توفير الدعم اللازم للفنانين الناشئين، وتشجيعهم على تطوير مواهبهم، وهو مانخطط له في تيار المستقبل السوري، مع تشجيع الفن المجتمعي، الذي يهدف إلى خدمة المجتمع وحل المشكلات الاجتماعية.

وإننا نؤمن أنه من خلال تطبيق هذه التوصيات، يمكن لسورية أن تستفيد من إمكانات فنانيها، وتحول تحدياتها إلى فرص لبناء مستقبل أفضل.
على أن هذه التوصيات هي مجرد اقتراحات، ويمكن تطويرها وتكييفها لتناسب الظروف المحلية، ولهذا فإننا نرى هذا المقال عبارة عن حجر في ماء راكد، يحتاج مزيد اشتباك ونقاش للوصول إلى واقع تمكين الدور الإيجابي للفنانيين في سورية، وهذا أحد أهم أهدافنا في تيار المستقبل السوري.

مكتب الرئاسة
د. زاهر إحسان بعدراني
مقال
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى