اليوم العالمي لعائلة اللغة التركية

انطلاقاً من رؤيته الوطنية المنفتحة، وإيمانه بأن الثقافة واللغة تشكلان ركيزة أساسية في إعادة بناء الدول الخارجة من النزاعات، يتوقف تيار المستقبل السوري عند إحياء اليوم العالمي لعائلة اللغة التركية، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في الخامس عشر من ديسمبر من كل عام، بوصفه مناسبة دولية تؤكد مركزية التنوع اللغوي والثقافي في تعزيز التفاهم الإنساني، وترسيخ الحوار بين المجتمعات، وصون التراث غير المادي للشعوب.

يرى تيار المستقبل السوري أن هذه المناسبة تكتسب أهمية خاصة في اللحظة السورية الراهنة، حيث تمر سورية بمرحلة انتقالية مفصلية، تتطلب مراجعة عميقة لأسس بناء الدولة والمجتمع، والانتقال من منطق الإقصاء والصراع إلى منطق الشراكة والمواطنة المتساوية.
وفي هذا السياق، يؤكد تيار المستقبل السوري أن الاعتراف بالتعدد الثقافي واللغوي، واحترامه ضمن إطار وطني جامع، يمثل شرطا ضروريا لبناء دولة المؤسسات والقانون، وليس ترفا ثقافيا أو مسألة ثانوية.

يرى تيار المستقبل السوري أن القيم التي يدعو إليها هذا اليوم، وفي مقدمتها احترام التنوع، وحماية الذاكرة الثقافية، وتعزيز التواصل الحضاري، تنسجم مع الحاجة الملحة إلى إعادة ترميم النسيج الاجتماعي السوري، الذي تضرر بفعل سنوات طويلة من الاستبداد والعنف وتسييس الهويات.
فالتنوع في سورية، بما فيه التنوع اللغوي والثقافي، كان تاريخيا أحد مصادر قوتها، ودليلا على قدرتها على التعايش والانفتاح، لا سببا لانقسامها أو ضعفها.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن التفاعل الإيجابي مع المبادرات الثقافية الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وفي مقدمتها "يونسكو"، يعكس توجها استراتيجيا نحو إعادة تموضع سورية ضمن المنظومة الدولية، بوصفها دولة تحترم القيم الإنسانية المشتركة، وتؤمن بدور الثقافة والتعليم والبحث العلمي في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. ويشكل ذلك بُعدا مهما من أبعاد الدبلوماسية الثقافية، التي تحتاجها سورية في مسار استعادة الثقة وبناء الشراكات الدولية على أسس حديثة ومتوازنة.

وفي هذا الإطار، يدعو تيار المستقبل السوري إلى تطوير سياسات ثقافية وتعليمية وطنية، تراعي التنوع، وتدعم الدراسات اللغوية والبحث العلمي، وتسهم في حماية التراث الثقافي بكافة أشكاله، ضمن رؤية واضحة تعتبر الإنسان محور التنمية، والثقافة أداة بناء، لا وسيلة صراع أو استقطاب.

يؤمن تيار المستقبل السوري أن سورية المستقبل التي ننشدها هي دولة موحدة، قوية بمواطنيها، منفتحة على محيطها، قادرة على إدارة تنوعها بعدالة وحكمة، ومؤهلة للانخراط الإيجابي في النظام الدولي المعاصر. ومن هذا المنطلق، فإن إحياء هذه المناسبة يمثل فرصة لتأكيد التزامنا برؤية وطنية صلبة، تنطلق من الداخل السوري، وتنفتح على القيم الإنسانية العالمية، في آن واحد.

شاركها على:

اقرأ أيضا

تصعيد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضد الحكومة السورية الانتقالية

تحليل شامل لتصعيد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، وأثره على الحكومة الانتقالية والتنمية المستدامة.

15 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

إطلاق مديرية آثار حمص لحملة مكافحة التنقيب غير الشرعي عن الآثار في مدينة تدمر

إطلاق مديرية آثار حمص لحملة مكافحة التنقيب غير الشرعي يعكس أهمية حماية التراث الثقافي في تدمر.

15 ديسمبر 2025

إدارة الموقع