يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ حادثة استهداف فرق الهلال الأحمر العربي السوري يوم الجمعة الموافق 8 آب 2025، أثناء تنفيذ مهمة إنسانية في محافظة السويداء، ما أدى إلى أضرار مادية في عدد من الآليات، دون وقوع إصابات بشرية. ويؤكد التيار أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ الحياد الإنساني، ويهدد سلامة العاملين في المجال الإغاثي، ويُفاقم من معاناة المدنيين في منطقة تعاني أصلًا من تدهور حاد في الخدمات الصحية والغذائية.
إننا في تيار المستقبل السوري إذ يُدين هذا الاستهداف، فإننا نشدد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حرية وسلامة الفرق الطبية والإغاثية في أداء مهامها، بعيدًا عن أي توظيف سياسي أو عسكري.
وفي هذا السياق، نُرحب بالجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة الأردنية الهاشمية، كما ورد في صحيفة القدس العربي بتاريخ 10 آب 2025، والتي أفادت بوجود تحضيرات لعقد اجتماع في العاصمة عمّان بين ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء من محافظة السويداء، بدعم وتنسيق دولي وإقليمي، وبمشاركة المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس براك ووزراء خارجية عرب وأتراك.
يرى تيار المستقبل السوري في هذه المبادرة فرصة ثمينة لإطلاق حوار وطني مسؤول، يُراعي مطالب أهالي السويداء، ويُسهم في تهدئة التوترات، ويضع حدًا للاعتداءات المتكررة على المدنيين والمنشآت الحيوية، بما في ذلك المستشفى الوطني الذي تعرض لأضرار جسيمة خلال الأسابيع الماضية.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى:
- تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي طالت المدنيين والمنشآت الإنسانية في السويداء، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
- ضمان الحماية الكاملة للفرق الإنسانية والطبية، وتحييدها عن أي صراع أو استهداف.
- دعم المبادرات الحوارية الإقليمية والدولية.
- إطلاق مسار وطني شامل يعيد الاعتبار للعدالة الانتقالية، ويضمن الحقوق السياسية والمدنية لجميع السوريين، دون تمييز أو إقصاء.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن الحل في سورية لا يمكن أن يكون أمنيًا أو عسكريًا أو استدعاءً لاحتلال، بل يبدأ من الاعتراف بالحقوق، واحترام الكرامة، والانفتاح على حوار وطني جامع، يُفضي إلى دولة مدنية ديمقراطية، تُنهي عقودًا من الاستبداد والانقسام.
