يتابع تيار المستقبل السوري ببالغ القلق والأسى الجريمة المروعة التي وقعت يوم الأربعاء 1 تشرين الأول / أكتوبر 2025 في قرية "عناز" بوادي النصارى بريف حمص الغربي، والتي أودت بحياة ثلاثة شبان أبرياء إثر إطلاق نار من قبل جهات مجهولة، وقد عبّرت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عن إدانتها الشديدة لهذه الجريمة، ووصفتها بأنها "يد الغدر التي امتدت إليهم في جريمة آثمة يندى لها جبين الإنسانية"، مؤكدة أن ما جرى يمثل عبثاً خطيراً بالسلم الأهلي في سورية.
إن تيار المستقبل السوري، إذ يعرب عن تضامنه الكامل مع أهالي الضحايا ومع أبناء منطقة وادي النصارى، يؤكد أن هذه الجريمة لا تمثل فقط اعتداءً على حياة الأفراد، بل تشكل تهديداً مباشراً للنسيج الوطني السوري، ومحاولة آثمة لضرب التعايش الأهلي الذي لطالما ميّز هذه المنطقة، ويُعد من ركائز سورية المدنية التي ننشدها.
وفي هذا السياق، يحيّي تيار المستقبل السوري بكل فخر واعتزاز أبناء مدينة حمص الذين خرجوا مساء السبت 4 تشرين الأول / أكتوبر 2025 في مظاهرة سلمية تعبّر عن تضامنهم مع إخوتهم المسيحيين في وادي النصارى، وتؤكد أن الشعب السوري، بكل مكوناته، يرفض الفتنة، ويقف صفاً واحداً في وجه محاولات العبث بالسلم الأهلي.
يؤكد تيار المستقبل السوري على ما يلي:
- الإدانة المطلقة لهذه الجريمة النكراء، والدعوة إلى تحقيق عاجل وشفاف ومستقل، يكشف الفاعلين ويقدمهم للعدالة دون تأخير أو تسييس.
- رفض أي محاولة لتوظيف الجريمة سياسياً أو طائفياً، والتأكيد على أن حماية السلم الأهلي مسؤولية وطنية جامعة لا تقبل المساومة.
- دعوة الحكومة السورية إلى إشراك منظمات المجتمع المدني والجهات الحقوقية المستقلة في مراقبة التحقيقات، وضمان نزاهتها وشفافيتها.
- مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بتكثيف حضورها في المناطق الحساسة، ودعم جهود المصالحة المحلية، وتعزيز آليات الحماية المجتمعية.
- تأكيد أن السلم الأهلي هو حجر الأساس في أي عملية انتقال سياسي ناجحة، وأن ترسيخه يتطلب إصلاحاً عميقاً في المؤسسات الأمنية والقضائية، وضمان العدالة والمساءلة.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه الجريمة يجب أن تكون جرس إنذار لكل القوى الوطنية، بأن المرحلة القادمة لا يمكن أن تُبنى على التجاهل أو التساهل مع من يعبث بأمن السوريين ووحدتهم، ويجدد التيار دعوته إلى بناء سورية جديدة، قائمة على العدالة، والمواطنة، والعيش المشترك، حيث لا مكان للعنف أو التمييز أو الإفلات من العقاب.