في سياق التكريمات الأسبوعية التي يقدّمها تيار المستقبل السوري لشخصيات وطنية صنعت الفرق في مسيرة الكفاح السوري، نمنح درع التميز للمكرم رقم (45) إلى الحقوقي والناشط البارز فضل عبد الغني الشقفة، أحد أبرز الأصوات السورية التي واجهت آلة القمع بالتوثيق والحقيقة.
من حماة المنكوبة إلى المنابر الدولية:
وُلد الشقفة عام 1980 في مدينة حماة السورية، ونشأ في حيّ تاريخي قرب جامع الشرقي وعلى ضفاف نهر العاصي، قبل أن تُخلف مجزرة حماة 1982 ندبةً لا تمحى في وعيه، شكّلت بذرة انحيازه المبكر لقضايا العدالة والحقوق.
التأسيس لمرجعية حقوقية سورية مستقلة:
حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة دمشق، تخصص إدارة المشاريع، ثم انتقل إلى ميدان العمل الحقوقي مع انطلاق الثورة السورية، حيث أسّس في يونيو 2011 الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، لتكون منصة سورية مستقلة في توثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سورية.
قاد جهودًا رائدة في رصد القتل خارج نطاق القانون، الاعتقال التعسفي، التعذيب، الاختفاء القسري، والعنف الجنسي، لتصبح الشبكة خلال سنوات قليلة مرجعًا دوليًا معتمدًا لدى الأمم المتحدة، هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية.
من الهندسة إلى القانون الدولي:
تابع دراسته وحصل على ماجستير في القانون الدولي من جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة عام 2020، وشارك في جلسات مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، حيث قدّم شهادات ميدانية مدعومة بالأدلة عن الجرائم والانتهاكات في سورية.
العدالة الانتقالية والدعاوى الدولية:
درّب عشرات النشطاء والإعلاميين على أسس التوثيق الحقوقي وفق المعايير الدولية، وساهم في بلورة تصورات حول العدالة الانتقالية، شملت قضايا المحاسبة، جبر الضرر، وكشف الحقيقة.
كما ساهم في رفع دعاوى قضائية أمام القضاء الأوروبي ضد مسؤولين متورطين في جرائم الحرب في سورية، بالاستناد إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية.
الجوائز والتقدير الدولي:
حاز عام 2023 على الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان، تكريمًا لجهوده الحقوقية ومثابرته في الدفاع عن حقوق السوريين.
كتب عشرات التقارير والمقالات التحليلية حول العدالة، الإفلات من العقاب، مصير المعتقلين، وعودة اللاجئين، ويُعرف بأسلوبه التحليلي الرصين، الذي يربط التوثيق الحقوقي بالتحول السياسي والدستوري المنشود في سورية.
تكريم "حارس العدالة":
إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من إيماننا بالدور المحوري للمدافعين عن الحقوق، وعرفانًا منا بـ"قاماتٍ سوريَّة" تمسّكت بالحق والضمير، نكرّم هذا الأسبوع فضل عبد الغني الشقفة، ونمنحه درع التيار الرمزي تكريمًا لـ"حارس العدالة"، حاملِ روح سورية الواحدة وقضيتها العادلة، في وجه الاستبداد والنسيان.