تيار المستقبل السوري، لماذا تيار؟
يطلق مصطلح “تيّار” في الأعراف السياسية عادةً على الكيانات السياسيّة المدنية، التي تسعى لتحقيق مصلحةٍ وطنيةٍ بإرادةٍ شعبيةٍ، بغية تحسين حالاتٍ اقتصاديَّة أو اجتماعيَّة أو سياسيَّة، سواءٌ بشكلٍ منفرد، أو جميعاً ضمن إطار رؤية جامعة، هذا من ناحية، ومن جانبٍ آخر فإنّ مصطلح “تيّار” يُعدّ أكبر شُمولاً، وأكثر مرونةً من مصطلح “حزب”، مما يُلجئ العديد من الأحزاب إلى إدعاء كونها تيارات، لتوحي تحرُّرها من القيود العقديَّة والالتزامات الانضباطيَّة الصارمة، والمفروض توافرها في الحزب السياسي.
تيار المستقبل السوري يعتبر نفسه حراكاً سورياً مدنياً يتبنى أفراده هدف تغيير النظام السوري القائم، والتأكد من عدم مشاركته في السلطة بأيّ شكلٍ أو لون، ونعمل في تيار المستقبل السوري على قلب حالة اللانظام القائمة في سورية، تحت ما تعارف عليه بمسمّى (النظام السوري)، إلى تشكيل وبناء نظامٍ وطنيٍّ ديمقراطيٍّ شعبيٍّ قويٍّ ومتماسك، بحيث يمكننا والآخرين أن نشاركه فعلياً العمل السياسي على أرض الواقع في سورية الموحدة، أو أن نكون في مقلب المعارضة الوطنية المحقّة له.
تيار المستقبل السوري يرى أن مصطلح “تيار” أعم من مصطلح “حزب”، حيث أن الأحزاب تهدف غالباً إلى تحقيق عقيدةٍ سياسيةٍ ذات أيدلوجيةٍ محددة، وغالباً ما تكون من المستوردات، وعلى هذا الأساس وذاك المسمّى تكون مشاركته في السلطة! بينما تهدف التيارات السياسية إلى تغيير الوضع القائم في المجتمع من خلال تحقيق أهداف وطنية مصلحية غير عقدية، بحيث تمكّنه من المشاركة في السلطة حسب سقف التزاماته مع الشعب، وإمكاناته للتنفيذ على أرض الواقع.
تيار المستقبل السوري يؤمن بتنوع الأفكار والرؤى داخل التيار مهما كانت، مادام الإطار الجامع واحداً والهدف موحَّداً، وهو ما لا يمكن للحزب امتلاكه.
تيار المستقبل السوري يؤمن بحق جميع السوريين مهما كانت أحزابهم أو انتماءاتهم أو توجهاتهم السياسية، بالمشاركة معنا في التيار، ورسم رؤيته العامة ومنهجه الجامع.
تيار المستقبل السوري يرى أن المرونة تعدُّ ضرورة مصلحية في المواقف كلّها، والتي تتغير حسب الزمان والمكان والظروف، وبالتالي فإننا نؤمن بالتجدُّد الدائم وعدم الثبات الحزبي، وهو أحد شعارات التيار الأولى منذ تأسيسه (فكرٌ متجدّد)، ويستند بذلك إلى قراءته الواقعية والموضوعية وليس إلى مناهج فكريةٍ ثابتةٍ مُقولبةٍ لا تتغير!
تيار المستقبل السوري يرى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن السوري، لكنه لا يجمد عندها، بل يسعى حسب الظروف الراهنة لتحقيق أفضل المصلحتين، وتجنب أسوأ المفسدتين، الأمر الذي يعطي للتيار مرونةً كبيرةً في التغيّر والتبدّل والتحرّك نحو الأصلح للوطن والمواطن معاً.
تيار المستقبل السوري لا يؤمن بفكر الانتساب كما الأحزاب الأخرى، بل يعدُّ كلّ من يشترك معه بالأهداف أنه جزءٌ شريكٌ من كوادره إن أعجبه فكره ومرونته، ومن لم يكن جزءاً منه بحيث يدور في فلكه، فهو ليس بالضرورة أن يكون عدواً أو خصماً.
تيار المستقبل السوري لا تصلُّب لديه في التعامل مع الشخصيات السورية، ولا قواعد ملزمة لنسج علاقاته العامة، سواءً مع الأفراد أو الجماعات أو الكيانات، فهو يدور حيثما تدور المصلحة، انسانيةً كانت أو وطنيةً أو أخلاقية، فنجتهد في مقاربتها، ونعمل على تحقيقها.
تيار المستقبل السوري يؤمن بحقّ الاجتهاد مُشَرّعاً على مصراعيه، وحق تغيير الاجتهاد حينما تقتضي الحاجة الشعبية والمصلحة الوطنية والضرورة الحياتية، مما يقضي وقوع أخطاء في بعض الأحيان ضمن الممارسة السياسية اليومية، وحق الإستفادة منها دونما مكابرة، أو زعم احتكار الحقيقة، وبذلك يدور التيار مع اجتهاداته بقوةٍ وثقةٍ مهما اختلفت الظروف وتطورت الأحوال وتغيرت تلك الاجتهادات.
تيار المستقبل السوري يرى مهمته تكمن في إيجاد الحلول الممكنة، والعمل بواقعيةٍ لا بمثاليةٍ مفرطة، لهذا ينظر دائماً إلى المناخ السياسي العام، ويهتم كثيراً بالحاجات والضرورات، فيتعامل معها بطريقته الخاصة الفريدة، دونما تقليدٍ لأحد، أو سيرٍ في ركاب الآخرين داخلياً أو خارجياً.
تيار المستقبل السوري لا يعتبر نفسه تكتلاً قبلياً أو عشائرياً أو دينياً أو أيدلوجياً، بل يقوم على رئاسةٍ هرميةٍ منذ اللحظة الأولى، بسيرورةٍ مرنةٍ هادئةٍ مدنيةٍ، مما يسهّل متابعة أعماله، وتنظيم علاقاته العامة، والتعامل بشكلٍ منهجيٍّ مدروسٍ خاصٍّ داخله ، وتفاعلٍ متزنٍ وواضحٍ خارجه.
تيار المستقبل السوري تيار مدني غير عسكري، لا يستخدم العنف أو السلاح في برنامجه.
تيار المستقبل السوري لا يرى الانتقال للعمل الحزبي مستقبلاً، فرسالة التجديد المستمر والتطور الدائم هدفٌ لازمٌ له، لهذا اختار مصطلح “Movement” والتي تعني تياراً لا يمرُّ فحسب! بل يعدُّ في حالة استمرارٍ دائم، وقد يتطور لأن يُحدثَ تيارهُ تياراتٍ أخرى تدور في فلكه أو تصبُّ في صالحه، لذا لم نختر مصطلح “Current” والذي يدل على معنى الموجة التي تمر وتتوقف دون استمرار! فكان الاسم الرسمي الكامل: Syrian Future Movement مثال التجدد والتجديد، والخروج عن المألوف والمتبع في تسمية التيارات المشابه.
تيار المستقبل السوري يؤمن بالعمل المركزي المنظم، والتشاركية الفعالة في المسار الوطني، بكل الاتجاهات الاجتماعية والدينية والسياسية والفكرية.
تيار المستقبل السوري يَقصِر عمله ونشاطه على سورية الموحّدة فقط، وخدمة المواطن السوري داخل الوطن وخارجه أينما وُجد، ويتفاعل ليكون فاعلاً ومؤثراً مع محيطه الإقليمي وجسور علاقاته الدولية ضمن هذا المسار.