يرحب تيار المستقبل السوري بإعلان وزارة الطاقة السورية يوم الخميس 2025/12/11م، عن قائمة جديدة تضم أسماء موظفين مفصولين تعسفياً من وزارة الكهرباء، تمهيداً لإعادتهم إلى العمل، ويعتبر هذه الخطوة تصحيحا جزئياً لمسار طويل من الظلم الإداري الذي طال آلاف السوريين بسبب مواقفهم السياسية أو مشاركتهم في الحراك الشعبي.
يرى تيار المستقبل السوري أن إعادة هؤلاء الموظفين إلى وظائفهم لا تمثل فقط استحقاقا قانونيا، بل هي أيضا واجب أخلاقي تجاه من حُرموا من حقوقهم بسبب مواقفهم الوطنية، ويجب أن تُستكمل بإجراءات أوسع تشمل جميع المؤسسات والوزارات التي مارست الفصل التعسفي خلال العقود الماضية.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الخطوة، رغم أهميتها، لا تزال محدودة النطاق، وتفتقر إلى إطار قانوني شامل يضمن العدالة الإدارية، ويمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً، ويكفل تعويض المتضررين عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم.
يشدد تيار المستقبل السوري على أن العدالة الإدارية لا تكتمل بإعادة المفصولين فقط، بل تتطلب:
- إصدار قانون خاص بإعادة الحقوق للموظفين المفصولين تعسفياً، بما فيهم من تم كف يده ومن وصل للتقاعد وتأذى من سياسات النظام البائد.
- تشكيل لجنة وطنية مستقلة لمراجعة جميع ملفات الفصل منذ عام 2011.
- ضمان الشفافية في المعايير المعتمدة لإعادة المفصولين، بعيدا عن المحسوبيات أو الانتقائية.
- تعويض المتضررين عن سنوات الفصل، بما يشمل الأجور المستحقة، والترقيات، والحقوق التقاعدية.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن إصلاح الإدارة العامة هو أحد أعمدة بناء سورية الجديدة، ولا يمكن تحقيق دولة المؤسسات دون تطهير الجهاز الإداري من آثار التسييس، وإعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية التي أُقصيت ظلماً.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تحويل هذه المبادرات الجزئية إلى سياسة وطنية شاملة، تُدار بشفافية، وتُنفذ وفق معايير العدالة والمساواة، وتُشرف عليها جهات مستقلة لضمان نزاهتها وفعاليتها.
يُشدد تيار المستقبل السوري على أن إعادة المفصولين يجب أن تُرافقها عملية إصلاح إداري شاملة، تشمل تحديث القوانين، وتطوير آليات التوظيف، وتعزيز مبدأ الجدارة، بما يضمن بناء جهاز إداري كفؤ، نزيه، وخادم للمواطن لا للسلطة.
يُجدد تيار المستقبل السوري التزامه بالدفاع عن حقوق جميع السوريين، والعمل من أجل بناء دولة تحترم الإنسان، وتُعيد الاعتبار لكل من ظُلم، وتُرسخ ثقافة العدالة والمواطنة، وتُؤسس لمستقبل لا مكان فيه للإقصاء أو الانتقام.
