يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ صدور المرسوم الرئاسي بتاريخ 27 آب/أغسطس 2025، القاضي بتشكيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم في سورية، والذي يهدف إلى توحيد وتطوير النظام التعليمي في بلادنا.
وإذ نرحب بالسعي نحو إصلاح التعليم وتعزيز دوره كركيزة أساسية لبناء مستقبل سورية، نؤكد على أهمية النظر إلى هذا القرار بروح وطنية مستقلة، تستفيد من الإيجابيات وتتجاوز السلبيات بحكمة ومسؤولية.
يرى تيار المستقبل السوري في تشكيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم فرصة واعدة لتوحيد الأطر التعليمية، وتجاوز التشتت الذي عانى منه القطاع التعليمي خلال سنوات الصراع، وإن توحيد المناهج وتطويرها بنهج علمي يمكن أن يسهم في تعزيز الهوية الوطنية، ويضمن جودة تعليمية موحدة تلبي تطلعات أبنائنا في جميع أنحاء سورية.
كما أن إنشاء هيئة مركزية للإشراف على التعليم قد يعزز من كفاءة تخصيص الموارد وتنفيذ السياسات، مما يعالج التحديات المزمنة في القطاع.
يؤكد تيار المستقبل السوري مع كامل التقدير للنوايا الإصلاحية، على ضرورة الحذر من المخاطر المحتملة لهذا القرار، ونعتبر التوجه نحو المركزية الزائدة قد يحد من قدرة المناطق على معالجة احتياجاتها التعليمية الخاصة، ويقلل من الابتكار المحلي الذي أثبت فعاليته في ظروفنا الاستثنائية. كما أن غموض الأهداف والآليات التنفيذية، إلى جانب التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تواجه سورية، قد يعيق تحقيق الأهداف المرجوة إذا لم يُعالج بتخطيط شفاف وتمويل كافٍ.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى الاستفادة القصوى من هذا القرار من خلال:
- التخطيط الشفاف، عبر وضع خطة واضحة لأهداف المجلس وآليات عمله، مع إشراك الخبراء التربويين والمجتمع المحلي لضمان شمولية الرؤية.
- التوازن بين المركزية واللامركزية، من خلال الحفاظ على مرونة إدارية تتيح للمناطق تلبية احتياجاتها الخاصة، مع ضمان التنسيق الوطني.
- تعزيز الموارد، بتخصيص تمويل كافٍ وإعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية، مع التركيز على دعم المعلمين والطلاب في المناطق المتضررة.
- إشراك المجتمع، وفتح حوار وطني يضم كافة الأطراف المعنية لضمان قبول الإصلاحات واستدامتها. يعتبر تيار المستقبل السوري أن لتعليم هو الركيزة الأساسية لبناء سورية المستقبل، وطن العزة والكرامة. ومن هذا المنطلق، يجدد تيار المستقبل السوري التزامه بدعم كل جهد وطني يهدف إلى نهضة التعليم، مع التأكيد على ضرورة تجاوز العقبات بحكمة وتعاون. نأمل أن يكون هذا المرسوم بداية لإصلاح شامل يعيد للتعليم السوري دوره الريادي، ويحقق تطلعات شعبنا نحو مستقبل مزدهر.