يُعرب تيار المستقبل السوري عن ترحيبه العميق باللقاء المثمر الذي جمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، بالمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك، يوم الاثنين 2025/08/18م والذي تناول آفاق التعاون في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في سورية.
يرى تيار المستقبل السوري في هذا اللقاء خطوة استراتيجية نحو إعادة بناء المنظومة الأكاديمية الوطنية التي تضررت بشكل بالغ خلال سنوات الثورة المباركة، ويعكس التزام الدولة الجديدة باستعادة الدور الريادي لسورية كمركز علمي وثقافي في المنطقة.
يثمّن تيار المستقبل السوري الرؤية الطموحة التي طرحها الوزير الحلبي تحت عنوان "فجر علمي سوري جديد"، والتي تركز على إحياء البحث العلمي عبر الانفتاح الدولي، وتطوير البنية الأكاديمية، وتعزيز دور الحاضنات الجامعية كمحفز للابتكار وريادة الأعمال.
يقدّر تيار المستقبل السوري استعداد منظمة الإيسيسكو لتقديم الدعم من خلال المنح الدراسية، والبرامج التدريبية، وتنظيم المؤتمرات الدولية، بما يسهم في معالجة التراجع الأكاديمي الذي تجاوز 70% خلال العقد الماضي نتيجة تدمير البنية التحتية وهجرة الكفاءات.
يؤكد تيار المستقبل السوري، الذي يرى في التعليم ركيزة أساسية لبناء سورية الجامعة، أن هذا التعاون يتماشى مع رؤيته التي عبّر عنها في مقاله المنشور بتاريخ 16 آب 2025 بعنوان "المعلم السوري في سياق التحول الوطني"، والذي شدد على أهمية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الوحدة الوطنية، وقد أشرنا في المقال إلى تدهور أكثر من 40% من المؤسسات التعليمية خلال الحرب، داعين إلى إصلاح المناهج بما يعكس قيم التعددية والحرية، وتأهيل الكوادر التعليمية عبر برامج تدريبية حديثة، مع التركيز على الحاضنات الجامعية كحلقة وصل بين التعليم وسوق العمل.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى ترجمة هذا التعاون لخطوات عملية تشمل:
- تحديث المناهج الأكاديمية بما يتوافق مع احتياجات المجتمع السوري ومتطلبات سوق العمل، خصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، والتحول الرقمي.
- دعم الطلاب السوريين في المهجر عبر توسيع نطاق المنح الدراسية وتوفير التعليم عن بُعد، بما يضمن استعادة الكفاءات الوطنية.
- تعزيز الحاضنات الجامعية من خلال تمويل مشاريع الطلاب وتشجيع الابتكار، وتفعيل الشراكات مع القطاع الخاص.
- إشراك المجتمع المدني والمؤسسات المحلية في صياغة وتنفيذ البرامج، مع ضرورة إنشاء هيئات مستقلة لضمان الشفافية ومراقبة جودة التعليم وتوزيع الموارد.
يشدد تيار المستقبل السوري على أهمية أن يشمل هذا التعاون جميع المناطق السورية دون استثناء، بما يعزز الوحدة الوطنية ويُسهم في تجاوز آثار الحرب والانقسام. فإعادة بناء النظام التعليمي تتطلب تضافر جهود الحكومة، المجتمع المدني، والشركاء الدوليين، من أجل تأسيس منظومة تعليمية حديثة تُلبي تطلعات الشعب السوري.
يجدد تيار المستقبل السوري التزامه الكامل بدعم كل مبادرة تهدف إلى النهوض بالتعليم والبحث العلمي، باعتبارهما أساساً لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وندعو جميع السوريين إلى المساهمة الفاعلة في هذا المشروع الوطني، لبناء سورية المستقبل، حيث يكون العلم منارة للوحدة والتقدم.