يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام وارتياح كبيرين إعلان وزارة الداخلية السورية إصدار تعليمات تهدف إلى منع مضايقة الكوادر التربوية داخل المدارس، وضمان بيئة عمل آمنة ومحترمة للمعلمين والعاملين في المؤسسات التعليمية.
ويعتبر تيار المستقبل السوري هذا القرار نقطة تحول في مسار إصلاح المنظومة التربوية السورية، إذ يؤكد انتقال الدولة من منطق السيطرة إلى منطق الحماية والتمكين، ضمن مشروع بناء دولة القانون والمؤسسات بعد المرحلة الانتقالية.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه الخطوة تعبّر عن تحول ثقافي وإداري جوهري في فلسفة الحكم، وتعكس التزام الدولة السورية الجديدة بإرساء احترام كرامة العاملين في الحقل التربوي.
كما تؤكد هذه الخطوة أنّ المدرسة يجب أن تكون فضاءً للعلم والعدالة الاجتماعية، لا مجال فيه لأي تمييز أو ضغط نفسي أو إداري على المربين والمعلمين، وأنّ حماية المعلم هي حماية للهوية الوطنية ذاتها.
يرى تيار المستقبل السوري أن نجاح هذه المبادرة يتطلب منظومة متكاملة من الإجراءات العملية، تشمل:
- إحداث وحدة رقابية تربوية مستقلة لمتابعة قضايا الانتهاك أو المضايقة ضد الكوادر التربوية.
- تفعيل نظام شكاوى آمن وسري داخل المدارس والإدارات التعليمية.
- إقرار حزمة إصلاح مالي عاجلة لتحسين رواتب العاملين في التربية، بما يوازي الحدّ الأدنى من تكاليف المعيشة، ويضمن كرامة المعلم واستقلاله الاقتصادي.
- مراجعة سلم الرواتب والدرجات الوظيفية للمعلمين والموجهين التربويين على نحوٍ يعكس القيمة الاجتماعية لمهنتهم ويحفّز الكفاءات الشابة على البقاء في قطاع التعليم.
يشدد تيار المستقبل السوري على أن تحسين دخل المعلم جزء لا يتجزأ من الأمن التربوي، فالمعلم الذي يعاني من ضغوط معيشية لا يستطيع أداء رسالته بكفاءة ولا الالتزام بأخلاقيات المهنة.
ومن ثم، يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة الانتقالية إلى تضمين الكادر التربوي ضمن أولويات الموازنة العامة، وتخصيص نسبة مستقرة من الناتج المحلي لقطاع التعليم، مع مراقبة تنفيذ هذه الالتزامات ضمن معايير العدالة الاجتماعية.
يرى تيار المستقبل السوري أنّ الأمن الوطني لا يتحقق بالسلاح وحده، بل بالمعرفة والوعي والمسؤولية الأخلاقية.
والمعلم هو الركيزة الأولى في بناء هذا الوعي، ما يجعل من دعمه ماديا ومعنويا قضية أمن قومي وثقافي بامتياز.
وإنّ حماية كرامة المعلم، وتحصينه من الضغوط المعيشية والإدارية، تمثل أساسا لتجفيف منابع الجهل والتطرف والانقسام داخل المجتمع السوري.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن رفع رواتب الكوادر التعليمية يجب أن يُنظر إليه كجزء من مشروع وطني متكامل لإصلاح التعليم، يشمل:
- تحديث المناهج وتحريرها من الأيديولوجيا القديمة.
- اعتماد نظم تدريب وتأهيل مستمرة للمدرسين.
- تأمين بيئة مدرسية لائقة من حيث البنية والخدمات.
- تحسين الوضع المعيشي للمعلم بما يعيد الاعتبار الاجتماعي والمادي لدوره المركزي في النهضة الوطنية.
إنّ تيار المستقبل السوري إذ يرحب بقرار وزارة الداخلية ويثمّن توجه الحكومة الانتقالية لحماية الكوادر التربوية، يؤكد أن رفع أجور المعلمين وضمان كرامتهم المعيشية يمثلان الشرط الحقيقي لنهضة التعليم في سورية.
فلا نهضة وطنية دون مدرسة حرة، ولا مدرسة حرة دون معلم مكرّم قادر على أداء رسالته.
وإذ يدعو تيار المستقبل السوري كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني إلى العمل المشترك لترسيخ ثقافة احترام المعلم، فإنه يؤكد التزامه الكامل بالدفاع عن حقوق العاملين في الحقل التربوي، باعتبارهم قلب مشروع “سورية المستقبل” وروحه الحية.