العامل الديني في الصراع البشري، سورية وفلسطين نموذجاً
تيار المستقبل السوري
المكتب الديني
البحوث والدراسات
بحث رقم (01 – 10 – 2023)
مقدمة
يمكن القول إنه وحتى الحروب التي نصِفها بأنها حروبٌ دينية، فإنها في عمقها هي حروبٌ علمانية! أو بمعنى أدق: ذات بُعدٍ اقتصاديّ أو اجتماعيّ أو سياسيّ أو جغرافي أو غيره.
وباستقراء بسيط للتاريخ البشري فإننا نرى أن العامل الديني، كان عاملاً مكوناً للخيال الانساني، وإن تداخلت في الصراعات البشرية عوامل إثنية وجغرافية واقتصادية وغيرها، فإنه لا يجوز إنكار العامل الديني في جوهر الصراع، ولعل الحروب التي اصطبغت بالدين بعد رحلة ذي القرنين إنما منشؤها في الغالب الديانات الإبراهيمية “اليهودية، المسيحية، الإسلام”، طبعاً دونما إغفال لأديان أخرى قديمة، كما “المجوسية”، ومعاصرة كما “الهندوسية” و “الزردشتية” و “الكنفوشية”، وهذا ما سنحاول تجليته في هذه الدراسة من قسم البحوث والدراسات في المكتب العلمي لِ تيار المستقبل السوري.
فالحِمْيَريون مثلاً، والذين كانوا وثنيين، واعتنقوا اليهودية سنة 425 للميلاد، وصاروا مملكة نكَّلت بالمسيحيين، غزتها قوات الحبشة “أثيوبيا” المسيحية سنة 531م، والتي عزز قواتها الامبراطور البيزنطي في القسطنطينية[1].
هذا المثال يمكن اعتباره جلياً لتأثير العامل الديني في نحت الصراع البشري وتوجيهه أيضاً.
في هذه الدراسة سنستخدم نموذجين معاصرين لتبيان استمرار تأثير العامل الديني في الصراعات، الأول: المثال السوري، نقف عنده بشكل معمق أكثر كونه يخصنا كسوريين، والمثال الآخر هو الفلسطيني باعتباره حديث الساعة بعد زلزال 7 أكتوبر، وماجرّ من تبعات مؤلمة هزت كيان كل عربي ومسلم، بل وكل (إنسان)، ولعل هذه الدراسة تصف الواقع، وتضع اليد على مسألة آن أوان إيجاد حل لها.
العامل الديني في الصراع السوري الحديث:
في عصرنا الحديث نرى عامل الدين مؤثراً في الصراع السوري، فبعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي كان سؤال الوقت حينها عن موقف الإسلام من الاشتراكيَّة والرأسماليَّة، ولذلك تمَّ اصدار النَّشرات في مجلة المنار التَّابعة لجماعة الإخوان السوريين، وتمَّ تأليف كتاب اشتراكية الإسلام من قبل د.مصطفى السباعي[2], ويُمكن إجمالاً اعتبار أن التيارات الإسلامية عند نشأتها في سورية كانت مُنضويةً ضمن جماعة الإخوان المسلمين، كما ويمكن اعتبار الجماعة([3])مُرتكزَ الفكر الحركيِّ الإسلاميِّ السوريِّ في الأربعينات والخمسينات، إلى أن بدأ الصراعُ في السِّتينات ضمن جماعة الإخوان أنفسهم على قضية الجهاد المُسلح، بين جماعة “عصام العطار”، وجماعة “سعيد حوى” (-1409هـ – 1989م) و “عدنان سعد الدين” (-1431هـ – 2010م)([4]).
ومنذ استلام حزب البعث العربي الاشتراكي زمام السلطة في سورية، ثم خروج جماعة الاخوان المسلمين منها، ثم اتهامهم حزب البعث الاشتراكي بأنه حزبٌ معادٍ للإسلام، هناك صار الشرخ واضحاً[5],وبدا الدين مؤثراً وموجِهاً لصراعٍ سوريٍّ سوريّ بشكل واضح، عبر عدة حوامل، لعل أهمها:
– مبدأ “الحاكميّة” أو بتعبير آخر “تطبيق الشريعة الإسلامية، على اعتبار أن نظام الحكم في سورية علمانيٌ نصيريٌ كافر، وأنه يحب قتاله والخروج عليه بالسلاح حتى اسقاطه، ووجوب الاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة، وقد كان لذلك الطرح بالغُ الأثر في زحزحة مفهوم الدَّولة الوطنيَّة! تجلى ذلك في الجدل الكبير الَّذي حصل حول تطبيق القانون العربي المُوحَّد، إذ بعد إقامة مجلس القضاء الموحد في حلب 2012م، حصلت تجاذباتٌ كثيرة حتى تم اعتماد المجلسُ القانونَ العربيَّ الموحَّد.
ثم اعتمدت “المحكمة الشرعية في حلب وريفها” ذاتَ القانون في الإجراءاتِ الجزائية والمدنية، وقرَّرت وفق بيانٍ أصدرته، البدء في تطبيق ذاك القانون اعتباراً من تاريخ 12/10/ 2015.
كما اعتمدت” دار العدل” في حوران القانونَ العربيّ الموحَّد مرجعاً عامَّاً للقضاء في محاكمها في تشرين الثاني 2015، وذلك بعد استفتاءِ العديد من العلماء وطلبة العلم، كان أهمّهم “المجلس الإسلامي السوري” والَّذي دعا إلى اعتماد القانون العربي الموحد ([6]) أساسًا للقضاء في المحاكم الشرعية في سورية.
وقد أعلنت الهيئة القضائية في “حركة أحرار الشام” في 18 حزيران 2017، اعتمادها القانونَ العربيَّ الموحدَّ في جميع المحاكم التابعة لها في سورية، وهي الَّتي رفضته طويلاً عندما اختاره مجلس القضاء الموحد في حلب ([7]).
على الجانب المقابل للسلطة، نرى أنَّ الدين كان أحد العوامل المهمة في تثبيت سلطة النظام السوري وعدم الخروج عليه عبر ما يلي:
1- السُّنة: بنى النظام السوري سرديته الدينية عبر المشيخة السنية باعتبارها ذات مدرسة صوفية أشعرية، وبالتالي هذه المدرسة ترى ضرورة السمع والطاعة لأي سلطان مالم يُرَ منه كفراً بواحاً، والمشيخة السُّنية السورية بالعموم ترى تمايُزاً تاريخيَّاً موجوداً بين أهل الدَّولة والسياسة من جهة، وبين أهل الدِّين من جهةٍ أخرى، ويجب على أهل الدِّين والدَّولة أن يتَّحدا، وبالتالي فلا دور لأهل العلم والدِّين في الممارسة السياسيَّة، وإنَّما دورهم ينحصر في التَّربيَّة الروحيَّة، وأمَّا الفقه السياسيُّ فهو إرشادٌ غيرُ منضبط، بسبب حالة الاستثناءات الَّتي دخلت بها الأمَّة، منذ خلاف عليٍ ومعاوية، وبالتَّالي فالواقع والمصلحة هي المُنطَلق، إضافةً إلى دعوات ضبط رغبات النَّفس التسلُطيَّة بالذِّكر والتَّقوى ومُلازمة العلماء (والذين هم بالأصل من تصنيع معامل السلطة)، ولعل خير من يُمثل هذه السردية هم أصحابُ الطرق الصوفية([8]) مثل جماعةِ أحمد كفتار (1425هـ – 2004م) ومحمد سعيد رمضان البوطي( 1434هـ – 2013م)([9]) وجماعة القبيسيَّات([10]).
2- الأقليات: ترك النظام السوري هامشاً منضبطاً ومراقَباً لنشاط الحركات السلفيَّة في الداخل، وخاصة في الأرياف، ومع اندلاع الثورة السورية استطاعت الحركات السلفية التحرر من قبضة النظام الأمنية، مما أعطاها هامشاً أكبر للخطاب السلفي التقليدي المعروف، واستفاد النظام السوري بخبثه المعهود من جانب، وغبائهم المنقطع النظير، ليشد عصب الأقليات نحوه، وليكسب ولائهم ودعمهم المطلق، ويخلق حاضنته الرئيسية، والتي أمّنت له مساحة لا بأس بها للتركيز بالقضاء على خصومه ومعارضيه، فمثلاً: أظهر الكثير من عامة العلويين منذ اندلاع الثورة السورية (وبصرف النظر عن موقفهم السياسي)، فشلاً واضحاً في التعاطف الأخلاقي والإنساني مع ضحايا أبناء وطنهم ممن قتلهم النظام السوري، كما أظهر الكثير منهم خوفاً من المساجد، ومن كل ما يخرج منها ويصدر عنها، فأظهر الكثير منهم تعاوناً واضحاً مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في قمع الثورة السورية في كافّة مظاهرها السِلمية والعُنفية، كما انخرط الكثير منهم بنشاط في مجموعات “الشبّيحة” و «جيش الدفاع الوطني» فيما بعد، إضافة إلى استمرار اندفاعهم للتعبئة في الجيش النظامي كخدمة إلزامية، وكاحتياط، وكمتطوعين”[11].
من خلال هذه السردية، يمكن اعتبار الدين عاملاً مؤثرا في المشهد السوري الداخلي، مع مراعاة غيره من العوامل التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.
العامل الديني في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:
يعدد “هرتزل” في يومياته الأسباب التي يرى فيها “الأرجنتين” وطناً بديلاً لليهود الذين لم يحرقهم هولوكوست هتلر[12], ولكن العامل الديني اليهودي كان مُصراً على فلسطين، ففي فلسطين هيكل سليمان المزعوم، والمسيحية المتصهينة[13] ترى أن عودة المسيح تستلزم حشد اليهود بأورشليم، فكانت فلسطين بدل الأرجنتين[14],
ويمكن اعتبار الدين مؤثراً في الساحة الفلسطينية بين محورين:
المحور اليهودي:
– اليهود في التلمود والتوراة يُقدسون الملك داوود الذي جعل عاصمته في أورشليم “القدس”، كما أن اليهود يعتبرون حائط المبكى أو الحائط الغربي (البراق)، والواقع أسفل باحة حرم المسجد الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل)، والذي دمره الرومان في العام 70، وهو أقدس الأماكن لديهم.
كما ويقول اليهود إن القدس عاصمتهم التاريخية منذ3000 عام، لأسباب دينية وسياسية، وبحسب روايات التراث اليهودي، فإن القدس بالإضافة إلى وجود الهيكل فيها والذي هُدم مرتين، فإنها كانت عاصمة مملكة اسرائيل التاريخية التي حكمها الملك داوود في القرن العاشر قبل المسيح، وبعدها لمملكة الحشمونيين اليهودية[15].
المحور الفلسطيني:
يمكن اعتبار دعاة تطبيق الشريعة أقلية عند الفلسطينيين، المنقسمين بين علمانيين يسارين أو وطنيين يرون فلسطين بلدهم ويجب مقاومة الاحتلال بحسب الشرائع الدولية.
وبين إسلاميين حاملهم هو الجهاد ضد محتل لبلدهم، وتحت باب ما يسمى “جهاد الدفع”, خصوصاً والمسجد الأقصى مقدس لدى المسلمين[16], وبالتالي يجب اعلان الجهاد الديني[17].
من خلال هذا السرد المختصر، نرى بموضوعية أنَّ لدى الفلسطينيين واليهود ربطاً للدين بالأرض، وبالتالي فنحن بين صدام سرديتين دينيتين متناقضتين أثرتا بالواقع ككل، وبالصراع الفلسطيني الاسرائيلي الدامي! فبين سردية تقول بأحقية اليهود بفلسطين، وسردية تقول بأن اليهود محتلون يجب مقاومتهم، وأن الأرض للفلسطينيين.
خاتمة:
مهما حاول البعض التقليل من دور الدين في التأثير بالواقع فإننا نشاهده مُحركاً قوياً لرسم صراعات استمر لسنوات، سواء في سورية، أو فلسطين!
ويلعب الدين كعاملٍ مهمٍ في تقديم التّضحيات المهولة لأجل الحفاظ على الأرض والعرض، ناهيكم عن الدين والعقيدة! ولعل هذا ما نشاهده اليوم في ثبات أهل غزة في بيوتهم مثلاً رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمونها، واستمرار الثوار في سورية بمقارعة النظام السوري حتى إسقاط حكمه.
كما ونرى تأثير توصيف التوراة لغير اليهود على أنهم بهائم وحيوانات، وما ينتج عنها من تصرفاتٍ مشينة[18], ومن جانب آخر فإن نصوص السنّة النبوية وما تدعو له من قتال المسلمين لليهود حتى آخر رمق، ووراء كل حجر وشجر، إنما يعدّ المحرك الرئيس والدينامو لكل ما يجري على الأرض من تطورات!
وهنا يأتي السؤال، هل الدين عاملٌ يستطيع لوحده أن يُشعل الصراعات بين البشر؟! وإذا كان نعم فما هو الحل؟
هل الحل بمحاربة الدين؟ وهذا من الصعب لأن الدين في حقيقته اختيار فردي شخصي رغم تأثر البيئة والمجتمع.
لعل الحل الوحيد هو البحث عن سرديات دينية مقابِلة، أو موفِّقَة، بحيث تكون بديلة عن السرديات العنفية، أو مخففةً لحمضها، وبالتالي فنحن أمام عدة سيناريوهات:
– عدم إقحام الدين في الصراعات والاكتفاء بغيره من العوامل، كالسياسة، والاجتماع، والتحالفات العلمانية، والحقوقية..
– معاداة الدين العنفي.
– دعم سرديات دينية غير عنفية تسحب الشرعية الدينية من السرديات العنفية.
ولهذا فإننا في تيار المستقبل السوري، بحسب رؤية التيار ومنهجه، نوصي العقلاء بما يلي:
1- عدم إفراغ الوسع في الإساءة ومعاداة الأديان، لأنها لن تجلب إلا شدّ عصبٍ مضادٍ، ولن تكون نتيجته ممدوحة.
2- تقرير الحالة البشرية بأنّ التطرف يقابله تطرف معاكس، وأنَّ التطرف يتغذى من تطرفٍ مقابل، فالسلاح لم يحمله السوريون المتديّنون لو لم يكن هناك عنف طائفي من قبل النظام السوري النصيري، وحماس لم تكن لترفض حلَّ الدولتين لو أن اسرائيل قبلت بتطبيق مبادرة الجامعة العربية!! وهكذا..
3- الاهتمام بحشد الأصوات المعتدلة من كل الأطراف، والاهتمام برجال الدين المعتدلين الذين يرفضون العنف ابتداء، والذين انطلقوا من فهم أديانهم بعين إنسانية، وليس عنصرية، فهؤلاء وحدهم القادرون على إصلاح العامل الديني لأن يكون مؤثراً بحوارٍ بشريٍّ حضاري، وليس صراعاً دموياً إقصائي.
4- ضرورة تحجيم دور المتطرفين الدينيين ككل، وليس تحجيم دين على حساب دين، أو محاربة رد الفعل بدل الفعل! وبغير ذلك لن يكون النجاح استراتيجياً مستداماً.
[1] انظر مقال بوويرسوك لمعهد الدراسات المتقدمة (IAS) في برينستون., بواسطة (قصص الاضطهاد المتبادل والحروب الدينية قبل الإسلام.. صراع الممالك المسيحية واليهودية في جنوب الجزيرة العربية قديما | ثقافة | الجزيرة نت (aljazeera.net)).
[2] انظر حول انشغال الحركة الإسلامية بسؤال هيكلة الدولة: يوهانس راينسر, الحركات الإسلامية في سورية من الأربعينات وحتى نهاية عهد الشيشكلي, 341.
([3]) عُرفا, يُطلق مصطلح الجماعة اختصاراً, ويٌقصد بها جماعة الإخوان المسلمين.
[4])) انظر: كمال ديب, تاريخ سورية المعاصر من الانتداب إلى صيف 2011, دار النهار, بيروت, 1433هـ \ 2012م, 551.
[5] لقد كانت ثورة حماة زمن الرئيس الرَّاحل أمين الحافظ سنة 1964م, بسبب احتقار الإسلام من قِبَل السُّلطة, وعندما أنزل محافظ حماة عبد الحليم خدام الجيشَ لفك اعتصام الحمويين, نزل الجيشُ بشتم الدِّين والإسلام, واستمرت الثَّورة إلى أن حققت أهدافها, كما ذكرها سعيد حوى وذكر تحقيق أهداف ثورة حماة الَّتي كان أحد قياداتها والتي هي: ” حماية مادَّة التَّربيَّة الإسلاميَّة, توقفت الأفكار القائلة بتصفيَّة الأوقاف, جُمَّد وضع الحرس القوميّ, وُجدت وزارةٌ معتدلة برئاسة صلاح البيطار, أصبح الإسلام أكثر احتراماً وبدؤوا يحسبون له حساباً” انظر مزيد بيان عن أسباب قيام ثورة حماة وماجرى فيها وتداعياتها ونتائجها: سعيد حوى (1409هـ \ 1989م), هذه تجربتي هذه شهادتي, مكتبة وهبة, مصر, 1407هـ \ 1987م, 69 ومابعد.
[6])) يقول بيان المجلس الإسلامي السوري: ” اعتماد القانون العربيِّ أساساً للقضاء في المحاكم الشرعيَّة في سوريا, ولا يحاد عنه إلا إذا خالف النُصوص الصريحة من الكتاب والسنة والإجماع، وإذا خولف يكون بقرارٍ من مجلس قضائيٍّ يُمثِّل الهيئات الشرعية في سوريا .” انظر: المجلس الإسلامي السوري, القانون العربي الموحد, في: (http:www.sy-sic.com/).
[7])) يذكر الشيخ محمد سالم العضور في المجلس الإسلامي السوري لصحيفة المدن, والَّذي كان أحد القائمين على تقريب وجهات النَّظر في مسألة الاختلاف بتطبيق القانون العربي الموحَّد أنَّ ” أحرار الشام الأخيرة، كيف كانت الحركة جزءاً رئيسياً من “الهيئة الشرعية” في حلب والَّتي كانت تضم أيضاً “جبهة النصرة” و”لواء التوحيد” و”لواء صقور الشام”. وعملت “الهيئة الشرعية” على تقويض “مجلس القضاء الموحد” بسبب اعتماده القانون العربي المؤقت. وفشلت جميع محاولات التوفيق الَّتي كان محمد سالم من القائمين على إحداها، بسبب إصرار الفصائل الأربعة في ذلك الوقت على موقفهم من قضية التقنين بشكلٍ عام, ومن تطبيق “القانون العربي الموحد” بشكل خاص” انظر: صحيفة المدن, اعتماد حركر أحرار الشام للقانون العربي خطوة بين الكفر والإيمان, في (https://www.almodon.com/).
الأمر الذي دعا هيئة شام الإسلامية المكونة من علماء انضموا لاحقاً للمجلس الإسلامي لمناقشة القانون نفسه بشكل تفصيلي عبر بحث شرعي في دراسة تم نشرها في آب 2014م, كان خلاصتها أن هيئة شام الإسلامية لا ترى “حرجا على من اعتمد القانون العربي الموحد أساساً للقضاء في المحاكم الشرعية في المناطق المحررة”, انظر: هيئة الشام الإسلامية, القانون العربي الموحد دراسة وتقييم, 1435هـ \ 2014م, نسخة الكترونية, 38.
ويمكن الإطلاع على تقرير هيئة شام الإسلامية أحد مكونات المجلس الإسلامي السوري, في 22 آب 2017م, بعد الجدال حول القانون العربي الموحد, وأنَّ الخلاف في تقنين الشريعة فيه جدل كبير بين العلماء القدماء والمعاصرين, ولكلٍ اجتهاداته, والَّتي اختارتها الهيئة هو تطبيقه. انظر: هيئة شام الإسلامية, القانون العربي الموحد خطوة على طريق القضاء العادل, في (https://islamicsham.org/).
[8])) شيخ الطريقة القادرية عبيد الله القادري مثلاً له نفوذ كبيرٌ لدى الدَّولة السوريَّة لازال مستمراً, وقد كنتُ حاضراً على موكبٍ أمني تم مرافقته من بيروت إلى حلب التي تخضع لسيطرة النِّظام بشكل مُلفت, ممَّا يوحي بدعمٍ مُتبادَلٍ بين أصحاب الطُرق الصوفيَّة والنِّظام السوريّ.
[9])) يذكر البوطي في محاضرته عن الدولة في ماليزيا أنَّ إقامة الدَّولة غير مطلوبٍ شرعاً, بل ماهو المطلوب مخصوصٌ بالتزكيَّة الفرديَّة, ثم تكون الدَّولة جائزةً دنيويَّة, وبالتَّالي نستطيع أن نلمح نظرته للدَّولة في كونها مجرد السلطة التنفيذية, انظر: محمد سعيد رمضان البوطي, الدولة الإسلامية البوطي ماليزيا 2010م, في (https://youtu.be/gx71wKVcqys), الدقيقة 11 ومابعدها.
وفي بحثٍ لليلى الرفاعي عن الشبكة المشيخية وتاريخها, تحدثت عن الموقف الَّذي أحدثه كفتارو في تغيير الشبكة العلمائيَّة وشقِّها ثم تغييرها بدعمٍ من حزب البعث, انظر: ليلى الرفاعي, الشبكة العلمائية الدمشقية القضة الكاملة من النشأة حتى التفكك, في (https://www.aljazeera.net/).
[10])) لعل خير من فكك جماعة القُبيسيات هو محمد خير موسى في كتابه الَّذي كانت مصادره الرئيسة هي الشَّهادات الحيَّة المسموعة والمكتوبة, من الآنسات والمشرفات القبيسيَّات من الصفِّ الأوَّل والثاني ومن طالبات الجماعة, شكّلت الركيزة الرئيسة لمصادر هذا الكتاب الفريد في بابه, والموسوم بـ القُبيسيات الجذور الفكريَّة والمواقف السلوكية, على أن مركز جسور بعد بحثٍ عن القبيسيَّات, انتهى إلى أنَّه “لا يمكن تحميل الجماعة أكثر مما هو متاحٌ في حيِّز الإمكان، فهُنَّ نساء, ولهنَّ جذورٌ ومصالحٌ كبيرةٌ في سوريَّة, وخاصَّةً في مدينة دمشق, ولا يمكن لهنَّ الجهرُ بأيِّ موقفٍ سياسيٍّ مُحدد، وأكبر همهنَّ انصبَّ على تربيَّة البنات والنِّساء على تعاليم الدِّين الإسلاميّ، إلَّا أنهن في المقابل لازلنَّ يستندنَّ إلى الفقه الَّذي يُحرِّم الخروجَ على الحاكم, مهما فجر وطغى, ما لم ينطق بكفرٍ بواح, أو يمنع تطبيق التَّعاليم الشرعيَّة” انظر: مركز جسور للدراسات, جماعة القبيسيات النشأة والتكوين, في (https://www.jusoor.co/).
[11] ياسر نديم السعيد, في حب وكره العلويين السوريين, الجمهورية, 21 أيار 2013م, في (في حب وكره العلويين السوريين الجمهورية.نت (aljumhuriya.net)).
[12] انظر: لماذا فلسطين؟.. من يوميات هرتزل (2) | الجزيرة نت (aljazeera.net)
[13] انظر: ملفات | المسيحية المتصهينة – YouTube
[14] انظر دراسة: أحمد هيكل, عقلية الجدار اليهودية الجذور الدينية والتطور التاريخي, في مجلة الدراسات الفلسطينية, العدد 129, 2022م,
[15] يجدر التنويه إلى أن فراس السواح في كتابه “تاريخ أورشليم والبحث عن مملكة اليهود” 2003م, عالج هذه القضايا أركولوجيا, ونقضها.
[16] في وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس مانصه: ” فلسطين أرضٌ أعلى الإسلام مكانتها، ورفع لها مقامَها، وبسط فيها روحَه وقيمه العادلة، وأسّس لعقيدة الدفاع عنها وتحصينها”
[17] انظر لنشأة وفكر حركة حماس مثلاً: محمد محسن صالح (مجموعة باحثين), حركة المقاومة الإسلامية حماس دراسات في الفكر والتجربة, مركز الزيتونة, بيروت, ط2, 2015م.
[18] انظر مقال أ. د, حسيب شحادة حول الموضوع: لمحة عن الأغيار في الشريعة اليهودية بقلم:أ. د. حسيب شحادة (alwatanvoice.com)
جمعة محمد لهيب
باحث في قسم البحوث والدراسات
المكتب الديني
تيار المستقبل السوري