اطّلع تيار المستقبل السوري على تقرير مجلة الإيكونوميست الصادر بتاريخ 24 آب 2025، والذي تناول التحولات السياسية في سورية بعد سقوط نظام الأسد، وظهور مؤشرات على تراجع الثقة الشعبية بالحكومة الانتقالية، لا سيما في أوساط المكونات المجتمعية التي عانت من التهميش أو الانتهاكات خلال المرحلة الماضية.
إننا في تيار المستقبل السوري نعتبر هذا التقرير بمثابة إنذار سياسي مهم، يستدعي من جميع القوى الوطنية على رأسها الحكومة الإنتقالية مراجعة المرحلة السابقة بجرأة ومسؤولية، لتجاوز السلبيات التي رافقت عملية الانتقال، وضمان عدم تكرار أخطاء الماضي، سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة أو إدارة التنوع السوري.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة لا يمكن أن تُبنى على الإقصاء أو التغاضي عن مطالب المكونات المجتمعية، بل على أساس الشراكة الوطنية، والعدالة، واحترام الحقوق السياسية والمدنية للجميع.
إن تجاهل هذه المبادئ يهدد بإضعاف الثقة الشعبية، ويغذي مناخات التوتر والانقسام، ويعيق بناء دولة المواطنة التي نطمح إليها.
بدعو تيار المستقبل السوري الحكومة الانتقالية إلى فتح حوار وطني شامل، يضم كافة القوى السياسية والمدنية، لمراجعة الإعلان الدستوري، وتقييم أداء المؤسسات، وضمان تمثيل عادل لجميع السوريين في صياغة مستقبلهم، كما ونؤكد على ضرورة احترام الحريات العامة، وتفعيل آليات العدالة الانتقالية، بما يضمن الإنصاف والمساءلة دون انتقام أو تبرئة جماعية.
إن تيار المستقبل السوري يؤمن بأن تجاوز هذه المرحلة يتطلب شجاعة سياسية، واعترافًا بالأخطاء، وانفتاحًا على النقد البنّاء، من أجل ترسيخ مسار ديمقراطي حقيقي، يحمي وحدة سورية ويصون كرامة شعبها.