العملاق الصيني
هل تعلم ان الصين تستهلك ٢٦% من طاقة العالم كله حاليا(٢٠٢٢_٢٠٢٤)!
بينما امريكا تستهلك ١٨% فقط!
لقد تضاعف استهلاك الصين للطاقة ٣ مرات منذ ٢٣ سنة، وهذا يعني أن هناك نموا هائلا في الصين عمره بالكاد ثلاثون عاما.
علينا الاعتراف بأن أكبر المخربين للغلاف الجوي للأرض هم الصينيون، ومصير الكرة الأرضية مرتبط بتحسين سلوك الصين البيئي، ولا ننسى ما فعلته بنا في (كورونا ١٩) منذ عام ٢٠٢٠
تستخدم الصين الوقود الأحفوري وخاصة الفحم لتوليد الطاقة، وبالتالي تعاني هي نفسها من أسوأ انواع التلوث.
وعد الرئيس الصيني جان بينغ بأن تكون الصين محايدة كربونيا في عام ٢٠٦٠ بخلاف المانيا التي قالت ٢٠٥٠
من يصدق بأن ناتج الصين في عام ١٩٩٠ يكافئ ٦% فقط من ناتج امريكا.
من يصدق بأن استهلاك الصين في عام ١٩٩٠ للطاقة كان ٣٤% من استهلاك امريكا!
تريد الصين ان تكون الاولى اقتصاديا في نهاية العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، وبالتالي فهي لا تلتزم بالحد من انبعاثات الكربون حتى ٢٠٣٠
ولكنها التزمت انه بعد ٤٠ سنة من الآن ستلتزم بالحياد الكربوني.
ما حصل في بداية ١٩٩٠ هو خصخصة الصناعة والحد من السيطرة الحكومية عليها بالإضافة إلى الانفتاح على السوق العالمية للتجارة.
اعتبارا من ٢٠٠١ أصبحت الصين مصنع العالم كله، واستطاعت خلال عشرين عاما اللحاق بمائة وعشرين عام من الثورة الصناعية للغرب.
وقعت الصين في مشكلة تأمين الطاقة للمصانع والاستهلاك السكني فضاعفت من استخدام الفحم الحجري لتوليد الطاقة اللازمة مقلدةً ما فعله الغرب خلال المائة سنة السابقة عندما فعل نفس الشيئ، وبالتالي حسب نظري فإن الثورة الصناعية والترف المادي للغرب والصين كان على حساب بيئة كرتنا الأرضية التي نتشارك العيش عليها!
كانت مدينة بيكين الأكثر تلوثا في العالم لمدة عشرة سنوات.
في الواقع ان الصين تتزعم الجهود في البحث عن الطاقة النظيفة.
منذ ٢٠١٠ استنفرت الصين في صناعة الألواح الشمسية ثم مشاريع الرياح، واستطاعت تخفيض كلفة صناعتها كثيرا فانتشرت صناعتها في كل الأرض.
استطاعت تصنيع الطاقة من الشمس والرياح وتأمين ١٠% من الطاقة اللازمة لعام ٢٠٢٠
اما واقع الصين في عام ٢٠٢٠ في مصادر الطاقة فهو:
٦٠% من الفحم
١٦% من الكهرومائية
٨% من الرياح
٥% من المفاعلات النووية
٤% من طاقة الشمس
٣% من الغاز
٢ من الطاقة الحيوية
فهل يمكن للعرب وغيرهم ان يكون لهم هذا الطيف الواسع من مصادر الطاقة؟
في مؤتمر باريس ٢٠١٥ بدأت الصين بالاجتهاد الجدي الرسمي للحد من انبعاثات الكربون، ولكن أفادت بأنه لن يكون ذلك قبل ٢٠٣٠
من مشاريع الصين المنجزة للطاقة الشمسية في شنغهاي في غرب الصين لمساحة ٦٠٠ كم٢ ، فهل لدى العرب والافريقيين مساحات مشمسة فارغة!!
تخطط الصين في عام ٢٠٣٠ لانتاج ١.٢ تيراواط للكهرباء من الرياح والشمس بما يكافئ احتياج امريكا من الكهرباء اليوم (٢٠٢٢)، وهي تسيطر على ٧٥% من سلسلة التوريد العالمية للطاقة الشمسية.
يبدو ان العودة لعهد المفاعلات النووية أصبح الآن مشجعا بعد شح الوقود الأحفوري، والالتزام بحد الانبعاثات الكربونية.
تخطط الصين لبناء ١٥٠ مفاعل نووي في الخمسة عشر عاما ، وهو أكثر مما بناه العالم بأسره خلال ٣٥ سنة على الرغم من الكلف العالية للبناء، وقد قلت سابقا بأن على السعودية وغيرها البدء ببناء عشرات المفاعلات النووية الصغيرة التي تلبي حاجة المناطق المحيطة بها من الطاقة، ولكن يبدو ان التفاعل (مع اقتراحي) باهت حتى الآن.
يضاف لما ذكرناه ان المواد الاولية متوفرة لدى الصينيين لصناعة البولي سيليكون الخاص بالالواح الشمسية والكوبالت الخاص بصناعة البطاريات.
هذا واقع ما حولنا، والكيّس من اتعظ بغيره.
د سعدالدين البزرة