يرحب تيار المستقبل السوري بما أعلنته وزارة النفط والثروة المعدنية السورية عن وصول ناقلة النفط السعودية "بيتاليدي" إلى مصب ميناء بانياس البحري، بتاريخ2025/11/18م، محمّلة بـ 89,282 طن نفط خام إلى ميناء بانياس، في خطوة تمثل دعما ملموساً لسورية في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة.
ونؤكد أن هذه الشحنة رسالة سياسية واقتصادية استراتيجية تعكس عمق العلاقات التاريخية بين سورية والمملكة العربية السعودية، وتفتح آفاقاً للتعاون المستقبلي على مختلف الصعد.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها سورية تستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية لإعادة بناء الدولة والمجتمع.
وفي هذا السياق، تمثل هذه المنحة خطوة مهمة لتعزيز الأمن الطاقي الوطني، وتخفيف الضغوط الاقتصادية واللوجستية على المصافي السورية، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتوفير المشتقات النفطية الضرورية للمواطنين والصناعة والزراعة.
ويرى تيار المستقبل السوري أن العلاقات الثنائية بين سورية والسعودية في هذه المرحلة تحمل بعداً حضارياً واستراتيجياً، إذ يمكن لهذه الشراكة أن تُسهم في استعادة الثقة الإقليمية، وتنشيط المبادرات الاقتصادية، وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي. فالتعاون في قطاع الطاقة لا ننظر إليه فقط كمعالجة عاجلة للأزمات، بل كرافعة لإعادة تأهيل البنية التحتية، وتحريك عجلة التنمية، وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
كما يؤكد تيار المستقبل السوري على أن إدارة هذه المنحة والاستفادة منها يجب أن تكون ضمن رؤية وطنية شاملة، تشمل:
- ضمان الاستخدام الأمثل للشحنة في تشغيل المصافي وتوفير المشتقات الأساسية، مع مراعاة الكفاءة والتخطيط بعيد المدى.
- تعزيز قدرات البنية التحتية النفطية السورية لتصبح جاهزة لاستقبال شحنات إضافية أو تنويع مصادر الطاقة، بما يقلل من الاعتماد على أي جهة واحدة.
- الشفافية والمراقبة الوطنية لضمان أن تستثمر هذه الموارد في خدمة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.
- تعميق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الصديقة، بما يدعم موقف سورية على الصعيد الإقليمي والدولي ويعزز فرص إعادة الإعمار والاستثمار.
يرى تيار المستقبل السوري في هذه المبادرة فرصة للارتقاء بمفهوم التعاون الوطني والدولي، وجعل إدارة الموارد الوطنية أداة لتحقيق التنمية المستدامة، وربط السياسة بالطاقة والخدمات العامة بطريقة تخدم جميع المواطنين.
تيار المستقبل السوري يؤكد على أن هذه الشحنة تمثل بداية لتحركات أكثر استراتيجية نحو تحقيق الأمن الطاقي، واستقرار الاقتصاد الوطني، وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة، بما يعكس رؤية وطنية واضحة لبناء سورية الحديثة، القادرة على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق التنمية والازدهار لجميع أبنائها.