يرحب تيار المستقبل السوري بقرار السيد محافظ دير الزور، غسان السيد أحمد، الصادر بتاريخ 21 أيلول 2025، والقاضي بـ إلغاء مشروع تخصيص أجزاء من متحف دير الزور لوزارة التنمية الإدارية، والإبقاء عليه كمَعلم ثقافي مستقل، ونعتبرها خطوة تعبّر عن وعي متنامٍ بقيمة التراث الثقافي السوري.
يحيي تيار المستقبل السوري هذا القرار الحكيم حيث يأتي استجابة لصوت المجتمع المدني والناشطين في مجال التراث، الذين عبّروا عن قلقهم المشروع إزاء تحويل فضاء ثقافي أصيل إلى مكاتب إدارية، بما قد يشكل خرقًا للاتفاقيات الدولية التي تحمي المتاحف وتعتبرها مراكز إشعاع ثقافي، إذ يُعد متحف دير الزور من أبرز المؤسسات الثقافية في منطقة الفرات الأوسط، حيث احتضن منذ تأسيسه بعثات أثرية دولية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وعرض مقتنيات تمثل حضارات عريقة مثل ماري ودورا أوروبوس وتل الشيخ حمد، ورغم ما لحق به من أضرار خلال سنوات الحرب، لا يزال مدرجًا على قوائم المتابعة في اليونسكو، لما يحمله من قيمة حضارية وإنسانية.
إننا إذ نثمّن في تيار المستقبل السوري هذا القرار، نؤكد أن الحفاظ على المتاحف لا يقتصر على صون التراث، بل ينعكس إيجابًا على التنمية السياحية والثقافية، ويعزز الهوية المحلية، ويُسهم في جذب الاستثمارات الثقافية، كما نحيي إطلاق مشاريع ترميم وتطوير جديدة لصالح المتحف، بما يعكس التزامًا حقيقيًا بجعل الثقافة جسرًا للتلاقي والتنمية المستدامة.
يُعبر تيار المستقبل السوري عن تقديره العميق لكل من ساهم في حماية هذا المعلم، ونأمل أن يكون هذا القرار رسالة أمل بأن الثقافة ستظل حارسة للذاكرة، وركيزة لمستقبل أكثر وعيًا وثراءً بالمعرفة.