د. زاهر إحسان بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

الطلّاب السوريّون، دورٌ وأهمية

استهلال:
يشكل الطلاب السوريون شريحةً مهمةً من المجتمع السوري، وهم يعانون من تحديات كبيرة نتيجة الأزمة السورية. وبالنظر للمحة عامة عن واقعهم على مختلف المستويات نرى ما يأتي:

  1. الواقع النقابي: يعاني الطلاب السوريون من ضعف في التنظيم النقابي، وذلك بسبب الظروف الأمنية الصعبة، والانتشار الجغرافي الكبير للطلاب، كما يتعرض النشطاء الطلابيون للملاحقة والمضايقات، مما يحد من قدرتهم على العمل بحرية. وتتركز اهتمامات الطلاب بشكل أساسي على تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يقلل من اهتمامهم بالعمل النقابي.
  2. الواقع الفكري: يتميز الطلاب السوريون بتنوع فكري كبير، وذلك نتيجة للتجارب المختلفة التي مروا بها، كما تشكل الأحداث الجارية في سورية تأثيراً كبيراً على الفكر الطلابي، ما يجعله متقلباً ومتأرجحاً.
    هذا ويسعى الكثير من الطلاب إلى بناء هوية وطنية جديدة، تتناسب مع الظروف التي يمرون بها.
  3. الواقع السياسي: حيث يشارك العديد من الطلاب السوريين في العمل السياسي كما لمسنا منذ انفجار الثورة السورية عام 2011م، سواء داخل سورية أو خارجها.
    • كما يتوزع الطلاب السوريون بين توجهات سياسية مختلفة، مما يعكس التنوع السياسي في المجتمع السوري، إضافة للتحديات التي تواجه العمل السياسي بالخصوص، مثل القمع والاعتقال.
  4. الواقع الاقتصادي المتردي: إذ يعاني غالبية الطلاب السوريين من الفقر، مما يؤثر على قدرتهم على مواصلة دراستهم. كما يلجأ الكثير من الطلاب إلى العمل لتأمين احتياجاتهم المعيشية، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي.
    • كما يعاني الطلاب من صعوبة في الحصول على المنح الدراسية، مما يحد من فرصهم في استكمال دراستهم.
  5. الواقع العلمي: يتميز الطلاب السوريون بمستوى علمي عالٍ، وذلك بفضل النظام التعليمي السوري المقبول ولو كان دون المستوى المطلوب، حيث تعاني العملية التعليمية في سورية من العديد من التحديات، مثل نقص الكوادر التدريسية، وتدمير البنية التحتية للمدارس والجامعات، الأمر الذي يضطر الكثير من الطلاب إلى الحصول على فرص دراسة أفضل في الخارج.

إيجابيات دور الطلاب السوريين:
نؤمن أن للطلاب السوريين دوراً محورياً في بناء مستقبل سورية، فهم يمتلكون طاقات وإمكانات هائلة يمكن أن تساهم بشكل كبير في نهضة البلاد. ولعل أهم الإيجابيات التي تميز بها دورهم:

  1. الطاقة والإبداع: إذ يتميز الطلاب السوريون بطاقة إبداعية كبيرة وحماس متجدد، ما يجعلهم قادرين على تطوير أفكار مبتكرة وحلول مبتكرة للتحديات التي تواجه البلاد.
  2. التعليم والتأهيل: حيث يمثل الطلاب الجيل الجديد الذي يحمل أحدث المعارف والمهارات، ما يجعلهم قادرين على المساهمة في تطوير مختلف القطاعات.
  3. التواصل والتفاعل: يتميز الطلاب بقدرتهم على التواصل والتفاعل مع مختلف شرائح المجتمع، ما يجعلهم قادة المستقبل وقادرين على بناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف.
  4. المرونة والتكيف: فقد أثبت الطلاب السوريون قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهونها، ما يجعلهم مرنين وقادرين على مواجهة التحديات المستقبلية.
  5. الحس الوطني: وهو ما يتميز به الطلاب السوريون من حس وطني قوي ورغبة في بناء مستقبل أفضل لبلادهم، ما يدفعهم للعمل بجد واجتهاد.
  6. الوعي السياسي الذي يمتلكه العديد من الطلاب السوريون: وعيًا سياسيًا عالٍ يجعلهم قادرين على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية، وهذا ما لمسته شخصيا بلقاءاتي المباشرة وغير المباشرة بالداخل السوري بمقري تيار المستقبل السوري، أو خارج سورية.
  7. يمثل الطلاب السوريون قوة دافعة للتغيير الإيجابي في المجتمع: وهم قادرون على تحدي الوضع القائم وبناء مستقبل أفضل.

إن الطلاب السوريين ثروة حقيقية للبلاد، وهم قادرون على لعب دور محوري في إعادة بناء سورية، لو تم الاستفادة منهم وتمكينهم بشكل جيد ومدروس.

سلبيات ممارسة الطلاب السوريين للشأن العام:
على الرغم من الإيجابيات الكبيرة التي يمكن أن يحققها نشاط الطلاب في الشأن العام، إلا أن هناك بعض السلبيات والتحديات التي قد تواجههم، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار:

  1. التشتت والتفرقة: فقد يؤدي التنوع الكبير في الآراء والتوجهات السياسية بين الطلاب إلى تشتت الجهود وعدم القدرة على الوصول إلى رؤية موحدة، مما يضعف تأثيرهم.
  2. الاستغلال السياسي: فقد يتم استغلال بعض الطلاب من قبل جهات سياسية أو فصائلية أو ميليشياوية أيدلوجية لتحقيق أهدافها الخاصة، مما يؤثر سلبًا على سمعتهم وعلى الحركة الطلابية بشكل عام.
  3. قد يؤدي الانخراط الكبير في العمل السياسي أو الشأن العام عموماً إلى إهمال الدراسة وتدهور التحصيل العلمي، مما يضر بمستقبل الطلاب.
  4. الخطر على السلامة الشخصية: فقد يتعرض الطلاب للملاحقة والمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية أو الجماعات المتطرفة، مما يعرض حياتهم للخطر.
  5. صعوبة التوفيق بين العمل العام والدراسة: ومواجهة الطلاب صعوبة في التوفيق بين متطلبات الدراسة والعمل العام، مما يؤثر على أدائهم في كلا المجالين.
  6. يفتقر بعض الطلاب إلى الخبرة الكافية في مجال العمل العام خصوصا السياسي منه، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو الوقوع في أخطاء يمكن تجنبها.
  7. أحيانا يؤدي الانخراط في العمل السياسي إلى توترات في العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة، خاصة إذا كانت آراء الطالب تختلف عن آراء محيطه.

وللتغلب على هذه السلبيات، يجب على الطلاب السوريين البناء على أسس علميةٍ سليمة، وأن يعتمد على الحوار والنقاش البناء، إضافة إلى التكاتف مع بعضهم البعض، وتشكيل فرق عمل متجانسة، والأهم هو الالتزام بالسلمية في طرح آرائهم، وتجنب العنف والتطرف بكل أشكاله، فمن يفشل بالطرق السلمية فهو بطريق العنف أفشل، وهذا ماعلمتنا إياه التجربة السورية الراهنة.
كما يجب على الطلاب الموازنة بين العمل العام والدراسة، والحرص على تحقيق التميز في كلا المجالين. وعدم الخجل من البحث عن الدعم من المؤسسات التعليمية والمنظمات الحقوقية، للاستفادة من خبراتهم.

وعلى الرغم من هذه السلبيات، فإن دور الطلاب السوريين في بناء مستقبل بلادهم لا يزال كبيرًا، ولهذا نؤمن بضرورة توفير كل الدعم لهم لتحقيق طموحاتهم، وهذا مانسعى إليه في مكاتبنا المتعددة في تيار المستقبل السوري.

تحديات أمام الطلاب السوريين:
يواجه الطلاب السوريون العديد من التحديات التي تحول دون مشاركتهم الفعالة في بناء مجتمعهم، ومن أبرز هذه التحديات:

  1. الأزمة السورية: حيث أدت إلى تشريد ملايين السوريين، مما جعل الاستقرار والتعليم أولوية قصوى، وبالتالي قلل من فرص المشاركة المجتمعية، كما تسببت الحرب في تدمير المدارس والجامعات والمرافق العامة الأخرى، ما أثر على جودة التعليم وفرص التعلم.
  2. كما ويعاني الكثير من الطلاب من صدمات نفسية نتيجة الأحداث التي مروا بها، ما يؤثر على قدرتهم على التركيز والتعلم والمشاركة.
  3. الوضع الاقتصادي حيث يعاني غالبية السوريين من الفقر: ما يجبر الطلاب على العمل لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وبالتالي يقلل من وقتهم المتاح للمشاركة المجتمعية، كما يعاني الخريجون السوريون من صعوبة في الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقلل من حماسهم للمشاركة في بناء المجتمع.
  4. الوضع السياسي: حيث أدت الأزمة إلى استقطاب سياسي حاد، ما يجعل من الصعب على الطلاب التعبير عن آرائهم بحرية والخوف من الانتماء إلى أي حزب أو تيار سياسي.
  5. الوضع الاجتماعي: الذي شهده المجتمع السوري عبر تحولات اجتماعية كبيرة، ما أثر على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية، مما يجعل من الصعب على الطلاب تحديد هويتهم ودورهم في المجتمع.

كما يفتقر الكثير من الطلاب إلى الخبرة اللازمة للمشاركة الفعالة في الحياة العامة، مما يجعلهم يخشون من اتخاذ المبادرات.

وبالإضافة إلى هذه التحديات، ونرى أن هناك تحديات أخرى تواجه الطلاب السوريين في الخارج، مثل:

  1. الحواجز اللغوية والثقافية: إذ يواجه الطلاب السوريون في الدول المضيفة صعوبة في التكيف مع الثقافة الجديدة واللغة، مما يحد من فرص اندماجهم في المجتمع.
  2. التعرف على النظام التعليمي الجديد: فقد يحتاج الطلاب إلى وقت للتأقلم مع النظام التعليمي الجديد في الدول المضيفة، ما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي.
  3. التحيز والتمييز: حيث يتعرض الطلاب السوريون لذلك من قبل المجتمع المضيف، ما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على المشاركة.

إن الطلاب السوريون هم مستقبل سورية، وهم قادرون على لعب دور حاسم في بناء مجتمع ديمقراطي مزدهر.
ولتحقيق هذا الهدف، يجب عليهم مواجهة التحديات التي تواجههم، وأن نعمل معًا للتغلب عليها، لتمكينهم في مجتمعهم وواقعهم.

أهمية ودور:
الطلاب السوريون يمثلون الجيل الجديد الذي يحمل آمال وطموحات شعبنا السوري، ولهذا فإننا نرى أن أهمية هذا الدور يعود إلى:

  1. المشاركة في العمل التطوعي: من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وتنظيم حملات التوعية، والمشاركة في إعادة إعمار المناطق المتضررة.
  2. تأسيس المشاريع الصغيرة: إذ يمكن للطلاب تأسيس مشاريعهم الصغيرة التي ستساهم في خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي.
  3. المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية: حيث يساهم الطلاب في إثراء الحياة الثقافية والفنية في المجتمع، وتعزيز الهوية الوطنية.
  4. يمكن للطلاب المشاركة في الحركات السياسية والمجتمعية: والتعبير عن آرائهم ومطالبهم، وهذا ما ندعو إليه ونوصي به الطلاب، فالكيانات الموجودة هي البوابة أمامهم، فليختاروا أيها يرون أنفسهم ليقدموا مصلحة بلدهم وشعبهم.
  5. التواصل مع العالم الخارجي: حيث يمكن للطلاب بناء جسور التواصل مع العالم الخارجي، وجذب الاستثمارات والمساعدات إلى سورية.
  6. الدفاع عن حقوق الإنسان: وحقوق الأقليات، والعمل على بناء مجتمع عادل ومتسامح.
  7. النشر والتوعية: حيث يمكن للطلاب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل لنشر الوعي حول القضايا التي تهم المجتمع السوري.

أما عن دور الطلاب السوريين في المجتمع فإنهم قادة الغد، وهم المسؤولون عن بناء مجتمع أفضل لأجيال قادمة، من خلال التعليم والتطوير المستمر، كما ويمكنهم اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتولي المناصب القيادية في مختلف المجالات، وأن يكونوا محركًا للتغيير الإيجابي في المجتمع، من خلال المشاركة في الأنشطة الطلابية والاجتماعية، وتقديم الأفكار والحلول الإبداعية للمشاكل التي تواجه المجتمع، وأن يعملوا كجسر للتواصل بين مختلف شرائح المجتمع، وبين سورية والعالم الخارجي، ما يساهم في بناء علاقات إيجابية وتبادل الخبرات، كما يمكن أن يحافظوا على الهوية الثقافية والتراث السوري، ونشره في العالم، مما يساهم في تعزيز مكانة سورية في العالم.
وأيضا أن يشكلوا قوة عاملة مؤهلة تساهم في إعادة بناء سورية، وتطوير اقتصادها.

وللإجابة عن سؤال كيفية مساهمة الطلاب السوريين بشكل فعال فإننا نرى ما يأتي:

  1. المشاركة في الأنشطة الطلابية: عبر الانضمام إلى النوادي والجمعيات الطلابية، والمشاركة في المناقشات والفعاليات، وخلقها من العدم إن لم تكن موجودة.
  2. تقديم المساعدة في المشاريع التطوعية: مثل إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتقديم الدعم للمحتاجين.
  3. إطلاق مبادرات مجتمعية: تساهم في حل المشاكل التي تواجه المجتمع.
  4. نشر الوعي بالقضايا المهمة: والتعبير عن آرائهم، والتواصل مع الآخرين.
  5. الاستمرار في الدراسة: والسعي للحصول على أعلى الشهادات العلمية، لتطوير الذات والمساهمة في بناء المجتمع.

رؤى وتطلعات:
لاشك كما تبين، من أن الطلاب السوريون يواجهون تحديات كبيرة، لكنهم أيضًا يمثلون الأمل في مستقبل أفضل لبلادهم.

ولهذا فإن لنا رؤى وتطلعات قد تساعدهم على القيام بواجبهم الحضاري نجملها بالآتي:

  1. الاستثمار في التعليم عبر السعي للحصول على أعلى الشهادات العلمية والمعرفية، وذلك من خلال الدراسة الجادة والاجتهاد، إضافة إلى الدراية بأحدث التطورات في مجال تخصصهم، والسعي باستمرار لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، مع التركيز على دراسة العلوم والتكنولوجيا، لما لها من أهمية في بناء المستقبل.
  2. التواصل مع الطلاب الآخرين، سواء في سورية او خارجها، بل سواء من السوريين أو من غيرهم من مختلف الجنسيات والثقافات، وسلك بهدف تبادل الخبرات والمعرفة ونقلها وتطويرها والمساهمة بذلك.
  3. التفكير النقدي والإبداع عبر تحليل المعلومات بشكل نقدي، والتمييز بين الصحيح والخطأ، وتشجيع التفكير الإبداعي، وتقديم حلول مبتكرة للمشاكل.
  4. الحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال التعرف على تاريخهم وثقافتهم، والحفاظ على هويتهم الوطنية، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي السوري.
  5. الدفاع عن حقوق الإنسان بل والتوعية بحقوق الإنسان، والدفاع عنها لأنها البديل الصحيح للواقع السوري المزري، فضلاً عن مكافحة جميع أشكال التمييز، والعمل على بناء مجتمع عادل ومتساوٍ للجميع.

ولتفعيل دور الطلاب السوريين بشكل فعال في بناء مستقبل بلادهم، يمكن لسلطات الأمر الواقع اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير، والتي تشمل:

  1. تهيئة بيئة تعليمية محفزة، عبر تحديث المناهج الدراسية وربط المناهج بالواقع المعاصر وتشجيع التفكير النقدي والإبداع، إضافة إلى توفير الموارد التعليمية من الكتب والمختبرات والمكتبات بشكل كافٍ، مع تأهيل حديث للمعلمين وتزويدهم بأحدث الأساليب التعليمية، وتشجيع البحث العلمي ودعم الأبحاث الطلابية وتنظيم مسابقات علمية.
  2. إشراك الطلاب في صنع القرار، من خلال تشكيل مجالس طلابية، ومنح الطلاب فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصهم، واستطلاع آراء الطلاب من خلال الاستماع إلى آراء الطلاب حول القضايا التي تهمهم. وتشجيع المبادرات الطلابية التي يطلقها الطلاب.
  3. توفير فرص للتطوير المهني عبر تنظيم برامج تدريبية في مختلف المجالات، وتفعيل برامج تبادل الطلاب وتوفير فرص للطلاب للمشاركة في برامج تبادل ثقافي وعلمي، إضافة إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع الطلاب على تأسيس مشاريعهم الخاصة.
  4. تعزيز المشاركة المجتمعية التي تحدثنا عنها سابقا والسماح من قبل السلطات بترسيخها طريقة منهجية، وتشجيع الطلاب على المشاركة في الأعمال التطوعية، مع تنظيم برامج توعية حول القضايا المجتمعية، والشراكة مع المنظمات المجتمعية بل وتعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية والمنظمات المجتمعية.
  5. توفير الدعم النفسي والاجتماعي عبر برامج الدعم النفسي للطلاب المتضررين من الأزمة، وعمل أنشطة ترفيهية وثقافية.
  6. حماية حقوق الطلاب، عبر ضمان الحق في التعليم بل وضمان حق جميع الطلاب في الحصول على تعليم جيد، إضافة إلى حماية الطلاب من العنف، وتوفير بيئة آمنة للطلاب، ومكافحة جميع أشكال التمييز ضد الطلاب.
  7. تعزيز التعاون الدولي عبر برامج التبادل الثقافي مع الدول الأخرى خصوصا العربية والدول المتقدمة بالعالم، مع جذب الاستثمارات لتطوير القطاع التعليمي.

وأما عن تطلعاتنا لدور المجتمع لدعم الطلاب السوريين وتمكين دورهم، فيكون عبر تقديم الدعم الكامل للطلاب السوريين وتمكينهم من لعب دور فعال في المجتمع، إذ يمكن للمجتمع بشكل عام اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات، وهي:

  1. توفير بيئة داعمة، والترحيب بالطلاب السوريين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، خصوصا بدول اللجوء، والتسامح والقبول للتنوع الثقافي والاجتماعي، إضافة إلى التعاون مع المدارس لتوفير الدعم الأكاديمي والنفسي للطلاب.
  2. تقديم الدعم المادي، عبر توفير منح دراسية للطلاب المتميزين، ونسر ثقافة التبرع للمؤسسات التعليمية التي تقدم الدعم للطلاب السوريين، وتوفير الكتب والمواد الدراسية للطلاب المحتاجين.
  3. التوعية بأهمية التعليم من خلال تنظيم حملات توعية حول أهمية التعليم ودور الطلاب في المجتمع، وتشجيع الأهل على دعم أبنائهم في دراستهم.
  4. المشاركة في الأنشطة الطلابية وحضور الفعاليات التي ينظمها الطلاب، والتطوع في الأنشطة التي تهدف إلى دعم الطلاب.
  5. الضغط على السلطات والمطالبة بتحسين الخدمات التعليمية وتحسين جودة التعليم وتوفير الموارد اللازمة. والدفاع عن حقوق الطلاب في الحصول على تعليم جيد وفرص متساوية.
  6. بناء جسور التواصل مع الطلاب السوريين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، مع ضرورة تبادل الخبرات والمعرفة مع الطلاب السوريين.

تبرز رؤيتنا هذه من أهمية دور المجتمع الذي يساعد الطلاب على الشعور بالانتماء إليه بالدرجة الأولى، و يساعدهم على التغلب على الصعوبات التي يواجهونها، كما يساهم في بناء مستقبل أفضل لسورية.

خاتمة:
تُظهر التجارب البشرية عبر التاريخ أن الاستثمار في التعليم والشباب هو استثمار في المستقبل، وقد أثبتت العديد من الدول أن دعم وتمكين الطلاب يمكن أن يؤدي إلى نهضة حقيقية وتحولات إيجابية في المجتمع.
ومن أهم الخلاصات التي يمكن استخلاصها من هذه التجارب أن التعليم هو الأساس، وهو حجر الزاوية في أي تقدم، لهذا يجب توفير بيئة تعليمية محفزة وجذابة للطلاب، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، كما يجب تشجيع الطلاب على المشاركة الفعالة في المجتمع، وتقديم فرص للتطوع والعمل التطوعي، وربط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل، وتوفير فرص للتدريب العملي.
مع ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وتوفير فرص للطلاب لبدء مشاريعهم الخاصة، ودعم ريادة الأعمال، كما يجب فتح قنوات للحوار والتواصل بين الطلاب والمسؤولين، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم، وتبادل الخبرات والمعارف.
ومن الأمثلة على تجارب ناجحة نوصي بالاستفادة منها، فنلندا، حيث تُعتبر من الدول الرائدة في مجال التعليم، إذ تتميز بنظام تعليمي يركز على الإبداع والتفكير النقدي، وهو عصب نجاح أي دور للطلاب بالشأن العام، كما نرى أن مثال نجاح سنغافورة في تحويل اقتصادها من اقتصاد قائم على الصناعة إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وذلك بفضل الاستثمار في التعليم والتدريب، مهم أيضا،

وخلاصة القول، إن دعم وتمكين الطلاب هو استثمار في المستقبل، وهو أمر ضروري لبناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهاراً.
لهذا نؤمن بدور كبير لسلطات الأمر الواقع في سورية، والمجتمعات والمؤسسات التعليمية، أن تعمل معًا لتوفير البيئة المناسبة لنمو وتطور الطلاب وإشراكهم بالشأن العام بشكل ايجابي لهم أولا، ولمجتمعهم ثانيا، ولبلدهم مُنتهىً وغاية.

مكتب الرئاسة
د. زاهر إحسان بعدراني
مقال
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى