د. زاهر إحسان بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

رجال السياسة دورٌ وأهمية

استهلال:

رجال السياسة هم الأشخاص الذين يشاركون بشكل مباشر في صنع القرارات التي تؤثر على المجتمع، فهم يمثلون مختلف التيارات والأفكار، ويتنافسون على السلطة من خلال الانتخابات أو الوسائل الأخرى المتاحة في النظام السياسي.
ورجل السياسة الجيد هو الشخص الذي يتمتع بمجموعة من الصفات والمهارات، منها القدرة على القيادة وتوحيد الناس لتحقيق أهداف مشتركة، وأن يكون لديه رؤية واضحة لمستقبل المجتمع، وقادر على وضع الخطط لتحقيق تلك الرؤية.
ورجل السياسة لديه المعرفة والخبرة اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة، ملتزماً بالقيم الأخلاقية، ويضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار.
ورجل السياسة يكون قادراً على التواصل بفعالية مع الناس وتوضيح أفكاره ومقترحاته، وقادراً على التكيف مع التغيرات والتحديات التي تواجه المجتمع.

دور رجال السياسة:

يلعب رجال السياسة أدوارًا حيوية في المجتمع، منها:

  1. يقومون بصياغة وتعديل القوانين التي تحكم حياة المواطنين.
  2. توزيع الموارد المالية والبشرية على مختلف القطاعات.
  3. توفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل التعليم والصحة والإسكان.
  4. تمثيل مصالح المواطنين في المحافل الدولية والإقليمية.

وكل هذه الأدوار تجعل رجال السياسة منقسمين إلى رجال سياسية حقيقيين، وآخرين وهميّين! فرجال السياسة الحقيقيون يعملون على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع، كما يسعون إلى حل المشاكل التي تواجه المجتمع وتلبية احتياجات المواطنين، ويعملون على تطوير المجتمع وتحقيق التقدم والازدهار، ويسعون لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

أهمية وجود رجال سياسة في سورية:

يواجه رجال السياسة في سورية صعوبات كبيرة، حيث أدت الأزمة السورية إلى تدمير البنية التحتية، وتشريد الملايين، وتقسيم البلاد، ما ألقى بأعباء كبيرة على عاتق رجال السياسة في إعادة إعمار البلاد، وتحقيق المصالحة الوطنية، كما أن انتشار الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ومؤسسات المعارضة، يمثل عائقاً كبيراً أمام التنمية والتقدم، إضافة لوجود آراء وتيارات سياسية مختلفة تجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول القضايا الوطنية المصيرية.
كما وتتأثر القرارات السياسية في سورية بالضغوط الخارجية من الدول الكبرى والمنظمات الدولية نحوهما، وبالتالي فنحن أما وضع صعب، ولكنه مُهيئ لبروز رجال سياسة ناجحين.

تتمثل أهمية وجود رجال سياسة في سورية، كأي دولة أخرى، في عدة جوانب أساسية:

  1. صنع القرارات وتوجيه الدولة: يلعب رجال السياسة دوراً حيوياً في صياغة وصنع القرارات التي تؤثر على حياة المواطنين، من خلال سن القوانين، وتحديد السياسات العامة في مختلف المجالات كالاقتصاد والتعليم والصحة والأمن.
  2. تمثيل الشعب: يمثل رجال السياسة صوت الشعب، وهم المسؤولون عن إيصال مطالبهم واحتياجاتهم إلى المؤسسات الحكومية.
  3. بناء الدولة: يساهمون في بناء الدولة وتقويتها من خلال وضع الخطط الاستراتيجية وتنفيذ الم0شاريع التنموية التي تساهم في الارتقاء بواقع البلاد.
  4. حل المشكلات: يتصدون للتحديات والصراعات التي تواجه البلاد ويعملون على إيجاد الحلول المناسبة لها.
  5. تعزيز التعاون الدولي: يمثلون بلادهم في المحافل الدولية ويعززون العلاقات مع الدول الأخرى بما يخدم المصالح الوطنية.

ورغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها سورية، إلا أن هناك آمالاً في مستقبل أفضل، لكن ذلك يتطلب وجود قيادة سياسية حكيمة ورشيدة قادرة على بناء الثقة بين المواطنين والسلطة من خلال الشفافية والعدالة، واتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وتشجيع الحوار الوطني الشامل بين جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، وبناء دولة قوية تعتمد على المؤسسات والقانون، كما وبناء علاقات متوازنة مع الدول الأخرى، وخاصة دول الجوار والمحيط.

إيجابيات وسلبيات:

وجود رجال سياسة في أي مجتمع هو أمر ضروري وحيوي، فهم المحرك الأساسي للتغيير والتطور، نورد هنا بعض الإيجابيات التي تعود على المجتمع بوجودهم:

  1. صنع القرارات: رجال السياسة هم المسؤولون عن اتخاذ القرارات الهامة التي تؤثر على حياة الناس، من خلال سن القوانين وتحديد السياسات العامة في مختلف المجالات.
  2. تمثيل الشعب: يعملون على تمثيل مصالح الشعب وحقوقه، ويقومون بنقل مطالبهم إلى الجهات المعنية.
  3. توفير الخدمات العامة: يساهمون في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية.
  4. بناء الدولة: يعملون على بناء الدولة وتقويتها من خلال وضع الخطط الاستراتيجية وتنفيذ المشاريع التنموية.
  5. حل المشكلات: يتصدون للتحديات والصراعات التي تواجه المجتمع ويعملون على إيجاد الحلول المناسبة لها.
  6. تعزيز التعاون الدولي: يمثلون بلادهم في المحافل الدولية ويعززون العلاقات مع الدول الأخرى بما يخدم المصالح الوطنية.
  7. تطوير المجتمع: يساهمون في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم والازدهار من خلال تشجيع الإبداع والابتكار.
  8. الحفاظ على النظام العام: يعملون على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع.

باختصار، فرجال السياسة هم القادة الذين يقودون المجتمع نحو مستقبل أفضل، وهم المسؤولون عن تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لوجود رجال سياسة في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، إلا أن هناك بعض السلبيات التي قد تنجم عن هذا الدور، ومن أبرزها:

  1. الفساد: فقد يستغل بعض رجال السياسة مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة، مما يؤدي إلى انتشار الفساد وتدهور الخدمات العامة.
  2. التحزب والانقسام: فقد يؤدي التنافس الحزبي الشديد إلى الانقسامات والخصومات السياسية، مما يعيق التنمية والتقدم ويؤثر سلبًا على استقرار المجتمع.
  3. تضارب المصالح: قد يتعرض بعض رجال السياسة لتضارب المصالح بين مصلحتهم الشخصية ومصلحة الدولة، مما يؤثر على اتخاذ القرارات الصحيحة.
  4. قلة الكفاءة: قد لا يتمتع بعض رجال السياسة بالكفاءة والخبرة اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر سلبًا على المجتمع.
  5. التلاعب بالرأي العام: قد يلجأ بعض رجال السياسة إلى التلاعب بالرأي العام باستخدام وسائل الإعلام والترويج لأكاذيب وشائعات لتحقيق مصالحهم الشخصية.
  6. الاستبداد: قد يتحول بعض رجال السياسة إلى ديكتاتوريين يستغلون السلطة لفرض إرادتهم على الشعب وقمع المعارضة.
  7. الارتهان للخارج: قد يحيف بعض السياسيين عن وضع مصلحة وطنهم وشعبهم فوق كل اعتبار، ويتبنون أفكاراً وايديولوجيات يتم نشرها داخل بنية الدولة والمجتمع بغية تحقيق مصالح لدول أخرى على حساب مصلحة الوطن، ناهيكم عن تسريب معلومات وطنية لدول أخرى يمكنها الاستفادة منها وتوظيفها ضمن إطار ما في الوقت والزمان المناسبَين.
  8. الإيديولوجيات المتطرفة: قد يتبع بعض رجال السياسة إيديولوجيات متطرفة تؤدي إلى الصراعات والعنف.

وللتخفيف من هذه السلبيات، يجب على رجال السياسة الالتزام بالقوانين والأخلاقيات أولاً، وأن يكونوا قدوة حسنة لمجتمعاتهم، فيلتزموا بالقوانين قبل أن يُلزموا بها الآخرين، وأن يكونوا شفافين في أعمالهم كلها، وأن يخضعوا للمساءلة عن أي أخطاء يرتكبونها، كما يجب أن يضعوا مصلحة الوطن والمواطنين العليا فوق مصالحهم الشخصية، وأن يمتلكوا مفاتيح للحوار والتعاون مع جميع المختلفين بالسياسة من نظام ومعارضة وإسلاميين وقوميين ويساريين ونحوهم، من أجل تحقيق مصلحة الوطن العامة.
كما وأن يعملوا على تطوير كفاءاتهم وقدراتهم من خلال التعليم والتدريب المستمر.
لاشك أن وجود رجال سياسة حقيقيين أمر ضروري لأي مجتمع، ولكن يجب أن يكونوا على قدر عالٍ من المسؤولية والأمانة، وأن يعملوا على تحقيق مصالح الوطن والمواطنين.

تحديات:

تواجه الساحة السياسية في سورية تحديات جسيمة تعيق عملية الإصلاح والبناء، ومن أبرز هذه التحديات:

  1. الأزمة الإنسانية: تعتبر الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب الأهلية من أبرز التحديات، فهي تتطلب جهودًا كبيرة لإعادة إعمار البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، بالإضافة إلى معالجة آثار الصدمات النفسية والاجتماعية.
  2. النزوح واللاجئون: فقد تسببت الحرب في نزوح ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها، ما شكل تحديًا كبيرًا في عملية إعادة الإعمار، وإعادة توطين النازحين واللاجئين.
  3. التقسيمات الطائفية والمذهبية: أدت الحرب إلى تعميق الانقسامات الطائفية والمذهبية في المجتمع السوري، ما جعل من الصعب تحقيق المصالحة الوطنية، وبناء دولة مدنية.
  4. التدخلات الخارجية: تتعرض سورية لتدخلات خارجية من قوى إقليمية ودولية، مما عقد ويعقد عملية الحل السياسي ويؤثر على مسار الأحداث.
  5. الفساد: انتشر الفساد بشكل كبير خلال سنوات الحرب، ما أضعف الثقة بالمؤسسات الحكومية وعطّل عملية التنمية.
  6. غياب سيادة القانون: انهار نظام القضاء في مناطق كثيرة، ما أدى إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار.
  7. الأزمة الاقتصادية: تعاني سورية من أزمة اقتصادية حادة بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
  8. تعدد الجماعات المسلحة: وجود العديد من الجماعات المسلحة على الأرض يزيد من تعقيد الوضع الأمني، ويصعب عملية السيطرة على الأراضي.

ولتجاوز هذه التحديات، نرى أن الأمر يتطلب وجود رجال السياسة في سورية تضع مصالح سورية فوق كل اعتبار! عبر التركيز على مصلحة الوطن والمواطنين، وتجاوز الخلافات السياسية والحزبية، وتشجيع الحوار الوطني الشامل بين جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، بلوغاً للسلم والأمن الوطني والأهلي.

غياب وفقدان:

يعد غياب رجال السياسة الحقيقيين تهديدًا خطيرًا على استقرار المجتمعات وتطورها، فهؤلاء السياسيون من رجال ونساء، هم القادة الذين يتحملون مسؤولية صياغة السياسات، واتخاذ القرارات الحاسمة التي تؤثر على حياة الناس، وعندما يغيب هذا النوع من القادة، فإن المجتمعات تواجه العديد من المخاطر والتحديات، ومنها:

  1. الفراغ القيادي: يؤدي غياب القادة الحقيقيين إلى فراغ قيادي، ما يجعل المجتمع عرضة للصراعات الداخلية والفوضى.
  2. سوء الإدارة: قد يتولى مناصب القيادة أشخاص غير مؤهلين أو غير مهتمين بالمصلحة العامة، ما يؤدي إلى سوء الإدارة وفساد في المؤسسات.
  3. تراجع الثقة: يؤدي غياب القادة الموثوق بهم إلى تراجع ثقة المواطنين في مؤسسات السلطة، ما يزيد من الانقسامات الاجتماعية.
  4. تدهور الخدمات العامة: كالتعليم والصحة والبنية التحتية نتيجة لسوء الإدارة وقلة الاستثمار.
  5. التبعية الخارجية: قد تصبح المجتمعات أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية والضغوط السياسية، مما يحد من قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة.
  6. تراجع التنمية: قد يتباطأ وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على مستوى معيشة المواطنين.

ولكن ما هو رجل السياسة الحقيقي الذي نفتقده في سورية، والذي نحتاجه؟
رجل السياسة الحقيقي، هو الشخص الذي يتمتع بالنزاهة والأمانة فيضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار أولاً وآخراً، ويتمتع بالكفاءات والمهارات اللازمة لتولي المسؤولية، ولديه رؤية واضحة لمستقبل المجتمع وقادر على وضع الخطط لتحقيقها، كما يستطيع حشد الناس وتوحيدهم حول هدف مشترك، ويتخذ القرارات الصعبة حتى لو كانت غير شعبية، ويحترم القانون ويطبقه على الجميع دونما استثناء.

إن علينا بناء جيل جديد من القادة، من خلال العمل على تعزيز التعليم وأن يكون هو الأساس لبناء مجتمع قوي، حيث يتم تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة في الحياة العامة، كما يجب تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة السياسية والمدنية.
إن غياب رجال السياسة الحقيقيين يشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل أي مجتمع، لذا يجب علينا جميعًا العمل معًا لبناء جيل جديد من القادة الذين يتمتعون بالكفاءة والأمانة والقدرة على قيادة مجتمعاتنا نحو مستقبل أفضل.

خاتمة:

تعتبر مسألة تحديد الحالة المثالية لوضع رجال السياسة في بلد يمر بظروف استثنائية كسورية مسألة معقدة ومتشعبة، وتتطلب توافر مجموعة من العوامل والظروف.

ومع ذلك، يمكننا تحديد بعض الملامح الأساسية لهذه الحالة المثالية:

  1. النزاهة والكفاءة: يجب أن يتمتع رجال السياسة بنزاهة عالية وكفاءة عالية، وأن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الصعبة والموضوعية، وأن يضعوا مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار.
  2. التمثيل الحقيقي للشعب: يجب أن يكونوا قادرين على تمثيل جميع فئات الشعب السوري، وأن يعكسوا تطلعاتهم وآمالهم.
  3. الوعي بالتحديات: يجب أن يكونوا على دراية كاملة بالتحديات التي تواجه سورية، وأن يمتلكوا رؤية واضحة لمستقبل البلاد.
  4. القدرة على الحوار والتوافق: يجب أن يكونوا قادرين على الحوار مع مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية، وأن يسعوا إلى التوافق على حلول مشتركة.
  5. الاستقلالية عن التأثيرات الخارجية: يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات المستقلة، وأن لا يتأثروا بضغوط القوى الخارجية.
  6. الالتزام بالقانون: يجب أن يلتزموا بالقانون ويطبقوه على الجميع دون استثناء.
  7. البعد عن المحسوبيات: يجب أن يبنوا مؤسسات قوية تعتمد على الكفاءة والعدالة، وأن يبتعدوا عن المحسوبيات والمحسوبيات.

كل ذلك يحتاج إلى عوامل تساعد على تحقيق هذه الحالة المثالية، والتي نراها تتمثل ببناء نظام سياسي ديمقراطي يتيح للمواطنين المشاركة الفعالة في صنع القرار، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ومكافحة الفساد بكل أشكاله، لأن الفساد هو أكبر عائق أمام التنمية والتقدم، وأن يكون القانون هو الحاكم الأعلى، وأن يتم تطبيقه على الجميع دون استثناء، مع بناء مجتمع مدني قوي، حيث يساهم المجتمع المدني في مراقبة أداء الحكومة، ويقدم بدائل سياسية واقتصادية واجتماعية.
إضافة إلى التركيز على التعليم والتوعية السياسية للمواطنين، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية.

إن تحقيق الحالة المثالية لوضع رجال السياسة في سورية يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف، ويحتاج إلى وقت طويل، وعملٍ دؤوب.
ومع ذلك، يجب أن نستمر في السعي لتحقيق هذا الهدف، لأن بناء دولة قوية ومستقرة هو مصلحة مشتركة، يقطف ثمارَها جميع السوريين على اختلاف مشاربهم، دونما استثناء.

مكتب الرئاسة
د. زاهر إحسان بعدراني
مقال
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى