يتقدم تيار المستقبل السوري بأسمى آيات التهنئة والفخر إلى الشعب السوري العظيم بمناسبة انتهاء قانون قيصر نهائياً وغير مشروط، بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون موازنة الدفاع الوطني لعام 2026م والذي ألغى هذا القانون بشكل كامل.
يؤكد تيار المستقبل السوري بأن هذا الإنجاز التاريخي لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة تضحيات جسام قدمها الشعب السوري على مدى سنوات طويلة من المعاناة والصمود في وجه الحرب والحصار الاقتصادي القاسي.
كما أنه نتاج جهود دبلوماسية مكثفة ومنظمة قادتها الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع المنظمات السورية الأمريكية مثل المجلس السوري الأمريكي والتحالف السوري الأمريكي للسلام والازدهار، إلى جانب دعم الحكومة السورية الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
هذه الجهود المشتركة أثبتت أن وحدة السوريين وإصرارهم قادرة على تغيير الواقع مهما كانت التحديات.
يرى تيار المستقبل السوري انتهاء قانون قيصر كونه يُمثل فجر يوم جديد لسورية، ويفتح أمامنا آفاق التعافي والازدهار بعد سنوات من العزلة الاقتصادية التي أرهقت شعبنا وأعاقت تنميته.
ومع هذا الإنجاز، ندخل مرحلة ما بعد القانون التي تتطلب من الحكومة السورية ومن كل السوريين داخل الوطن وخارجه مسؤولية تاريخية مشتركة في العمل الجاد والمنظم على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاستثمارية اللازمة لبناء سورية الجديدة.
من هذا المنطلق، يؤكد تيار المستقبل السوري على الرؤية الوطنية التالية للمرحلة المقبلة:
- الإصلاح السياسي الشامل: الإسراع في صياغة دستور جديد ديمقراطي يضمن فصل السلطات، وحقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية، مع إجراء انتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها كل مكونات الشعب السوري.
- الإصلاح الاقتصادي والاستثماري: وضع خطط اقتصادية شفافة وفعالة لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتنشيط القطاعات الإنتاجية، ومكافحة الفساد، وتحقيق عدالة توزيع الثروة، مع التركيز على إعادة الإعمار المستدام ودعم الطبقات المتضررة.
- تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة: إطلاق حوار وطني شامل يجمع كل القوى السياسية الوطنية، وتفعيل آليات العدالة الانتقالية لمعالجة جراح الماضي دون إقصاء أو انتقام.
- الحفاظ على السيادة والاستقلال: بناء علاقات خارجية متوازنة تخدم مصالح الشعب السوري أولاً، مع رفض أي تدخل يمس سيادة الوطن أو وحدته.
إن تيار المستقبل السوري، المنبثق من روح الثورة السورية المباركة، يتعهد ببذل كل جهد ممكن لدعم هذه الإصلاحات والمساهمة فيها، سواء من خلال مقترحات سياسية أو برامج ميدانية.
وإن مسؤوليتنا اليوم أكبر من أي وقت مضى، تحويلَ رفع العقوبات إلى فرصة حقيقية للنهوض، لا أن نعود إلى أخطاء الماضي.
مبارك لشعبنا الصامد هذا النصر، ولنعمل معاً يداً بيد لبناء سورية حرة، عادلة، ومزدهرة.
