المكتب العلميقسم البحوث و الدراساتقسم شؤون الأسرةكاتبوا التيارمقالاتمقالات شؤون الأسرةمكتب شؤون الأسرةوهيبة المصري

الطلاق وتأثيره على تربية الأطفال

يُعرف الطلاق بأنه انهاء العلاقة الزوجية بشكل قانوني، ما يؤدي إلى انفصال الزوجين وعيش كل منهما حياة مستقلة.
وعلى الرغم من أن الطلاق قد يكون قرارًا صعبًا، إلا أنه قد يكون الحل الأنسب في بعض الحالات، ولسنا هنا لندرس تقييم الطلاق ومعاذيره وأسبابه، بل لنُسلط الضوء في مكتب شؤون الأسرة لِـ تيار المستقبل السوري على واقع تربية الأطفال وأثر الطلاق على ذلك.

تأثير الطلاق على الأطفال:

يعتبر الطلاق من الأحداث المؤثرة على حياة الأطفال بشكل كبير، وقد يترك آثارًا نفسية واجتماعية طويلة الأمد، فالأطفال يربطون استقرار الأسرة بسعادتهم وأمانهم، وعندما ينفصل الوالدان، يشعرون بالخوف والقلق وعدم الاستقرار.

أبرز الآثار السلبية للطلاق على الأطفال:

  1. الحزن والاكتئاب: يشعر الأطفال بالحزن الشديد لفقدان الأسرة المتماسكة والشعور بالوحدة.
  2. الغضب والعدوانية: قد يتحول حزن الأطفال إلى غضب وعدوانية، وقد يوجهون هذه المشاعر تجاه أنفسهم أو الآخرين.
  3. الشعور بالذنب: يعتقد بعض الأطفال أنهم سبب في طلاق والديهم، مما يزيد من معاناتهم النفسية.
  4. صعوبات في التعلم: قد يعاني الأطفال من صعوبات في التركيز والتعلم بسبب التوتر والقلق الناتجين عن الطلاق.
  5. مشاكل في العلاقات الاجتماعية: قد يواجه الأطفال صعوبة في بناء علاقات اجتماعية صحية، بسبب انعدام الثقة بالنفس والشعور بالوحدة.
  6. ربما يظهر على الأطفال بعض السلوكيات المشكلة مثل العدوانية، والتحدي، والانطواء.
  7. تأثير على الصحة الجسدية: مثل الصداع وآلام المعدة، بسبب التوتر والقلق.

على أن هناك عوامل تساهم في شدة تأثير الطلاق على الأطفال منها:

  1. عمر الطفل: الأطفال الأصغر سنًا قد يجدون صعوبة أكبر في فهم معنى الطلاق وتأثيره عليهم.
  2. شخصية الطفل: تختلف استجابة الأطفال للطلاق حسب شخصيتهم وقدرتهم على التأقلم.
  3. طريقة تعامل الوالدين: يمكن للوالدين أن يخففوا من آثار الطلاق على أطفالهم من خلال التواصل المفتوح والصريح معهم، وتقديم الدعم العاطفي لهم.
  4. وجود دعم اجتماعي: وجود عائلة وأصدقاء داعمين يمكن أن يساعد الأطفال على التغلب على صعوبات الطلاق.

تجاوز آثار الطلاق:

يتطلب تجاوز آثار الطلاق على الأطفال جهدًا مشتركًا من كلا الوالدين، وتعاونًا وثيقًا بينهما، ووجود بيئة داعمة للأطفال، وبعض الاستراتيجيات التي نوصي بها والتي يمكن أن تساعد في تخفيف آثار الطلاق على الأطفال:
للآباء والأمهات:

  1. التواصل المفتوح والصريح بطريقة صريحة ومناسبة لعمر الأطفال حول الطلاق، وشرح الأسباب وراءه.
  2. الحفاظ على روتين يومي ثابت قدر الإمكان، بما في ذلك أوقات النوم والوجبات، ليشعر الأطفال بالأمان والاستقرار.
  3. تجنب إشراك الأطفال في الخلافات أمام الأطفال.
  4. توفير الدعم العاطفي ومنح الأطفال وقتًا كافيًا للتعبير عن مشاعرهم، والاستماع إليهم باهتمام وحب.
  5. التعاون المشترك في تربية الأطفال، ووضع مصلحتهم في المقام الأول، وتجنب المنافسة بين الطليقين.
  6. البحث عن دعم متخصص إذا كان الأطفال يعانون من صعوبات نفسية.
  7. تقديم الدعم المادي والمعنوي: للأطفال.

ومما يجدر ملاحظته أن كل طفل يتأثر بالطلاق بشكل مختلف، لهذا لا يوجد نهج واحد يناسب جميع الأطفال.
كما يحتاج الأطفال إلى وقت للتأقلم مع التغيرات التي تحدث في حياتهم.
لهذا يلزم على الوالدين الاستمرار في تقديم الدعم لأطفالهم حتى يتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة.

ايجابية الطلاق على الأطفال:

إمكانية كون الطلاق أمراً جيدًا للأطفال أمر معقد، والجواب عليه ليس بسيطًا، وبشكل عام، لا يُعتبر الطلاق تجربة إيجابية للأطفال فغالبًا ما يرتبط الطلاق بمشاعر سلبية مثل الحزن والخوف والغضب، وقد يؤثر على نمو الطفل العاطفي والسلوكي.

ولكن، هل يمكن أن يكون هناك استثناءات؟

في بعض الحالات النادرة، قد يكون الطلاق هو الخيار الأفضل للأطفال، خاصة إذا كانت البيئة الأسرية مليئة بالصراعات والعنف المستمر، ففي مثل هذه الحالات، قد يكون الطلاق طريقة لإنهاء معاناة الأطفال وحمايتهم من الأذى النفسي والجسدي.

وعلى الرغم من أن الطلاق قد يكون تجربة مؤلمة للأطفال، إلا أنه يمكن إدارة آثاره السلبية من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وتقديم الدعم العاطفي اللازم، وجعل المحنة منحة، فتجارب المبدعين بالتاريخ البشري كانت مليئة بقصص الصعوبات التي قوت ظهر الأطفال باكرا ورسمت ملامح شخصيتهم بشكل أقوى من غيرهم.

خاتمة

إن طلاق الوالدين يعتبر من أكثر الأحداث صعوبة التي يمر بها الأطفال، ومع ذلك، يمكن للوالدين اتخاذ خطوات لتقليل التأثير السلبي للطلاق على أطفالهم. وقد تقدمنا بذكرها.

على أننا نشدد على أهمية وجود والدين حاضرين والحفاظ على علاقة طيبة مع كلا الوالدين حتى لو لم يعيشوا معًا.
إن الطلاق تجربة مؤلمة للأطفال، ولكن يمكن تقليل آثاره السلبية من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وتقديم الدعم العاطفي اللازم، على أنه يجب التذكر أن مصلحة الأطفال هي الأهم، وأن التعاون بين الوالدين هو مفتاح النجاح.

مكتب شؤون الأسرة
وهيبة المصري
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى